جعفر عباس يكتب: البامية كنز عجيب
تجري محاولات لإشانة سمعة الويكة (البامية المجففة) باتهامها بأنها سبب ضعف اللياقة البدنية للمواطن السوداني، باعتبار أنها “مادة خشبية لا فائدة منها للجسم” وأن تعاطي الويكة عمدا هو سبب ضعف لياقة لاعبي الكرة السودانيين وبؤس أدائهم (وفي هذا تبرئة لأمثال الكاردينال وجمال الوالي وسوداكال والسوباط والدندر والقاش وشمس الصيف، ومين علمك يا فراش تعبد عيون القاش والخضرة في الضفة وهمس النسيم الماش؟)
البامية منجم لمواد غذائية كثيرة ففيها كربوهيدرات، وألياف بالكوم، ودهون سهلة الهضم وبروتين وفيتامين ب9 (بنسبة 22%)، وفيتامين سي (35%) وفيتامين A أ 660 وحدة دولية IU)، وكالسيوم ومغنيسيوم، وقد طرحت شركتا ستاندرد بروسس، وسولاراي الأمريكيتان في الأسواق كبسولات بامية كمكملات غذائية: 40 كبسولة ب16 دولارا، ولو ارتفعت أسعار البامية بعد نشر مقالي هذا، أو صارت تباع فقط في السوق السوداء، فلا ذنب لي في ذلك، ولا استبعد أن تتعزز الويكة كما فعل الليمون من قبل
جاء في المجلة الدولية لبحوث تكنولوجيا الصيدلة International Journal of Pharma Tec Research (2009)
ومجلة الصيدلة والعلوم الحيوية المصاحبة (2011)
Journal of Pharmacy and Bio-allied sciences (2011)
أن مستخلص البامية يعالج التهاب الأغشية المخاطية في الجهاز التنفسي، وأن عصارة ثمرة البامية وأوراقها الطازجة تعالج التهاب الحلق وحرقة البول، وثبت على نحو قاطع أن مستخلص البامية أدى الى انخفاض السكر في دماء الفئران، لأن المادة اللزجة في البامية تمنع امتصاص السكر في الأمعاء، وبما أننا والفئران أولاد عم حيطة بالحيطة، فمن المؤكد أن البامية تفيد المصابين ب”السكري، كما أن تلك المادة اللزجة تمنع التصاق جرثومة المعدة بالغشاء المخاطي للجهاز الهضمي، ولهذا فنحو 80% من السودانيين يحملون تلك الجرثومة في بطونهم و”ما عندهم أي عوجة”، كما أن البامية تخفض نسبة الكولسترول الضار والدهون الثلاثية في الدم
والبامية نبتة راكزة وشفتة ومناضلة لا تحتاج للكثير من الماء، وتتحمل أقسى درجات الحرارة، ولا تقتصر فوائدها على ثمرتها وما بداخلها من بذور، بل إن بحوثا أجرتها جامعة ماسترسكيل في ماليزيا، أثبتت أن جذورها غنية بمادة فلافونويد وغيرها من مضادات الأكسدة. يعني ممكن تقتلع نبتة بامية من لغاليغها، وتأكلها نيئة أو مطبوخة، فيكسب جسمك معادن وفيتامينات ومواد أخرى تعزز الصحة وجهاز المناعة، ومن ميزات البامية أنها تبقى طازجة لثلاثة أيام بعد قطفها إذا وضعت في ثلاجة، ولكن لا تغسلها بالماء قبل التخزين، بل أغسلها فقط قبل وضعها في إناء الطبخ، ويستحسن أن توضع في الثلاجة داخل كيس ورقي، وعند تجفيفها وسحنها (يعني بعد ان تصبح ويكة) تظل محتفظة بالعديد من خصائصها الغذائية، وينصح باحثون في جامعة إلينوي الأمريكية بأنه وقبل وضع البامية في الفريزر، تركها في ماء “مغلي” لنحو أربع دقائق، ثم نقلها الى ماء بارد لمدة مماثلة، ثم توضع في أكياس محكمة الإغلاق في الفريزر
عليكم بالتقلية وأم رقيقة والمفروكة والمطبوخة، وأقول لأعداء الويكة ما همّانا ما دام أمريكا معانا