أسامه عبد الماجد ..مابعد (الإطاري).. (10) ملاحظات
¤ بعد توقيع الاتفاق الإطاري بدأت الرؤية تتضح بعض الشئ.. مما يستوجب قراءة المشهد بهدوء .. والنظر لشكل الكتل السياسية.. ومستقبلها وشكل العلاقة بينها والمنظومة العسكرية.
¤ أولا: لم يتم الترتيب بشكل جيد للاتفاق.. بدليل اقرار رئيس بعثة يونتامس فولكر بيرتس
(ان الاتفاق ليس مثاليا).. وكمال قال نائب رئيس قحت الديمقراطية الناظر محمد الامين ترك بمقر اقامة الحاكم مناوي ان الاتفاق (مكلفت) وتم على طريقة الطمعيات التعاونية.. ووقعت على الاتفاق اجسام وصفت بالهلامية وخفيفة الوزن.. وكان التعبير الساخر من مني مناوي ان الموقعين (شوية احزاب ومعاهم مرافيت من احزاب).
¤ ثانيا: خلق الاتفاق تيار معارض قد يكون الاضخم كما وكيفا من اي تحالف عارض الانقاذ.. ابرزها قحت الديمقراطية التي ضمت حركات العدل والمساواة ومناوي والشرق (ترك) واردول.. الى جانب نداء السودان الذي يضم احزاب وقوى فاعله انضم اليها المؤتمر الوطني.. وكذلك الحزب الشيوعي والبعث ولجان المقاومة.. ما يصعب مهمة الحكومة المقبلة وقحت المركزي.
¤ ثالثا: عجز الاتفاق عن تحديد موقف صريح عن اتفاق جوبا.. ديباجة الاطاري تقول (يعتبر اتفاق جوبا لسلام السودان جزءاً لا يتجزأ من الدستور الانتقالي).. بينما فقرة اخرى في الاتفاق ترهن
تنفيذه ، بتقييمه وتقويمه بين الموقعين على الاتفاق السياسي وأطراف اتفاق جوبا).. وتحدث حميدتي باستحياء في خطابه عن اتفاقية جوبا.. ربما لتبدد حلمه بان تكون الحركات الموقعة حليفة له.. وللمفارقة قال حميدتي اتفاق جوبا لم يجد الاهتمام الكافي.. في وقت كان مسؤولا عنه.
¤ رابعا: قطع قائد الجيش الفريق اول عبد الفتاح البرهان الطريق أمام الاصوات المدنية التي تتحدث عن الجيش.. بتأكيده ان اي ترتيبات بشأن المؤسسة العسكرية لن تكون الا بواسطة.. (مؤسسة خاضعة للدستور والقانون والقيم والمؤسسات الديمقراطية المنتخبة).. ونصح البرهان المدنيين بطريقة تنطوي غلى تحذير.. قال: (يجب على السلطة المدنية ان تحترم المهنية العسكرية ولا تتدخل في الشؤون العسكرية الفنية).
¤ خامسا:: بعد الإطاري اختار حميدتي مواجهة الجيش اما شعر شعر بانتصار – وهو قطعا زائف – باعتبار ان الاتفاق سيرخي قبضة الجيش.. او ان مستشاريه نصبوا له كمينا عن عمدا او سهوا – سيان – .. بما حواه خطابه الذي كان محشوا بكلمة الديمقراطية بشطل لافت.. تحدث حميدتي عن ضرورة اخضاع المؤسسة العسطرية لاصلاحات وصفها بالعميقة.. ولم ينسجم خطابه مع خطاب البرهان.. بوصفه لاجراءات 25 اكتوبر بالخطأ.. مما دفع البرهان في حوار مساء ذات يوم التوقيع لتكذيبه.. السيناريو المتوقع اقدام الجيش كمؤسسة او كبار ضباطه على خطوة مفاجئة الفترة القادمة.
¤ سادسا: المدنيون مطالبون بتنفيذ شرط قاسي جدا عليهم .. وهو الخروج من المشاركة في حكومة الفترة الانتقالية.. في مقابل خروج المؤسسة العسكرية من العملية السياسية نهائيا.. ومما لا يفوت على فطنة احد ان الاطاري اعاد الجيش الى الملعب السياسي.. وبالتالي وصفهم بالانقلابيين مردود على المدنيين.. الذين يخدعون الشارع ان ماتم انهاء للانقلاب.
¤ سابعا: يبدو للوهلة الاولى ان الباب مفتوح امام الجميع للانضمام الى الاطاري.. وقال البرهان : (لا حجر على قوى الثورة من الحرية والتغيير او التنظيمات الثورية كما كانت في ابريل 2019 .. او القوى الاخرى المتوافق عليها من الانضمام الى هذا الاعلان في اي وقت).. لكن الاتحادي بقيادة اشراقة محمود كذب الموقعين.. وتفاجأ بوجود قوائم لدى الآلية الثلاثية.
¤ ثامنا: تشهد الساحة مايمكن تسميته بمسرحيات تبادل الادوار.. الحسن الميرغني يوقع على الاطاري وشقيقه جعفر يتراس تيار عريض – قحت الديمقراطية – مناهض للإطاري.. الناظر ترك يغادر الشرق ويترك قيادة المعارضة فيه ل (شيبة ضرار) الذي يحولها لمعارضة مسلحة مانحا نفسه رتبة عسكرية رفيعه ، هلاميه مثل اخرين.. ويصبح ترك احد نواب قحت الديمقراطية الى جانب د. جبريل ابراهيم.. ويقود حزب الامة قحت، بينما نجل المهدي ، (عبد الرحمن) قريبا جدا من (نداء السودان).
¤ تاسعا: نص الاطاري على التفاوض مع الحركة الشعبية/ الحلو ، بناءاً على إعلان المبادئ مارس 2021،.. وهو الاعلان الذي وقعه البرهان شخصيا مع عبد العزيز الحلو في سابقة نادرة.. وهذا يعني ان الحوار المقبل سيكون بواسطة الجيش لا المدنيين.. غير متناسين ان عضو السيادي شمس الدين كباشي اجهض اتفاق حمدوك الحلو الموقع في 2020.. بقوله (ان الاتفاق عطاء من لا يملك لمن لا يستحق).. اللافت في اتفاق البرهان والحللو نص على جيش قومي واحد وهي اشارة لعدم وجود مكان للدعم السريع كقوة منفصلة.
¤ عاشرا: وردت فقرة في الاتفاق كشفت عن جهل الاطراف.. وهو (ضمان مشاركة ذوي الاعاقة في البرلمان) .. خطأ لا يغتفر فالمصطلح الصحيح (ذوي الاحتياجات) او (اصحاب الهمم) كما في دول الخليج.. الخطأ يأتي مصداقا لحديث ترك ان الاتفاق (مكلفت).