الأرجنتين تخشى مصير جارتها أمام طموحات كرواتيا بقبل نهائي كأس العالم
هل كانت الأرجنتين تفضل مواجهة البرازيل على كرواتيا في نصف نهائي مونديال قطر؟
يقول الفرنسي هيرفي رينارد مدرب السعودية، ردا على سؤال للجزيرة نت بعد فوزه على الأرجنتين 2-1، إنه “من السهل تحفيز ميسي لمواجهة البرازيل على أن تقول له تلعب ضد السعودية مثلا أو أي فريق آخر”.
ظهر كلام رينارد -الذي كان في اليوم الثالث من مونديال قطر- جليا في المركز الإعلامي لملعب “لوسيل” المونديالي يوم الجمعة الماضية، الذي احتضن فوز الأرجنتين على هولندا بركلات الترجيح 4-3.
ندخل إلى المركز لنرى أنه تحول إلى أشبه بملعب بالعاصمة الكرواتية زغرب، فالصحفيون والموظفون كلهم متسمرون أمام الشاشات يتابعون الدقائق الأخير من مباراة كرواتيا والبرازيل؛ يسجل بيتكوفيتش هدف التعادل لرفقاء لوكا مودريتش وينفجر المركز فرحا، يضيع ماركينيوز الركلة الحاسمة للبرازيل ليعلن تأهل كرواتيا إلى نصف النهائي، يسود الصمت والترقب وتدور الأحاديث الجانبية بين الصحفيين الأرجنتينيين، ويطرحون على بعضهم بعضًا سؤالا واحدا:
هل كان الأفضل لنا مواجهة البرازيل أم كرواتيا في نصف النهائي؟
ننقل هذا التساؤل إلى عدد من لاعبي الأرجنتين الذين كانوا منتشين من فوزهم المرهق على كرواتيا، الذي ضمن تأهلهم لنصف النهائي.
يقول ألكسيس ماكليستر إن “هوية المنافس لا تهم، كرواتيا فريق قوي بدنيا وتكتيكيا ويرهق أي منتخب يواجهه، ومواجهة البرازيل كانت ستكون كلاسيكو أميركيا جنوبيا يتابعه مئات الملايين حول العالم”.
بدوره، يؤكد الحارس إيمليانو مارتينيز كلام ماكليستر، ويضيف “نتعامل كما فعلنا سابقا، كل مباراة قادمة هي نهائية بالنسبة لنا، وسنقاتل حتى الرمق الأخير، لا يعنينا من نواجه، لأننا سنتحضر لها على كل الصعد؛ كرواتيا وصيفة بطل العالم الماضي، وتنتظرنا مواجهة صعبة”.
أما مولينا مسجل الهدف الأول للأرجنتين في مرمى هولندا، فقال إننا “لا نفكر بقوة الخصم، لأننا سندرس كل منافس في المباراة ونحدد نقاط قوته وضعفه، كل ما قدمناه في مواجهة هولندا سنقدم أضعاف أضعافه ضد كرواتيا، الجميع وفي مقدمتهم ليو (ميسي) على قلب رجل واحد للعبور نحو النهائي”.
هذا الكلام الدبلوماسي من اللاعبين قابله كلمات أكثر وضوحا من الصحفيين الأرجنتينيين، فمنهم من فرح بخسارة البرازيل وآخرون تمنوا لو فازت، حتى نشهد إحدى “أعظم مباريات كأس العالم التي لم تتكرر منذ سنوات طويلة”، حسب أوغستين مراسل شبكة “إي إس بي إن” الأرجنتينية.
ويتابع “قد يقول قائل إن كرواتيا أسهل من البرازيل، ولكن أن تلعب ضد فريق واجهته عشرات المرات بدل فريق لعبت ضده 5 مرات سابقة، فهذا فارق كبير، وهناك أيضا عامل التحفيز، أن تقول للاعبين لديكم معركة مع البرازيل يجب أن تنتصروا فيها -كما فعلتم في نهائي كوبا أميركا الأخيرة- أفضل من أن يحفزهم سكالوني لمواجهة كرواتيا”.
وختم بقوله “حتى بالنسبة للجماهير، كانت ستكون منازلة كروية فوق المستطيل الأخضر، يستمتع فيها الجميع وكانت ستكون هناك مباراة خاصة بين صديقين وزميلين في باريس سان جيرمان، يعني الجميع كان ينتظر مواجهة بين ميسي ونيمار في نصف النهائي، وكانوا يأملون أن يلتقي كريستيانو رونالدو وميسي في النهائي، هذه مباريات خرافية ومنتظرة، ولكن للأسف لن تحدث”.
وتقول ماريا -مراسلة قناة رياضية أرجنتينية- “لست سعيدة بفوز كرواتيا، كنا نتمنى مواجهة البرازيل وهزيمتهم مرة أخرى، مثلما فعلنا في نهائي كوبا أميركا، ونتأهل إلى نهائي المونديال ونفوز به من بوابة الغريم التقليدي”.
وتكشف أنه “في مونديال البرازيل 2014، تحول الشعب البرازيلي كله إلى مؤيد لألمانيا في النهائي وكانوا يرون أن أسوأ كوابيسهم رفع ميسي للقب كأس العالم في ملعب (ماراكانا) الأسطوري، ولكنه حقق حلمه ورفع لقب كوبا أميركا”.
وختمت “كرواتيا تكون خصما عنيدا، ولكن بعد مباراة هولندا تأكدنا أن لدينا منتخبا يقاتل من أجل ميسي، وأيضا للفوز بلقب غاب عنا منذ 1986، واللاعبون واثقون من أن مارادونا ينظر إليهم من السماء ويدعمهم”.
في المقابل، يرى بابلو -مراسل ومذيع من قناة “دي سبورت” الأرجنتينية- أنه “سعيد جدا بإقصاء البرازيل، كرواتيا أزاحت مرشحا جديا للقب والآن مصيرنا بين أيدينا، علينا الفوز على كرواتيا والاستمرار بالحلم”.
وواصل “لم نكن نريد لقاء البرازيل، لأنها ستكون مباراة كلاسيكو وتختلط فيها المشاعر بكرة القدم وتشكل ضغطا كبيرا على لاعبي منتخبنا، ونحن في غنى عنه بعد المجهود النفسي والبدني الذي قدمه اللاعبون في مواجهة هولندا”.
وتلتقي الأرجنتين مع كرواتيا -الثلاثاء المقبل- في نصف نهائي مونديال قطر على ملعب لوسيل، وهي مواجهة ثأرية بعد فوز رفقاء مودريتش على منتخب “الألباسيليستي” بقيادة ميسي بثلاثية نظيفة في دور المجموعات بمونديال روسيا 2018.
يذكر أن المنتخبين تواجها 5 مرات في السابق فازت الأرجنتين في مرتين منها، وبالمثل تفوقت أوكرانيا في مباراتين أخريين، في حين انتهت المواجهة الخامسة بالتعادل السلبي.
***
الأرجنتين تخشى مصير جارتها أمام طموحات كرواتيا بقبل نهائي كأس العالم
عقب تأهلهما المثير للمربع الذهبي في نهائيات كأس العالم لكرة القدم، المقامة حاليا في قطر، يتطلع منتخبا الأرجنتين وكرواتيا لبلوغ المباراة النهائية للمونديال، ومواصلة حلمهما باقتناص اللقب.
ويلتقي منتخب الأرجنتين مع نظيره الكرواتي غدا الثلاثاء على ملعب (لوسيل) في الدور قبل النهائي للمونديال القطري، بعدما أطاحا بمنتخبي هولندا والبرازيل على الترتيب بركلات الترجيح في دور الثمانية للبطولة.
وفي لقاء مليء بالإثارة والمتعة، اقتنص منتخب الأرجنتين، الفائز بكأس العالم عامي 1978 و1986، بطاقة التأهل للدور قبل النهائي للمونديال للمرة السادسة في تاريخه والثانية خلال النسخ الثلاث الأخيرة، عقب فوزه 4 / 3 على منتخب هولندا بركلات الترجيح، التي احتكم إليها المنتخبان عقب تعادلهما 2 / 2 في الوقتين الأصلي والإضافي يوم الجمعة الماضي.
في المقابل، واصل منتخب كرواتيا مغامرته في المونديال، بعدما أطاح بمنتخب البرازيل من البطولة، حيث تعادلا بدون أهداف خلال الوقت الأصلي في مباراتهما يوم الجمعة الماضي، قبل أن تتواصل الإثارة في الوقت الإضافي، الذي انتزع خلال منتخب كرواتيا تعادلا إيجابيا 1 / 1 في الدقائق الأخيرة، ليلجأ المنتخبان لركلات الترجيح، التي ابتسمت في النهاية لرفاق النجم المخضرم لوكا مودريتش.
وسيكون هذا هو اللقاء الثالث بين المنتخبين في كأس العالم والأول في الأدوار الإقصائية، حيث سبق أن لعبا بمرحلة المجموعات في نسختي 1998 بفرنسا والمونديال الماضي في روسيا عام .2018
وتبادل المنتخبان الفوز في مباراتيهما السابقتين، حيث فاز منتخب الأرجنتين 1 / صفر في اللقاء الأول، في حين حقق منتخب كرواتيا انتصارا ضخما 3 / صفر في المباراة الأخرى.
ويأمل زلاتكو داليتش، المدير الفني لمنتخب كرواتيا، في قيادة فريقه لتكرار هذا الانتصار التاريخي للنسخة الثانية على التوالي، مشددا على أنه ينوي تكرار الأسلوب الذي اتبعه خلال المباراة السابقة لإيقاف الساحر الأرجنتيني ليونيل ميسي.
وقال داليتش، الذي قاد المنتخب الكرواتي لوصافة المونديال الماضي قبل 4 أعوام “لن نراقب ميسي. لم نقم بذلك في المباراة الأخيرة أيضا ضد الأرجنتين. نحن فقط بحاجة للتأكد من أنه لن يحصل على الكرة بسهولة أو أن يكون لديه مساحة”.
وواصل ليونيل ميسي 35/ عاما/ إبداعه في المونديال بعدما قاد منتخب بلاده للدور قبل النهائي، ليتقدم خطوة جديدة نحو تحقيق أمله المنشود بالحصول على كأس العالم.
ومارس ميسي هوايته في هز الشباك في البطولة، بعدما أحرز هدفا من ركلة جزاء في شباك هولندا، ليتقاسم صدارة قائمة الهدافين التاريخيين لمنتخب الأرجنتين في كأس العالم مع النجم السابق جابرييل باتيستوتا برصيد 10 أهداف لكل منهما.
ورفع ميسي رصيده التهديفي في النسخة الحالية للمسابقة إلى 4 أهداف، ليصبح في المركز الثاني بقائمة هدافي مونديال 2022 بالاشتراك مع الفرنسي أوليفييه جيرو، بفارق هدف خلف الفرنسي كيليان مبابي (المتصدر).
وأصبح ميسي ثاني أرجنتيني يسجل 4 أهداف في نسختين مختلفتين بكأس العالم بعد باتيستوتا، بعدما سبق لنجم باريس سان جيرمان الفرنسي إحراز نفس العدد من الأهداف في مونديال 2014 بالبرازيل.
وبعدما أرسل التمريرة الحاسمة التي أحرز من خلالها ناهويل مولينا الهدف الأول للأرجنتين في مواجهة هولندا، بات ميسي أكثر اللاعبين صنعا للأهداف بالأدوار الإقصائية في تاريخ المونديال برصيد 5 تمريرات حاسمة، بفارق تمريرة أمام أقرب ملاحقيه الأسطورة البرازيلي بيليه.
وتحدث ميسي، الذي يتطلع لقيادة الأرجنتين للصعود لنهائي المونديال للمرة الخامسة في تاريخه، عن المواجهة المرتقبة أمام كرواتيا، حيث قال “إنهم فريق رائع، يمكننا القول إنهم لعبوا بشكل أفضل من البرازيل، ووصلوا إلى نصف النهائي، يستغلون حقيقة أن مدربهم يعرف الفريق جيدا”.
ويرغب منتخب كرواتيا، الذي يشارك في المربع الذهبي للمونديال للمرة الثالثة في تاريخه بعد نسختي 1998 و2018، في إقصاء القطب الآخر لكرة القدم في أمريكا الجنوبية، بعد اجتيازه منتخب البرازيل.
ويرى النجم الكرواتي لوكا مودريتش أن منتخب بلاده قادر على تحقيق حلم جماهيره بالتتويج بكأس العالم للمرة الأولى، حيث أشار إلى أن عقلية منتخب كرواتيا وروحه القتالية تتشابه مع ناديه ريال مدريد الإسباني، حامل لقب دوري أبطال أوروبا.
ونقل برنامج “الشيرنجيتو” تصريحات لمودريتش، الذي قال “كرواتيا تتشابه مع ريال مدريد في الحمض النووي القتالي، في سانتياجو برنابيو نحارب حتي النهاية، ويقوم منتخب كرواتيا بنفس الشيء”.
وبعدما كان المنتخب الكرواتي في طريقه لوداع المونديال عقب تأخره صفر / 1 أمام البرازيل في الوقت الإضافي بدل الضائع ، أدرك برونو بيتكوفيتش التعادل قبل النهاية بدقيقتين، ليدفع بالمباراة إلى ركلات الترجيح، التي أنهت أحلام منتخب (راقصو السامبا) بالفوز بالبطولة.
ونشر مودريتش صورا له عبر حسابه بموقع (تويتر) للتواصل الاجتماعي عقب الصعود للمربع الذهبي، وعلق عليها قائلا “لا نستسلم أبدا”
وحقق مودريتش 37/ عاما/ رقما ظل غائبا عن كأس العالم لمدة 24 عاما، بعدما صار أكبر لاعب خط وسط يبدأ أساسيا في مباراة بدور الثمانية لكأس العالم، منذ الألماني لوثار ماتيوس، الذي حقق هذا الرقم في مونديال 1998 ضد كرواتيا.
ويطمح مودريتش، الذي توج بجائزة أفضل لاعب في العالم عام 2018، لتكرار تأهل المنتخب الكرواتي لنهائي المونديال للنسخة الثانية على التوالي.
وخلال مبارياته الخمس السابقة التي خاضها في مونديال 2022، أحرز منتخب كرواتيا 6 أهداف، فيما سكنت شباكه 3 أهداف، حيث يبدو هجومه أضعف نسبيا من المنتخب الأرجنتيني، الذي أحرز 9 أهداف في مسيرته بالمسابقة، لكن دفاعه أقوى من منتخب (راقصو التانجو)، الذي استقبل 5 أهداف.
وبينما تخلو قائمة منتخب كرواتيا من الغيابات بسبب الإيقاف في المباراة، يعاني منتخب الأرجنتين من غياب الثنائي ماركوس أكونيا وجونزالو مونتيل، بداعي تراكم البطاقات.
وبخلاف لقائي المنتخبين في كأس العالم، فقد سبق أن التقيا في 3 مباريات ودية، حيث فاز كل فريق على الآخر في مباراة، فيما فرض التعادل السلبي نفسه على لقاء وحيد.
يذكر أن الفائز من تلك المواجهة، سوف يلتقي يوم الأحد القادم في المباراة النهائية على ملعب (لوسيل) مع الفائز من لقاء الدور قبل النهائي الآخر بين منتخبي المغرب وفرنسا، الذي يقام بعد غد الأربعاء، في حين يلتقي الخاسران من كلتا المواجهتين يوم السبت القادم في مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع على ملعب (خليفة الدولي).
الموقوفون من الأرجنتين# كرواتيا
الموقوفون من الأرجنتين: غونزالو مونتيل وماركوس أكونيا لحصولهما على إنذارين في المباريات السابقة.
من كرواتيا – لا يوجد لديها أي لاعب موقوف