صديق دلاي يكتب: الإطارئ في نسخة الإختبار !
الإطارئ في نسخة الإختبار !
صديق دلاي
تعيش الحرية والتغيير بمشاعر(أم العروس) بالقلق المعروف والتوتر المباح والأخرين من حولها حتي الأمس 31 جسما سياسيا , ومعنا فرصة فريدة لتجاوز المعارك الصغيرة وقبول الأخرين بعد الفحص الكريم وأظنها خطة بارعة او صدفة عجيبة أن تعود فكرة الوفاق السوداني الشامل ولكن بيد الحرية والتغيير وليس بيد البرهان في تلك الأيام , أيام المأرب والإستبداد العسكري وخصوم الثورة وأعدائها
الداخلين الإطارئ علي طمع وتربص سيجدون مكانهم في(كتلة الإنتقال) وهذه ليست منحة بل حق بمعايير ثورة ديسمبر لتعمير الفترة الإنتقالية وضبط زمنها مع المهام المحددة , تكوين المفوضيات مع الإهتمام بالأمن والإقتصاد وبناء تفكير وطني علي الحد الأدني وإثراء الساحة السياسية بعمل واسع بدعوة للإنتاج من كل نوع وصنف وإتاحة المجال الخلاق لشباب (حا نبنيهو) وفتح أي باب موارب بالثقة الجديدة علي هدئ الحريات والوفاق الجديد
البعض يعيد الكورة للسيد البرهان وهو يراقب عثرات البناء علي هيكل الإطارئ وهذا أمر غير منظور فالخطي نحو تكوين حكومة مدنية سارت بسرعة والمجتمع الدولي حارس مخلص لرؤيته ومصالحه والليلة لا تشبه البارحة وقد جرب البرهان الإنقلاب وسجن الحرية والتغيير وأقترب من الإسلاميين دون جدوي وأقترب من المحاور دون جدوي وأقترب من الإدارة الأهلية وخاطب كل الفئات ثم عاد للشراكة علي أساس الإنسحاب الي الثكنات
للمرة الثالثة يتم إختبار الحرية والتغيير أن تكون في مستوي المسؤلية وأن تجهز لإدارة وضع سياسي مختلف ومطلوب منها , إدارة المشهد بذهن سياسي مفتوح وكأنها تدير دولة وعليها أن تغادر محطة التخوف من الأخرين بل والجلوس معهم وإجبارهم تبني مفاهيم الثورة , وأم العروس مجبرة علي نسيان كل خلافاتها القديمة وعدواتها التاريخية , لتكسب يومها الكبير ولعل الوطن محتاج لخبرة الحرية والتغيير لقيادة الجميع بتفكير وطني يتوفر فيه السمو والتقدم
لن نعفي الداخلين الجدد من التربص , وكبيرهم تحت المراقبة بينما الرك علي الإسلاميين لو طلبوا فرصة حقهم الوطني ولو تعلموا من الأيام بأن الماضي لن يعود لا الشعارات ولا الاحلام ولا الحجة القديمة وعليهم أن ينخرطوا مع إيقاع الثورة للإستثمار فيها وليس محاولة قتلها كما فعلوا في جريمة فض الإعتصام والمسيرات الصفراء والتحالف مع العسكر كيدا في الثورة المجيدة
عليهم الخروج من هذا العناد والظلام الدامس وفهم التغيير كما ينبغي ولعل فرصة الإطاري وأزدحامهم عليه في كتلة الإنتقال يعيد الأمال بعرض وطني حميد وخلاق بشروط جماعية بين الإنتاج والعمل بالقيم الجديدة فهل هذا ممكن
لا بد للحرية والتغيير أن تفهم بأنها تعمل وفقا لظروف الفرصة الأخيرة لإنقاذ الفترة الإنتقالية من الفوضي والإنهيار وعليها أن تعد نفسها لتنازلات كبيرة ومغادرة التردد القديم وتضيع الزمن في الغلاط و أي إنهيار لهذه الخطوة يعتبر خسارة للوطن كله
وعلي خصوم التسوية أن يفهموا قبل فوات الأوان بأنهم يعاكسون الثورة ذاتها حينما يصرون علي الوضع الشاذ بالبناء علي الأوضاع الهشة وفرض المثالية البعيدة وتجاهل الواقع والقضايا الحقيقية ولعل من أولويات الفهم السياسي أن يستعدوا للتنازلات والتحالفات والعبور
إعلان حكومة التسوية باسرع وقت هو الذي سينقذ الأوضاع ونتمني أن لا يكون هذا مستحيلا أخر