يوسف عبد المنان: لماذا أبعدت مصر عن ملف السودان؟؟

 

عندما صمم وزير خارجية إثيوبيا الراحل سيوم مسفن إعلان مبادئ دول الهيئة الحكومية لمكافحة الجراد الصحراوي قبل تعديل اسمها للهيئة الحكومية للتنمية ( إيغاد) قصدت وقتها أبعاد قضية جنوب السودان من أية تأثيرات عربية ونحت باتجاه حصر الوسطاء وشركاء التسوية بين حكومة السودان ومتمردي الجيش الشعبي لتحرير السودان والدول الرباعية وهي إثيوبيا وكينيا ويوغندا واريتريا وابعدت مصر الأقرب للسودان رحما وثقافة وانتماء وجاءت إثيوبيا بدول الشراكة من الأوروبيين تقدمهم النرويج وبريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا وجاءت فرنسا وشكل بعض من هذه الدول ماعرف حينذاك بشركاء الايغاد

ابتلع السودان حينها الطعم وتخلي عن مصر الأقرب إليه ومضى في إبرام تسوية انتهت بفصل الجنوب ولكنها فتحت الباب نحو تصدعات أخرى في جسد الدولة المنهكة بالصراعات ونجحت إثيوبيا في عزل السودان من مصر ولعبت مخابراتها رغم ضعفها في تسويق أوهام وسط العامة من السودانين بأن مشروع سد النهضة لصالح الزراعة في السودان وان مصر هي من ينهب خيرات السودان ويضعف اقتصاده وابتلع أيضا بعض السودانيين الطعم وشهدت سنوات حكومة حمدوك تحشيد شعبي وإغلاق لشريان الوصل بين مصر السودان من خلال احتجاجات مصنوعة

ومنذ سقوط النظام السابق بدأت مصر تتخلى عن السودان شيئا فشيئا ربما بضغوط من حلفائها الخليجين وربما بتقديرات لقيادتها السياسية وربما لأسباب أخرى

كفت مصر يدها عن الشأن السوداني وتمددت دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية ووقفت جميع الدول العربية في مساطب المتفرجين على عبث العابثين من دول الخليج والسفراء الأربعة الذين تنامي دورهم وأصبحوا بمثابة مجلس حاكم يقرر في شأن السودان في غياب اهلة

في عصرنا هذا أصبحت دولة الإمارات العربية المتحدة وهي مشيخة صغيرة بلا تاريخ حضاري ولا ثقافي ولكنها طلمبة وقود لاينفد مخزونها من البترول هي من يتسيد المشهد السياسي وسفير الإمارات ( يقوم ويقعد على كيفه) وزج بأبناء السودان في حرب اليمن مقابل دراهم الإمارات التي تقود الان عمليات هندسة الدولة السودانية وتقرر في من يحكم السودان وكيف وباتت سفارة الإمارات يحج إليها الناشطين في الساحة السياسية كل ذلك ومصر التي تعرف كيمياء الشعب السودان وبين الشعبين وشائج الرحم والثقافة والمصالح بعيدة عن الرباعية التي صممت بذات طريقة الرباعية التي فصلت جنوب السودان ولكن السودانيين لايتعلمون من الماضي

السودان اليوم بات يجوس فية العملاء والوسطاء ويطوف دور أحزابه وثكنات عسكره السفراء الأربعة بقيادة كبيرهم فوكلر ويأتي من جوبا مبعوث العناية السلفكارية توت قلواك وماادراك ماتوت ليعلم ساسته كيف يديرون اختلافاتهم ومتى يتصالحون وماهي وصايا سلفاكير العشرة؛؛

كل ذلك ومصر التي تأوي الان بل يلوذ بها أكثر من ٢ مليون سوداني هروبا من الواقع البائس يعيشون في القاهرة أحرارا لايتعرضون لمضايقات مثلما يتعرض السودان المطاردة في مشيخات الخليج نحن من نقاسم إخوتنا في مصر الكهرباء المدعومة والتعليم المدعوم والغاز ولم يتضجر أهل مصر التي ظلت تأوي ساسة السودان عبر الحقب التاريخية كل حكام اليوم كانوا في سنوات الإنقاذ لاجئين في مصر أو عبرو من خلالها لبلدان أخرى ١٠ الف طالب سوداني يدرسون الان في مصر وجامعات السودان مغلقة بسبب الإضرابات

كل من ضاقت به الخرطوم يلوذ بمصر ورغم ذلك لاتسمع لمصر صوتا أو تحس لها ركزا في الشان السوداني وقد أصبحت بكل أسف بلادنا امرأة مباحة فالف تشكرون

السؤال هل أبعدت مصرا مرغمة من قبل الرباعية؟؟ ام مصر هي من نات بنفسها عن الشأن السوداني لحسابات يعلمها الرئيس السيسي ولايفصح عنها؟؟؟

          
قد يعجبك ايضا
تعليقات
Loading...