الموبايل ..”الصندوق الأسود” للحياة الزوجية
بات الموبايل أخطر جاسوس، ويعتبره الكثيرون بمثابة “الصندوق الأسود” لذا يظل دائماً بعيداً عن الفضوليين الباحثين عن الأسرار بين التطبيقات المحشوة بالمعلومات، ولم يختلف الوضع بين شريكي الحياة الزوجية، رغم أن الغالبية مبني على الصراحة والتعامل بوضوح، لكن هناك أشياء يتحفظ عليها الطرفان باعتبار أنها لا تدخل فى نطاق الشراكة بين الزوج وزوجته مثل “الموبايل” الجهاز الخاص فى حياة الرجل والمرأة، وكلاهما قد يضع إجراءات صارمة تحظر الاقتراب منه أوتفتيشه بهدف عدم اطلاع أى شخص على مافيه، ولو كانت الزوجة نفسها، على اعتبار أن ذلك يعد انتهاكاً للخصوصية، ويظهر على الفور جملة من الأسئلة على السطح : “هل هاتف الرجل حق شخصي لا يجوز للزوجة تفتيشه ؟ ..وهل يسمح بعض الرجال لزوجاتهم تجاوز الخط الأحمر ومراقبة ماتحوي هواتفهم؟ ..ولماذا يراقب الزوجان بعضهما بالخفاء؟ ولمعرفة ذلك:
قال أحمد (موظف) : إن تفتيش المرأة هاتف زوجها يعد مخالفة للسلوك الأخلاق، قد يقود الى خلافات لا تحمد عقباها، ويساعد على تنمية المشاعر السلبية تجاه الزوج وينتج عنه غياب السعادة الأسرية، وزيادة القلق والتوتر داخل المنزل، وكثرة الشجار بين الزوجين يصل أحياناً حد العنف، وقد ينتهى الأمر بالطلاق، ويمكن القفز من فوق هذه الأشواك وإعادة الثقة بين الزوجين عن طريق المصارحة…
وتقول “رانيا عباس” ربة منزل : الشك هو الذى يدفع الزوجة الى هذا التصرف، وتوضح أن بعض الأزواج لا يهتمون بزوجاتهم، وطوال فترة وجودهم بالمنزل ينشتغلون مع الموبايل ويبعثون الرسائل إلى من يعرفونه من النساء لذلك يكون الزوج غير مهتم بوجود زوجته ومشاعرها، وهو مايجعل الزوجة تتساءل..لماذا كل هذا ؟ومن هنا يبدأ الشك يساورها ويجعلها تفتش هاتف زوجها “الصندوق الأسود” وكشف الأسرار ..
فيما أكدت إحدى الزوجات أنها تفتش موبايل زوجها لكن ليس شكاً فيه، ولكن من باب الخوف عليه وعلى حياتنا، وتضيف.. فى هذا الزمن لا شيء مضمون، خاصة مع كثرة الفتيات الطائشات، وذكرت أنها فى إحدى المرات قامت بتفتيش هاتف زوجها فوجدت رسالة من امرأة فاضطرت للسكوت، وحينما وجدت رسالة أخرى لم تستطع السكوت واتصلت بها وسألتها ما الذي تريده من زوجها وحاولت إقناعها أنه متزوج ولديه أبناء، وطالبتها بالانسحاب من حياته، وقالت.. لهذا السبب انا مضطرة أفتش هاتفه لأجل المحافظة عليه.
أما الأستاذة “حنان – ع” ترى أن عملية تفتيش هاتف زوجها فيه متعة، ولكنها قد تؤدي إلى النكد، خاصة حينما تجد زوجها قد تغير بعض الشيء معها، هنا تدفعها حالته إلى أخذ هاتفه للبحث عن طريق خيط يوصلها لسبب تغيره عنها، ولكنها تعترف أن هذا الأسلوب مستفز، خاصة إذا وجدت زوجها يفتش هاتفها، لأنها تشعر بالاستفزاز والغضب لذا فهي تحاول كثيراً الابتعاد عن هذه العادة فى أحيان كثيرة …وتقول آمنة حسن: لا أفتش هاتف زوجى أبداً لأننا نتعامل مع بعض بكل ثقة فهو أهم من كل شيء، ولا بد للزوجة أن تحترم مشاعر شريك حياتها وتغمره بالحنان والمشاعر الجياشة فلن يهتم بالأشياء الأخرى، أما إذا افتقد كل ذلك يصبح غيوراً وشكاكاً، وتقول تفتيش هاتف الزوج حالة من الإدمان.
ويعتبر البعض تفتيش الهواتف مهمة يتنافس عليها الشريكان “الزوج والزوجة” فكلاهما سمحا لأنفسهما بالبحث والاطلاع على مكالمات ورسائل الآخر وقد تلجأ الزوجة هنا حرصاً منها على حياتها الزوجية او للتأكد من سلوك الطرف الآخر وتضطر لفعل هذا الأمر الذي قد يخلق العديد من المشاكل الأسرية؛ لأنه عندما تكشف خيانة زوجها تبدأ إثارة المشاكل، والتى قد تنتهى بالطلاق أو الهجر.
ويرى علم الاجتماع أن ليس من حق الزوجة تفتيش هاتف زوجها، إلا إذا اتفقا فربما لديه أسرار تخص عمله أو آخرين لا علاقة بالزوجة بهم، وبالتالي قد تربك عمله، ويكشف علماء الاجتماع أن بعض النساء يتجسسن بتفتيش هواتف أزواجهم للشك والغيرة وهو أكثر الأسباب انتشاراً باعتبار الموبايل “صندوق أسود” يحمل الكثير من الأسرار التي قد تؤدي إلى سقوط طائرة الحياة الزوجية في بحر الضياع .