مستخدمو التواصل يطلقون هاشتاغ #ألحق_ولدك لمحاربة “مخدر الشيطان”

 

أطلق مستخدمون لمواقع التواصل بالسودان، هاشتاغ #ألحق_ولدك ، لمحاربة تفشي المخدرات بالسودان بصورة عامة ومُخدِّر الآيس كريستال الفتاك الذي يُعرف بـ”مخدِر الشيطان” على وجه الخصوص.

وشهدت الفترة الأخيرة تفشياً لافتاً للمخدرات بأنواعها في السودان الذي يعاني سيولة أمنية وأزمات سياسية واقتصادية خانقة، وسط تزايد مخاوف الأسر من تفشي المخدرات وارتفاع أعداد المدمنين المترددين لمراكز العلاج.

من جانب آخر، في أروقة شرطة مكافحة المُخدِّر بالسودان، لا يكاد يمر يوم واحد دون الإعلان عن ضبط شحنة مخدرات في العاصمة أو الولايات، وأوشكت أن تتحوّل ضبطيات المخدرات إلى أخبار يومية على منصات الإعلام الرسمية للشرطة السودانية.

في غضون أسبوع واحد، أعلنت مكافحة المخدرات بغرب كردفان، عن ضبط 119 قندولاً من الحشيش مع متهم ينشط بترويج المخدرات، ثم أعلنت مكافحة المخدرات بشرق النيل بالخرطوم عن ضبط أجانب ينشطون بترويج مخدر الحشيش الأفغاني ومخدر الآيس كريستال. وأعلنت مكافحة المخدرات بولاية غرب كردفان، عن ضبط متهم بحوزته 1296 قندول حشيش.

أيضا أعلنت شرطة مكافحة المخدرات بولاية سنار بوسط السودان عن ضبط عربة تحمل شحنة مخدرات، وعرض السائق مبلغ مليار جنيه “رشوة” لرجال المكافحة لإطلاق سراحه لكنهم رفضوا تماماً.

تلك الضبطيات كانت حصيلة الأسبوع الماضي فقط، حسب تقارير “المكتب الصحافي للشرطة”، الضبطيات المذكورة كانت إنفاذاً لخُطة الإدارة لتعقب وتفكيك شبكات ترويج المخدرات والحبوب المهلوسة بالسودان.

تقارير صحافية كشفت عن تورط مافيا دولية ذات أذرع محلية في تهريب المخدرات، ولم تعد التجارة الملعونة تقتصر على الحشيش أو “البنقو”، وتوسعت أنشطتها الإجرامية لتهريب الهروين.

وفي أغسطس من العام الماضي، أعلنت شرطة مكافحة المخدرات تفكيك شبكة أجنبية لتهريب الهروين، وأسفرت العملية عن إلقاء القبض على أفراد العصابة المُكوّنة من ثلاثة أفراد يحملون جوازات سفر من دول إفريقية بحوزتهم 8 كلغ من الهروين.

الحشيش الأفغاني، أو ما يُعرف بـ”النوتيلا” يتصدّر قائمة المخدرات الأكثر ترويجاً بالسودان، يليه مخدر الآيس كريستال الفتّاك الذي يُعرف بـ”مخدر الشيطان”، الذي انتشر بسرعة رهيبة مؤخراً وأصبح موجوداً بشكل مُرعب وسط الشباب والطلاب، وبعد ظهور الأنواع المغشوشة أو المخلوطة بمبيدات حشرية لتقليل السعر صارت خطورته أعلى.

مخدر “الآيس” أو “الشابو” أو “الكريستال ميث” مادة نشطة تؤثر على الجهاز العصبي وترفع درجة حرارة الجسم وتؤدي إلى الموت المفاجئ. أيضاً تزيد الميول الانتحارية، وضعف الذاكرة بين مدمني الآيس.

الدكتورة رشا عبد الحفيظ اختصاصية علاج الإدمان بالسودان قالت لـ”العربية.نت”: “الآيس منشط، خطورته أنه سريع الإدمان وتصل إلى ثلاثة أضعاف سرعة إدمان الكوكايين، وعلى المدى البعيد يؤدي إلى الهزال الشديد وفقدان الوزن بطريقة ملحوظة، وزيادة معدلات الإصابة بالنوبات القلبية واضطراب في النوم، ويمكن أن يمتد عدم النوم لعدة أيام، ما يضطرهم إلى إدمان مواد أخرى ليتمكنوا من النوم. أيضاً يعانون من الذهان والهلوسة ويخيل إليهم أنهم مراقبون، وأن هناك من يُريد إلحاق الأذى بهم، لذلك يبادرون بالعداء للدفاع عن أنفسهم. أيضاً تنتابهم نوبات خوف وهلع شديد وكلها من تأثير الآيس”.

وتنادي الدكتورة رشا بأهمية العلاج من الآيس، وضرورة تكامل جهود الدولة والأسرة ومراكز العلاج لمحاربة تفشي هذا الوباء.

الدكتور محمد حسن فرج الله استشاري الطب النفسي وعلاج الإدمان، ذكر في مقال منشور اطلعت عليه “العربية.نت”: يبدأ استخدام المخدرات لأكثر من 90% من المدمنين بين سن 13 إلى 22 عاماً، ومن النادر أن يبدأ شخص استخدام المخدرات قبل أو بعد هذه السن، ما يستوجب توجيه جهود التوعية لهذه الفئة العمرية، وأن تُركِّز الأسر جهودها لرعاية ومراقبة هذه الفئة.

          
قد يعجبك ايضا
تعليقات
Loading...