حزب الأمة.. القندول الشنقل الريكة
أما حكاية
حزب الأمة.. القندول الشنقل الريكة
إيهاب مادبو
* أذكر ونحن بالجامعات في فترة التسعينيات كانت هناك مقاطع وهتافات شعرية محببة للطلاب الأنصار قبيل أي نشاط سياسي وقد تسيدا كل منابر الحركة الطلابية وأعتقد أنه نظم إبان انتفاضة أبريل التي أطاحت نظام نميري وقد فجر شرارته الأولى الحبيب محمد أحمد سلامة ومحمد المهدي حسن وحمد الزناري وإسماعيل آدم علي وكانوا حينها أعضاء باتحاد الإسلامية الذي ترأسه سلامة.
نحن الجينا بشورة أهلنا
ولما حكمنا الناس راضين
لا اتضارينا وراء دبابة
ولا تاجرنا باسم الدين
* وتستمد هذه الرباعيات الشعرية قوتها من الرؤية السياسية لحزب الأمة القومي للسلطة واحترام إرادة الشعب والالتزام بتحقيق تطلعاته في التحرر والانعتاق، لذا فقد مثلث أدبيات الحزب لجيل التسعينيات مصدر إلهام وقوة جمرت الكوادر بالمواقف الصلبة.
* والأوضاع السياسية التي أعقبت انقلاب أكتوبر يمكن القول فيها إنها أوضاع تشتبك في تعقيدات كثيرة ولم تفرز حتى الآن تعبيرات سياسية بالرغم من محاولات التسوية الجارية وهذه الأوضاع، في الجزء الذي يتصل بهوية الأحزاب السياسية السودانية، لا يمكن فصلها عن السياسات الكارثية لانقلاب وطبيعته ليس بالمفهوم العسكري التقليدي لنظم انقلابات المنطقة فقط، بل كذلك لجهة الطبيعة التحويلية والتحريفية للنظام الاجتماعي السوداني.
* وبالنظر لأزمة الدولة السودانية منذ الاستقلال، يتضح أنها تكمن في فشل النخبة السياسية السودانية في توطين مشروع بناء الأمة السودانية، حتى أصبحت القضايا السودانية ذات أبعاد اجتماعية وثقافية معقدة ومتراكمة، ويحتاج فك تعقيد المشهد السياسي السوداني إلى الحلول القاعدية، لتجاوز انزلاق السودان في فوضى أصبحت وشيكة أكثر من الأول، في ظل تداخل مصالح الفواعل الخارجية في الأزمة لتحقيق مصالحها بعيداً عن مكاسب الشعب السوداني.
* وبدأ حزب الأمة يستشعر ضرورة لعب دوره الوطني التاريخي كحزب كبير ينبغي أن يساهم بما له من ثقل ووزن سياسي في إخراج البلاد من أزمتها ويبطل مفعول الحرب وانهيار الدولة من واقع قدرته على التأثير في المشهد السوداني وتجلياته السياسية والعسكرية.
* واتجه الحزب بثقل قياداته التنفيذية والسياسية إلى مناطق ثقله ورأس ماله الجماهيري بدارفور وقد استقبلته آلاف الجماهير على طول الطريق وفي معسكرات النزوج وفي القرى والحلال والفرقان، وبالتأكيد هذا التدافع الجماهيري هو مقياس ومؤشر لحركة واتجاهات السياسة السودانية رغم المتغيرات التاريخية.
* حزب الأمة هو مسمار نص الأزمة السودانية وبالتالي فإنه بإمكانه منفرداً أن يسهم في الحلول الناجحة من غير حمولة على كتفه ظل يحملها على مدى عقود وأزمان كسب الآخرون من ورائه ولم يكسب من ورائهم سوى الخذلان.
* في آخر انتخابات حرة ونزيهة حقق غرب السودان نحو (49) دائرة من جملة (101) دائرة شكلت حصاد الحزب الانتخابي فى عام 1986م وزيارات الحزب الماضية لدارفور نفضت عن تلك الجماهير غبار سنين وإعادة تموضع الحركة السياسية باتجاه تطلعات الشعب في الانتقال الديمقراطي.
* الحشود الجماهيرية رسالة مهمة في بريد كل الفاعلين السياسين والرباعية والآلية الثلاثية والمكون العسكري عنوانها هو ذات النشيد:
نحن الجينا بشورة أهلنا
ولما حكمنا الناس راضين
لا اتضارينا وراء دبابة
ولا تاجرنا باسم الدين
* ورمضان كريم