قراءة فى خطاب والي جنوب كردفان

أما حكاية

 

إيهاب مادبو

* مبدئياً أؤمن بمقولة الفرنسي فولتير “قد أختلف معك فى الرأي ولكني على استعداد للدفاع عن رأيك” وهي مقولة تجسدها تثاقف مجتمعات جنوب كردفان التي عمقت من قيم الحوار وأفردت له مساحات واسعة للتعاطي مع الرأي المختلف عبرت عنها مخيلة شعبنا في منتوجه الثقافي “رأيك كان سروال رأي أخوك عراقي”.

* وقياساً على ذلك فقد احتوى خطاب والي جنوب كردفان محمد إبراهيم عبدالكريم على (16) موضوعاً مهماً جميعها تشكل اهتمامات شعبنا بالإقليم ومفتاحها السحري هو الحوار المتعمق في نقاشاته بما يفضي ذلك إلى معالجات لتلك القضايا إذا ما صدقت نوايا الجميع في التفكير العميق خارج الصندوق.

* شخصياً لم ألتقِ بهذا الوالي ولا أظن كذلك أنني أستجديه السؤال عني فإنني مشغوف لحد القلق بالقضايا التي أقعدت إنسان هذه الولاية وجعلت منه هيكلاً عظمياً محشوًا بثالوث الجهل والفقر والجوع وهي من أخطر محفزات الجريمة وتموضعها بالولاية للدرجة التي أصبح فيها قتل الإنسان وإهدار كرامته مستسهلاً وأحياناً أرخص من قيمة كيس الخضار.

* لقد مر على هذه الولاية إن لم تخُني الذاكرة حوالي الـ(14) والياً وجميعهم قد استهلوا بداياتهم بخطابات رنانة تستدر العاطفة باستدعاء المثل الشعبي (الزول بونسو غرضو) وبالتالي حصدت تلك الخطابات التصفيق والهتاف ثم تبخرت مع مرور الزمن لتصبح أثراً بعد عين في دفاتر النسيان.

* يمثل الوالي الآن للكثيرين وأنا منهم بطيخة مقفولة نتيحة اختلالات التعاطي السياسي بالولاية التي تتسارع نخبها إلى تنميط الحاكم وسجنه بداخل حقله الثقافي والاجتماعى لا السياسي أو الأكاديمي وهي من الأمراض التي تنحدر بالإنسانية الى ترهات مظلمة ونتيجة ذلك يصبح الوالي أو الحاكم وسط دائرة تنميط مخل لا يتأثر بها لوحدها وإنما تنعكس إسقاطاتها لاحقاً على تجربة حكمه في الولاية.

* والنقاط التي حملها خطاب الوالي تمثل موضوعات مهمة للغاية وجدول لأعمال الحكومة في مخاطبة قضايا الولاية المعقدة التي بسببها تدحرجت نحو قاع سحيق من المعاناة والحروبات العبثية ذات الضرر العميق على النسيج الاجتماعي وتداخلاته الثقافية والاجتماعية.

* قد لا تتحقق تلك النقاط إذا ما استطاع الكمبرادورين من تشكيل حاضنة للوالي واحتضانه فهم جماعة تنشط في الولاية وتشكل سياجاً منيعاً بين الحاكم والشعب وتعمل فقط من أجل مصالحها وامتيازاتها الاقتصادية على قضايا وهموم الشعب وحينما يخضع لهم الحاكم فإنه قد أصبح سجيناً لبيوتاتهم وملاذات طعامهم الدسم فيصبح بالتالي موظفاً لديهم وخاضعاً لتصرفاتهم.

 

          
قد يعجبك ايضا
تعليقات
Loading...