إفطار “الضرا” في رمضان.. مناظر تجمل الشوارع بالمدن والأرياف

يبدو أن رمضان في السودان يختلف كغيره من بقية دول العالم أجمع، حيث درج السودانيون على إخراج الإفطارات في الشوارع والأزقة أو ما يعرف بإفطار “الضرا” على مستوى المدن والأرياف، ومع ذلك تبدو المسألة عادية بالنسبة إلى السودانيين حيث لا معنى لوجودهم إذا لم يحرصوا على إخراج موائدهم إلى الشوارع، ويعد الإفطار الجماعي في رمضان من أبرز العادات الاجتماعية التي تميز شهر الصوم في السودان بمدنه وأريافه المختلفة، فقد ظل هذا التقليد مرتبطاً بنيوياً وروحياً بشهر الصوم، بل يمثل عادة راسخة لدى السودانيين.
تقول الباحثة الاجتماعية ثريا إبراهيم: الإفطار في “الضرا” يسمى مكان الإفطار الجماعي خارج المنازل سواء في الشوارع أو الساحات العامة “بالضرا”، وتابعت: في السابق كانت تبدأ تجهيزات الشارع أو المساحة المخصصة للإفطار قبيل ساعة من دخول الوقت، لتصبح جاهزة لاستقبال الصائمين والعابرين منهم لتناول الإفطار، وأضافت: كان يسارع الصبية في تجهيز المكان وتنظيفه وفرش الأرض بالسجاد أو (البروش)، بينما قال محمد يوسف ـ كاتب صحفي ومختص بالشؤون الاجتماعية ـ إن إفطار الشوارع هو أبرز ما يميز شهر رمضان في السودان، وفيه دلالات على الترابط والتلاحم وقوة الأواصر الاجتماعية لدى أهل الحضر والبادية على حد سواء – على حد تعبيره، وذكر أن سكان المدن يخرجون بموائدهم إلى الشوارع ولا يسمحون لعابرٍ أن يذهب إلى شأنه ما لم يشاركهم تناول الإفطار الرمضاني، ولفت إلى أن سكان القرى وخاصة تلك التي تطل على طرق المرور السريع فنجد هؤلاء يعمدون إلى تنظيم إفطارات رمضانية كبرى طلباً للأجر والثواب، وقال: عند اقتراب موعد الإفطار يتجه المواطنون إلى الطريق العام، طالبين من السائقين التوقف عبر التلويح بالأيدي أو قطع الطريق أمام المسافرين إذا استدعى الأمر، وقال: لهم في ذلك أسلوب طريف خاصة وهم يربطون العمائم ويشدونها على جانبي الطريق، ويشكلون بها حاجزاً مرورياً لإيقاف السيارات العابرة عند موعد الإفطار.
وبحسب حديث بعض المواطنين أن الإفطار في الشوارع أو “الضرا” كما يطلق عليه عند البعض تقليد سوداني بامتياز وهذا ما لا يتوفر في أي بلد آخر، يقول العم موسى عبدالله وكان مغترباً لسنوات عديدة، يحكي أنه درج السودانيون على مشاركة الإفطار في الشارع طوال شهر رمضان كل حسب قدرته وإمكاناته، ويرى أنه نوع من التعاضد والتوادد والترابط بين الجيران وسكان الحي الواحد، وتابع: كما أنه يعتبر ملاذاً لعابري السبيل والمساكين والمسافرين، وقال: هذا لم نكن نشاهده في بلاد الغربة طيلة السنوات الماضية، ويعتقد أنه ظل هذا التقليد صامداً مقاوماً للكثير من المتغيرات الاجتماعية والتطور وظروف الحياة الاقتصادية ما يعكس خصائص الكرم والجود، ويضيف أن لأهل السودان طقوس رمضانية خاصة تتمثل في الاستعداد المبكر لقدومه بجانب ترسيخ مبادئ التكافل خلال أيامه فكل ذلك يتم من خلال عمل مشترك من رسمي إلى شعبي وأهلي تحتشد فيه منظمات المجتمع المدني والمنظمات الإسلامية في البلاد، قائلاً: لتقديم الدعم والعون للفقراء والمحتاجين والأسر المتعففة وطلاب الجامعات وعابري السبيل وطلاب العلم الوافدين إلى السودان من دول وجنسيات مختلفة.

          
قد يعجبك ايضا
تعليقات
Loading...