الشتائم المصرية من لدن قاموس المتنبئ (من علّم العبد الخصي مكرمة)
محمد هارون عمر
شذرات الفكر
في مباراة الهلال والأهلي المصري بالقاهرة سلق جمهور الأهلي شعب السودان الأبي بألسنة. ذلقة آسنة وبعبارات فجة نابية بركانية من قاموس المتنبئ الذي شتم جدّنا الملك كافور (الذي حكمهم رغم اختطافه واسترقاقه) شُتم بأقذع وأنتن الألفاظ العلقمية والحنظلية ولم تندثر على مرَّ العصور والحقب لأنه لم يعطه إمارة ولم يمنحه المال الذي تسوله، أعادوا إنتاج ذاك القبح اللفظي والمعنوي والسلوكي والأخلاقي.. صحيح أنه ليس كل الشعب المصري هو الذي شتم الشعب السوداني، ولكن كان الهتاف داخل الأستاذ جماعياً كورالياً منظماً ومرتباً، ليس عفوياً ولا تلقائياً، هل جماهير الأهلي غوغاء ورجرجة ودهماء وأوباش وغجر لهذه الدرجة؟ أليس فيهم رجل رشيد؟ فالهلال رغم مرارة الهزيمة تقبلها بروح رياضية سمحة.. نشوة النصر جعلت غوغاء الأهلي يثملون ويشاجرون ويشاغبون ويلاسنون ويخرجون عن طورهم كسكارى.. الرياضة. خلق ومودة ومحبة وصداقة بين الشعوب، وهذا ما يجهله الغوغاء أولئك الطغام اللئام اعتبروها حرباً ضروساً، خسروا فيها أهم القيم الأخلاقية والجمالية والإسلامية (دعوها فإنها نتنة) استيقظ غول العنصرية في نفوسهم السقيمة العليلة فنفثوا اللهب واللظى من داخلهم الآسن المشوّه كيف ينعتون شعبنا العريق بالرقيق أبناء الوسخة. كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولوا إلّا كذباً هذا الهوان جره للشعب السوداني حكامه الضعفاء حينما احتل المصريون حلايب وأبي رماد وشلاتين دون أن يحرك الحكام ساكناً ابتزوهم لمحاولة اغتيال مبارك فاعتدوا وأرهبوا وقتلوا الجنود وضموا الحدود، التهموا تلك البقعة الثمينة العزيزة ونهبوا ثرواتها.. مصر شحيحة الموارد لذا يسهم السودان في تغذية اقتصادها بمليارت الدولارات من السلع السودانية. لقد استعمروا السودان ١٨٢١م في عهد محمد علي باشا، ثم الحكم الثنائي الإنجليزي المصري ١٨٩٨م – ١٩٥٦م أفسدوا نهبوا وقتلوا وسلبوا وظلموا.. ورغم ذلك يحترم الشعب السوداني الشعب المصري للمشتركات الوجدانية والخصوصية الجغرافية والروحية.. ما قام به جمهور الأهلي، وصمة عار وبادرة خطيرة لئيمة حقيرة؛ أيعجبهم ما قاله المتنبئ قبل ألف عام في هجاء الشعب المصري:
أغاية الدين أن تحفوا من شواربكم
يا أمّةً ضحكت من جهلها الأمم.
ألا يغيظهم قول عمرو ابن العاص للخليفة عمر ابن الخطاب في وصف مصر:
ماؤها عذب، أرضها ذهب، نساؤها لعب ورجالها عبيد لمن ملك.. من العار أن يحيي البرهان السيسي تحية عسكرية، جلبت للشعب السوداني العار والشنار والاستحقار!!