وزير الخارجية يدعو أمام المنتدى العربي الروسي لتصنيف الدعم السريع مليشيا ارهابية
قدم وزير الخارجية المكلف السفير علي الصادق خطاب السودان أمام منتدى التعاون العربي الروسي في دورته السادسة بمدينة مراكش المغربية.
وقال اسعد أن أعبر عن اعتزاز بلادي بعلاقات الشراكة الوطيدة التي تجمعنا بدولة روسيا الصديقة.
واضاف يكتسب هذا المنتدى أهمية استثنائية بالنظر إلى التطورات الهامة التي يشهدها محيطنا الاقليمي. ما يدفعنا لبذل المزيد من الجهود من أجل التنسيق في قضايانا وتوثيق وتوطيد هذه العلائق وتطويرها تحقيقا للمصالح المشتركة للطرفين.
واضاف لا بد أنكم تتابعون ما يشهده السودان حالياً من تطورات مؤسفة إثر تمرد قوات الدعم السريع وما خلفته من دمار وتخريب ممنهج ومتعمد منذ الخامس عشر من أبريل الماضي.
واضاف لقد اعتدت هذه المليشيا الإرهابية على الشعب السوداني بشكل وحشي غير مسبوق، واستهدفته في دمه وممتلكاته وعرضه وعاثت فسادا ودمارا في المرافق الخدمية ومؤسسات الدولة المدنية وفق مخطط مرسوم يستهدف جوهر انتماء وتكوين الدولة السودانية ولكن تصدت الدولة السودانية ممثلة في قواتها المسلحة لهذا المخطط التآمري الضخم للاستيلاء على السلطة بقوة السلاح وأفشلته، فلجأت الميليشيا المتمردة، وفي انتهاك صارخ للقانون الانساني الدولي والأعراف والمواثيق الدولية، إلى احتلال المناطق السكنية والأعيان المدنية واحتجاز المواطنين العزل لاستخدامهم دروعا بشرية. واستخدام منازلهم ثكنات عسكرية ومنصات الإطلاق الأسلحة، فضلا عن الاختطاف والاغتصاب وحجز الآلاف في معسكرات تفتقد لأبسط المقومات الأساسية للحياة، لقد أضحى المدنيون العزل هدفا لهذه الميلشيا المتمردة التي استهدفتهم بالقتل والقصف ونهب المنازل والبنوك والأسواق فضلا عن حملات التطهير العرقي في غرب دارفور وغيرها مما حدا بالمحكمة الجنائية الدولية إلى فتح تحقيق حول هذه الانتهاكات.
وقال إن ما تكشف من حجم و ابعاد هذا المخطط يوضح أنه كان يستهدف القضاء على السودان وتفتيته وتقسيمه واحالته إلى بؤرة إرهاب وجريمة تفرخ الزعزعة وعدم الاستقرار في كل المنطقة ولعلكم تابعتم المحاولات المستميتة واليائسة التي تقوم بها الميليشيا مؤخرا لتوسيع نطاق الحرب في السودان ونقلها إلى الولايات الأخرى من خلال مهاجمة مراكز إيواء النازحين في وسط السودان في ولاية الجزيرة وفي شمال دارفور في مدينة الفاشر وهي كلها مناطق تخلو من أهداف عسكرية وتستضيف أعدادا كبيرة من المدنيين والنازحين بسبب الحرب فضلا عن تمركز النشاط الانساني فيها، وهي بذلك لا تضع ادنى اعتبار للقانون الانساني الدولي أو المقتضيات العمل الانساني الذي يستخدم هذه المناطق مراكز الإيواء النازحين وتوزيع وتسليم الإغاثة مما يضيف إلى سجل اجرامهم الحافل بشتى انواع الجرائم والانتهاكات التي وجدت ادانات واسعة من المنظمات ومن المفوض السامي لحقوق الانسان، وحكومات العديد من الدول مما يحتم على المجتمع الدولي أن يصنف هذه الميليشيات على أنها جماعة ارهابية وبالتالي يصبح كل من يقدم أي شكل من أشكال المساعدة أو الدعم لهذه الميليشيا، سواء كانت أفرادا أو جهات اعتبارية أو دول شريكة لها في أعمالها الإرهابية وجرائمها ضد الانسانية.
واضاف إن انخراطنا في المفاوضات في جدة والتي تتم برعاية سعودية وأمريكية كريمة، إنما يعكس أيماننا بضرورة الالتزام بما تم التوقيع عليه في اعلان المباديء الذي وقعنا عليه في جدة في مايو الماضي والذي لم تلتزم به الميليشيا، وهو ذات ديدنها في الاستمرار في انتهاك القانون الدولي القاضي بحماية المدنيين، بل أنها بعد أن اعتدت على المدنيين وهجرتهم من مساكنهم احتلت منازلهم وترفض تماما الخروج من الأعيان المدنية والمرافق الخدمية وتصر على استخدام المدنيين كدروع بشرية في انتهاك واضح وصريح للقانون الانساني الدولي، إننا نتطلع إلى أن تمارس الأطراف الميسرة والمجتمع الدولي الضغط الكافي على هذه الميليشيا لتؤكد التزامها بهذا الاعلان وتنفذه على أرض الواقع حتى يمكن فتح الممرات الانسانية وتقديم الدعم للمحتاجين اليه.