محمد حامد جمعه
تجريم الجيش !
غض النظر عن الابعاد السياسية والقانونية ودفوعات الوجوب والصحة او البطلان جملة . وحقيقة ان الجنائية الدولية نفسها حولها شبهات واضحة في التطفيف بدلالة انها لا تسطيع ان تحاكم اسرائيل او الولايات المتحدة بما في ذلك عبر رافعة الاحالة من مجلس الامن الدولي .غض النظر عن هذا وكثير غيره لا يحتاج لشروحات فثمة جزئية مهمة وضرورية للفحص فيما يتعلق بحالة المطلوبين من السودان وتحديدا الرئيس السابق المشير عمر حسن احمد البشير . والذي هو كذلك القائد العام السابق للقوات المسلحة السودانية والذي اتهم وفق مواد قانون المحكمة بناء على عمليات الجيش في دارفور . ودون التقيد بحدود المسؤولية وبالقول تجاوزا لتلك النقطة ان القائد العام مسؤول عن تبعات تصرفات وطرق العمل العسكري لهيئة الاركان وفرع العمليات الحربية والخطط الميدانية والتتفيذ (الغريب في حادثة فض الاعتصام ان نبيل أديب قال ان المسؤولية هنا فردية) ! ودون التقيد بكل تلك العناصر في حالة البشير فثمة إستفهامات موضوعية ؟ وتحتاج لنقاش وبحث
2
لو ان (البشير) بصفته رئيس وقائد للجيش متهم او انطبقت عليه إستيفاءات المثول ودخول القفص فهذا بالضرورة يعني بشكل ضمني ان كل الجيش السوداني متهوم ! وبواقعية ان التسليم والمحاكمة ادانة اولية فهذا في جانبه المعنوي بل والواقعي يقوض كامل الاسس التي تجعل من عمليات الجيش في دارفور فعل غير قانوني ولا اخلاقي وهذا تفسير خطير ومميت للجيش جملة . ويسقط دفوعات مؤسسة معنية بحفظ الامن غض النظر عن شعارات الاطراف الاخرى . لانه في كل دول العالم تتولى الجيوش عمليات مواجهة التمرد والعصيان . حدث هذا في كل دول الجوار السوداني القريب والبعيد . اثيوبيا ومصر . وحدث للحوثيين من جانب الحكومة الشرعية المدعومة بتحالف دولي ؟
3
المسألة بهذا المسار الذي تمضي عليه . يجهل تفسير الخطوة في ابعادها الاخرى التي قطعا ستجرم كل الجيش وتدينه في ممارسة حقه الطبيعي . خاصة ان القضية لا تبدو متوازنة في عدالة الاتهام بمعنى ان الجانب الاخر الذي طرفه حركات التمرد الدارفورية تبدو اقرب ما تكون الى وضع البراءة المطلقة . رغم انها طرف اصيل بالنزاع واقامت معسكرات مسلحة وبادرت بالهجوم على مدنيين ونقاط عسكرية . وانتهكت حواضر وقرى ومارست فظاعات وقتلت ابرياء وعزل ودمرت مقدرات بلد . ليكون السؤال باي حجية يتم اتهام وادانة جيش في بلده وتتم تبرئة الطرف المتمرد . وما الذي يجعل البشير وهارون وعبد الرحيم جناة محتملون وبقية قادة حركات التمرد ابرياء !