شهادتي لله
الهندي عزالدين
إلى جيش السودان في عيده السابع والستين
(الجيش جيش السودان .. الجيش ما جيش كيزان) .. هذا الهتاف هو سدرة منتهى الاستقامة الوطنية والأوبة والتوبة النصوح عند الذين ضلوا وضلَّلوا شباباً غُراً وهم يدفعونهم أوان الغيبوبة لترديد أرذل الشعارات (معليش .. معليش ما عندنا جيش)!!
فالجيش هو هو الجيش .. لم يتغير و لم يتبدل ، هو جيش السودان القومي حامي حمى الوطن قبل أن يمجِّده الشاعر الفحل “عمر البنا” في رائعته (الحارس مالنا ودمنا) من ألحان “أولاد شمبات” التي غناها واشتهر بها الثنائي “ميرغني المأمون وأحمد حسن جمعة”. رحمهم الله.
*الحارس مالنا ودمنا*
*أريد جيشنا جيش الهنا*
*بلغنا غاية المُنى*
*وأصبحت بلادنا مُؤمنة*
*جيشنا القلوب طمأنا*
*وارتحنا وزال همَّنا*
*وقتاً قريب ما بعيد*
*التاريخ لي نفسه بيعيد*
*القنابل تقذف تبيد*
*السوداني الموت عندو عيد*
*بالرأي والسيف والقلم*
*هزمنا كل من كان ظلم*
*اليوم ارتفع العلم*
*وجيشنا لي بلادنا استلم*
هو ذاته الجيش الذي دخل “كرن” بالأراضي الحبشية في الحرب العالمية الثانية، (جيوش السودان انبرن .. في ثانية دخلن كرن) ، وهو ذاته الذي استرد في العام 2020 “الفشقة” الكبرى والصغرى، و أعاد لحضن البلاد نحو مليوني فدان، كان يزرعها (شِفتة) و يحصدها أجانب معتدون و مُدّعون.
جيشنا القومي الباسل (القوات المسلحة السودانية) كان .. و ما زال .. وسيظل صمام أمان وحدة السودان واستقراره ونمائه ، جداراً شامخاً تتبدد عليه أحلام العِدى ، و سداً منيعاً تتكسر عنده نِصال الفتنة و تخيب المؤامرات.
جيشنا قومي لأنه يمثل كل سحنات و جهات وملامح أهل السودان ، لا ولاء فيه لقبيلة و بطن و بيت، ولا ميزة فيه لجعلي على شايقي، و لا بجاوي على زغاوي إلا بالرُتبة و الأقدمية و الدورات الحتمية !
ترقى فيه ابن شمال دارفور (الهامش المُتوَهَم) الجنرال”إبراهيم سليمان” إلى رتبة الفريق أول ركن مباشرةً بعد القائد الأعلى ، وتقاعد فيه أبناء (المركز المُتوَهَم) “أبوالقاسم محمد إبراهيم” ، “مأمون عوض أبوزيد” ، “أبوالقاسم هاشم”و “زين العابدين محمد أحمد عبدالقادر” برتبة (رائد) وهم أعضاء مجلس قيادة (مايو)! و هو الجيش الذي اختار فيه العميد “عمر البشير” رفيق السلاح ابن دارفور (الهامش المُتوَهَم) العميد “التجاني آدم الطاهر” عضواً بمجلس قيادة (الإنقاذ) دون جميع أبناء دفعته من (السودان النيلي)!!
جيشنا .. لا (مركز) فيه و لا (هامش) إلاّ حصاد العسكرية .. نجومها اللوامع و صقرها الجديان و سيفان بتاران .. وسلاح مدرعات ومظلات .. برية و بحرية .. وطيرانٌ حربي هادر يخترق السماء بأجنحة (صافات) و(ميج) و(سوخوي) !!
هذا الجيش لا يقبل القسمة على اتنين .. لا يقبل التفكيك تحت لافتة عملاء المخابرات الأمريكية و الأوربية (إصلاح القوات النظامية) .. والإصلاح هنا يعني الإفساد ، يعني التفكيك و التذويب ، ليصبح السودان دولة مستباحة تحكمها مليشيات تدربت على النهب و السلب والقتل الجماعي وحرق المدن و القرى ، ولم تتدرب على حماية الحدود وصون التراب و نجدة الشعب ونصرته في الثورات باستلام السلطة ومنحها للمدنيين طواعيةً لعلهم يُصلِحون حالاً و يصنعون تنمية.
إصلاح القوات النظامية يكون بدمج المليشيات في الجيش القومي، بتسريح معظم (قوى الكفاح المسلح) وتحويل جُندها إلى خدمة مشروعات النهضة و البناء، فلا حاجة لأهلنا في كل البقاع إلى جيوش ، بل يحتاجون إلى مَن يفلح الأرض و مَن يحصدها ، مَن يبني و يصنع ، يُعلِّم ويُعمِّر .
التحية و التجلة للقوات المسلحة السودانية في عيدها السابع والستين .. المجدُ لها .. و الرِفعةُ للسودان.