عبد الرحمن عبدالله
نهاية التاريخ الى مزبلة التاريخ
مثل العام ١٩٨٩ علامة فارقة في تاريخ الصراع الجيوسياسي الاقليمي والعالمي. ففي بداية العام (فبراير ١٩٨٩) اكملت القوات السوفيتية انسحابها من أفغانستان، الشيء الذي اعتبر نصرا مؤزرا لقوات المجاهدين الافغان.
وفي نهاية العام بدأت المظاهر الفعلية لانهيار المارد السوفيتي ونهاية الحرب الباردة و ولادة النظام العالمي الجديد.
في نفس العام، كتب عالم السياسة الامريكي فوكوياما مقاله المشهور “نهاية التاريخ” والذي تطور بعد ذلك الى كتاب صدر في العام ١٩٩٢. الفكرة التي طرحها فوكوياما مستوحاة من مقولة منسوبة لكارل ماركس، يقول فيها ان التطور البشري هو تطور خطي. زعم فوكوياما ان البشرية وصلت الى قمة التطور الخطي، وان الحضارة الغربية التي تقود العالم (بادواتها المعروفة) لا يمكن تجاوزها او هزيمتها بإي حال من الاحوال.
الطريف ان نفس الظروف التي ادت الى تبني فكرة نهاية التاريخ (هزيمة السوفيت في أفغانستان) تتكرر اليوم من خلال الانسحاب الامريكي من أفغانستان. وبغض النظر الظروف والملابسات التي ادت الى الانسحابين (الروسي والامريكي) الا ان ثمة نتيجة يمكن الخروج بها. وهي ان “فكرة نهاية التاريخ قد ذهبت الى مزبلة التاريخ”.
ملاحظة:
اود ان اشير هنا الى انه من الخطأ اعتبار الانسحاب الامريكي على انه هزيمة لامريكا وانتصار لطالبان. والاوفق في نظري ان ننظر الى الخطوة على
ان مصالح الطرفين قد تقاطعتا فيما يعرف بال
“Win-Win Model”
والله اعلم