ما قد لا تعرفه عن عبد الكريم الكابلي ؟!

بروفايل – الزرقاء

في خضم هذه المساحة يسلط القسم الرياضي و الفني بمنصة “الزرقاء” الضوء علي شخصية عظيمة و هامة من هامات الفن السوداني الشاهقة و أحد أساطيره و رموزه الأفذاذ الذين عبروا بالفن السوداني الحدود إلي الإقليم و العالم و عكسوا صورة مميزة للسودان الثري الكنوز بإرثه و إنسانه و طبيعته و تاريخه و حضارته و شكل واجهة متفردة للفن الرسالي الذي خاطب الأجيال و عبر عن كل شئ تقريبا الحب .. الجمال .. الأرض .. العادات و التقاليد .. الثورة .. الوطن .. الفرح .. الحزن ..الخ .

هو شخصية عبقرية متفردة و فريدة من نوعها جمعت كمالية الفنان و نبل و صدقية الإنسان و عاش لينجح و يخاطب الوجدان .

“كابلي” تحت عيون “الزرقاء” رجل بقامة وطن ؛ حكاية نجاح تستحق التوقف عندها و تأمل مشاويرها الباذخة بالعطاء ؛ و هو الآن يقاسي الم المرض طريح الفراش بالولايات المتحدة الأمريكية – سائلين المولي عز و جل أن يمن عليه بعاجل الشفاء و يعيد له صحته و عافيته .

ولد الدكتور عبد الكريم الكابلي في مدينة بورتسودان حاضرة ولاية البحر الأحمر سنة 1932م و تشكل صباه و هو متنقلا بين مدن بورتسودان و سواكن و طوكر رفقة والده عبد العزيز محمد عبد العزيز و أسرته التي إشتهرت بالتنقل حول أرياف و مدن البحر الأحمر لنشر الدعوة و تعليم القرأن الكريم .

عرف دراسته الأولي بخلوة  الشيخ الشريف الهادي والمرحلة الأولية والوسطى بمدينة  بورتسودان والمرحلة الثانوية بمدينة أم درمان بكلية التجارة الصغرى ( لمدة عامين ) وبعد أن تخرج منها التحق بالمصلحة القضائيه بالخرطوم وتعيّن في وظيفة مفتش إداري بإدارة المحاكم وذلك في العام 1951م وعمل بها لمدة أربعة سنوات ثم تم نقله إلى مدينة مروي ومكث بها لمدة ثلاثة سنوات إلى أن تم نقله مرة أخرى إلي مدينة الخرطوم  واستمر بها حتى وصل إلى درجة كبير مفتشي إدارة المحاكم في العام 1977 م و بعد ذلك هاجر إلى المملكة العربية السعودية  ليتعاقد مع إحدى المؤسسات السعودية مترجما في مدينة  الرياض في العام 1978 م ولم تستمر غربته طويلا حيث عاد إلى السودان في العام 1981 م ليواصل رحلته الإبداعية مرة أخرى.

عرفت طفولته إتقانه للعزف علي ألة العود و إجادة اللغة العربية الفصحي من خلال دراسته للقرأن الكريم في الخلوة.

بدأ الغناء منذ الثامنة عشر من عمره ، وظلَّ يغني في دائرة جلسات الأصدقاء والأهل لمدة عقد من الزمان إلى أن واتته الفرصة الحقيقية في نوفمبر عام 1960 عندما تغني برائعة الشاعر تاج السر الحسن أنشودة آسيا وأفريقيا في حضور الرئيس المصري جمال عبد الناصر الذي أغرم به عبد الكريم الكابلي وكان من مناصريه ليزيع صيته و يجد شهرة واسعة .

جمع الكابلي بين المكونات الثلاث للغناء ( شعر و لحن و اداء ) و أكملها بالبحث و الدراسة لذلك تفردت تجربته و تميزت بعبقرية فذه خاصة لا تكرر .!

سافر إلى الولايات المتحدة الأمريكية سنة 1974م في جولة غنائية ، وقام -آنذاك- بإلقاء محاضرات ودراسات في التراث السوداني في العديد من الدول العربية والأوربية . كما تم تعيينه سفيرا للنوايا الحسنة .

حفل مشواره الفني الطويل بعشرات الأعمال الفنية الراقية التي أثرت الوجدان السوداني و تناول فيها القيم الوطنية و العاطفية و الثورية و الشغف و التراث و الفلكلور و تربعت علي عرش الأغنيات السودانية ؛ أشهر هذه الأعمال : ( حبيبة عمري ؛ أنشودة آسيا وأفريقيا ؛ يا ضنين الوعد ؛ أراك عصي الدمع ؛ أكاد لا اصدق زمان الناس ؛ حبك للناس ؛ شمعة ؛ دناب ؛ لماذا ؛ يا زاهية ) إلي جانب عشرات الأبحاث و المؤلفات الأدبية و الفنية و التراثية القيمة .

إحتفت حياته بعشرات الجوائز و الأوسمة و التكريمات داخليا و خارجيا :

حصل علي درجة الدكتوراة الفخرية في الآداب من جامعة نيالا .
حصل على الجائزة الذهبية من قبل الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة.
في 7 أكتوبر 2004 ، حصل على جائزة سفير النوايا الحسنة لصندوق الأمم المتحدة للسكان إلى عن على الولادة ناسور في السودان لدعوته من أجل صحة المرأة والمساواة بين الجنسين وحقوق الإنسان.
في يناير 2008 ، حصل على الدكتوراه الفخرية الثانية في الموسيقى والفنون من جامعة السودان.
وفي فبراير 2020 حصل علي الدكتوراة الفخرية ( الثالثة ) من جامعة الأحفاد .

أسرة “الزرقاء” تتمني للدكتور الكابلي القامة الشاهقة و الرقم الصعب و أحد رموز البلاد الشفاء العاجل و أن يرفع عنه المرض و أن تعود له صحته و عافيته و أن يعود الي وطنه سليم معافي .

          
قد يعجبك ايضا
تعليقات
Loading...