يا جيشنا : من غيركم يُعطي لهذا الشعب معنىً أن يعيش وينتصر ( 1 )

الزرقاء : دكتور ياسر أبّشر

في كل عهود الحكم السابقة كان السودانيون ينومون في الحوش ، وكنا في الخارج نباهي بذاك الأمم لشدة الأمن في بلادنا ، ولا يكاد الناس يصدقوننا . أما الآن فلا يقوى أحدهم على السير في رابعة النهار في قلب الخرطوم . يسيرون وهم يتلفتون خشية مما يِسمى 9 طويلة. هذه واحدة.
والثانية التي تكشف عن عمق الإنفلات الأمني أن داعش غدت تقتل رجال الأمن في قلب الخرطوم ، وداعش لا تدخل إلّا في حالات الفوضى العارمة بناء على نظريتها ( إدارة التوحش ) ، والتى تعني تدخل داعش لتدير الفوضى لمصلحتها.
كل هذا كان نتاج حكم أقلية النشطاء والذين أسماهم الشارع السوداني 4 طويلة . فالسودان الآن بين مطرقة 9طويلة وسندان 4 طويلة .
بان جلياً الآن أن كل شيئ يتداعى الآن في السودان. المثير للعجب أن الحاكمين يصرون على أنهم يسيرون في الإتجاه الصحيح ، ويتحدثون ” بقوّة عين ” عن إنجازات !!! والشعب يستخدم كل التلسكوبات بما فيها تلسكوب هابل ليرى الإنجازات المزعومة فلم ير منها شيئاً لا في الأرض ولا في المجرات البعيدة.
ثلاث سنوات مضين على حكم البشير والمتنفذون لازالوا يعلقون فشلهم وخيباتهم على مشجب الكيزان. مما يُنبئ عن عدم احترامهم لعقول البشر .
في دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2015 وقف روبرت موغابي وقال :

“We equally reject attempts to
prescribe ‘new rights’ that are contrary to our values, norms, traditions, and beliefs. We are not gays!”
” أننا نرفض محاولات فرض ( حقوق جديدة ) تتناقض مع قيمنا وعاداتنا وتقاليدنا ومعتقداتنا فنحن لسنا لواطيون “. وما كان موقابي كوزاً ولا حتى مسلماً .
وانتفض ڤيكتور أوربان رئيس المجر ضد ما يِسمى حقوق الشواذ ( LGBT ) . وتعارض بولندا الشذوذ ، وفي أفريقيا تقف دول عديدة ضدها وفي يوغندا يقتلون الشواذ. ويعارض الرئيس الملدوڤي الإشتراكي إيقور دودون الترويج لما يُسمى حقوق الشواذ ، وفي كل الدول العربية لا مكان لهم ، والشرطة في تركيا تضربهم في الشوارع . وما كان حكام المجر وبولندا ويوغندا وملدوڤا من الكيزان ولا كانوا مسلمين . وحكام السودان الجدد قننوا للواط وعينوا إحداهن لتكون مسؤولة عن ما سموه حقوق اللواطيين والسحاقيات !!! لقد آن الأوان أن نُسمي الأشياء بأسمائها Let us call a spade a spade : يقيني أنه لا يدافع عن اللواطيين إلّا من كان منهم .
الغربيون لا يحترمون ” تنوع الثقافات ” لكنهم يستخدمون هذا المفهوم كوسيلة ضغط . يتحدثون عن ضرورة احترام التنوع الثقافي ، لكنهم سينقضون عليك إذا تحججت بأن ثقافتك لا تقبل اللواط ، وسيمنعون معوناتهم عنك إلّا إذا قبلت بكامل ما أصبحوا يسمونه مؤخراً ” منظومة القيم الأساسية ” Core Values ومن بينها حقوق اللواطيين والسحاقيات ومن إليهم . وأقلية النشطاء الحاكمة بالسودان لم يبق لديهم من العِزّة والكرامة ما يصدهم عن رفض قيم الإنحلال هذه ، هذا إذا افترضنا أنهم تبقت لديهم رجولة. وهل سيرضى جيشنا أن يحرس سحاقيات وعاهرات ولواطيين ؟؟ حتماً لن يرضى.
وبلغ الفساد أن أصبح مرتب عرمان كمستشار لحمدوك ( 12000 دولار ) يساوي مرتب 135 لواء . وبلغ الفساد أن يتقاضى رئيس الوزراء 20 ألف دولار من دول أجنبية شهرياً ( مرتب 225 لواء ) هذا واللواء يمكن ان يُقتل في سبيل الوطن أي لحظة ، وحمدوك ومن حوله يمكن أن يهربوا بجوازاتهم الأجنبية أي لحظة .
وفي أعقاب إحتجاج بكراوي دعا الناشطون المتنفذون الشعبَ لأن ” يهُب ” فلم يهُب، ثم دعوه لأن يهُب لحماية لجنة التمكين فلم يهُب . فما كان منهم إلا إن إستصرخوا جيك سوليڤان والترويكا . وهذا عين ما يقدح في الوطنية.
أمس الأول قال الرئيس الفرنسي ماكرون إنه لا يوجد شيئ إسمه الأمة الجزائرية وأنه سيعمل على تفكيك الجزائر وإعادة كتابة تاريخها ، وأنه لن يسمح للمسؤولين الجزائريين بزيارة فرنسا ، فانتفضت الحكومة الجزائرية فاستدعت سفيرها وأغلقت أجواءها في وجه الطائرات العسكرية الفرنسية ، وانتفض الشعب الجزائري في وجه ماكرون. فهل تقوى أقلية النشطاء الحاكمة لدينا على مثل هذا التصدي الجزائري ؟؟!! نشطاؤنا المتنفذون يريدون إخافة الجيش أولاً باستدعاء الغربيين. وقد قالت واشنطن إن : انحراف النظام الانتقالي في السودان يعرض العلاقة الثنائية للخطر ويهدد التعاون الأمني ؟؟ والسؤال المهم هو : هل قال أحد أنه يريد أن يحرف النظام الإنتقالي ؟ ومن يحتاج التعاون الأمني أكثر ، أميركا أم السودان ؟؟
لقد أضحت بديهية أن نظام الحكم يحميه شعبه ، وإلّا لبقي الذين كانت تحميهم أميركا مثل أشرف غني وحسني مبارك وشاه إيران وبن علي في الحكم إلى يوم القيامة . الشعب هو من حمى أوردغان ضد إنقلاب عسكري دبرته أميركا وصويحباتها .

ما يتوقعه الشعب من جيشه ان يوقف هؤلاء الغرباء عنه عند حدّهم ، متمثلاً قول أخينا مالكولم أكس رضي الله عنه حين قال :If you don’t stand for something , you will fall for anything ” إن لم تنتصب من أجل قضية فستسقط أمام أي شيئ “. وجيشنا أهلٌ للتصدي .
وغداً سنوضح خطل الإستعانة بالأجنبي وسنبين أن تهافت القوم على الخواجات أثبتت تجارب أخرى عدم جدواه .

♦️دكتور ياسر أبّشر
————————————
4 أكتوبر 2021

          
قد يعجبك ايضا
تعليقات
Loading...