عبد الماجد عبد الحميد يكتب :
صمت حمدوك .. وصراخ خالد سلك !!
• فجّر قائد الدعم السريع مفاجأة من العيار الثقيل .. رمي بحجر في بركة الصمت القحتي .. بضربة واحدة أوقع عصفورين بتصريحٍ مشترك !!
• ربما لم تكتشف كثير من أحزاب وجماعات قوي الحرية والتغيير أن رئيس الوزراء عبد الله حمدوك لم يأت إلي منصبه الحالي محمولاً علي رافعة الثورة المصنوعة .. حمدوك يعتبر نفسه صاحب الجلد والراس وأحد الأعمدة الأساسية للانقلاب الذي أطاح الرئيس البشير وأنهي عهد حكم الإسلاميين ..
• حمدوك كان ولا يزال شريكاً أصيلاً مع مجموعة اللجنة الأمنية التي أكملت خطة الخيانة التي انتهت مرحلتها الأولي بوضع البرهان علي قمة المجلس السيادي وحمدوك في منصب رئيس الوزراء ..
• هذه الأيام فقط ربما اكتشفت قيادات قوي الحرية والتغيير التي كانت تظن أنها ممسكة بكل الخيوط وأنها قادرة علي تسيير دفة الأمور في البلاد، ربما اكتشفت هذه القيادات وللمرة الأولي أنها ( ركبت الطرورة ) .. والطرورة ( نبتة) يعرف أهلنا في النيل الأبيض ضعفها في مواجهة الأمواج والرياح العاتية !!
• كان حميدتي صادقاً فيما قال .. حمدوك معنا في كل خطوة .. لم يقل الرجل إن حمدوك كان معهم في خطة الانقلاب علي النسخة الرباعية من قحت .. لكنه مع هذا قال كل شيء .. وبحسابات السياسة وأسرار المجالس فإن حميدتي أفسد كثيراً من ( حلة الطبيخ) التي أرادها الذين يقف معهم حمدوك أن تستوي علي نار هادئة .. لكن ماذا يفعلون مع صديقهم حميدتي الذي تغلب عليه صراحة أهل البادية !!
• الخطة التي عجّل حميدتي بكشفها تجد قبولاً من أطراف دولية عديدة في مقدمتها أمريكا التي باعت البعثيين وناس المؤتمر السوداني بثمنٍ بخس .. واشنطن لن تضحي قطعاً بجهاز الأمن السوداني ولن توافق بريطانيا علي خطتها السرية لتقليم أظافر الشرطة السودانية ..
• مالم يقله حميدتي صراحةً إن الأمريكان قالوا له وللبرهان : جهاز الأمن والشرطة السودانية خطوط حمراء ولا مجال لتفكيكها أو إعادة هيكلتها .. قال بطريقة أخري لن نسلم جهاز الأمن والشرطة السودانية إلا لحكومة منتخبة .. والحكومة المنتخبة القادمة ستأتي وفق شروط أمريكية ناعمة .. حكومة منتخبة لا مكان فيها للبعثيين والشيوعيين وكثير من القوي التي تعارض المشروع الأمريكي سراً .. وتنافقه علناً !!
• لم يبتلع كثير من المؤيدين لحمدوك داخل قوي الحرية والتغيير صمته علي الإهانة الصادمة التي وجهها لهم عدد من مخالفيهم في النسخة الثانية من قحت .. أليس محرجاً وغريباً أن يصفهم مناوي بعصابة 4 طويلة ثم لا تصدر كلمة واحدة من رئيس الوزراء ترد للوزراء والناشطين معهم بعضاً من ماء وجههم الذي أريق في قاعة الصداقة قبل أيام ؟!
• لم يرد حمدوك علي الانتقادات اللاذعة بحق حلفائه في الحكومة ومن بينهم وزراء يعلمون معه صباح ومساء ..
• لن يرد حمدوك علي تصريحات حميدتي بأن رئيس الوزراء كان معنا في كل خطوة من خطوات الانقلاب الناعم .. سينحني حمدوك للعاصفة لأنه سيبقي رئيساً للوزراء حتى نهاية الفترة الانتقالية بشراكة محصنة من الفوضى مع العساكر !!
• أما لماذا بادر خالد سلك بالصراخ والعويل فذلك لأنه أيقن بما لايدع مجالاً للشك أنه سيكون خارج دائرة التشكيل الحكومي القادم .. حزب المؤتمر السوداني ليست لديه خيارات كثيرة حال خروجه من مظلة السلطة الحالية .. ولذلك يجد الحزب نفسه محرجاً من خالد سلك وعمه إبراهيم الشيخ الذي بدأ خط تراجع ناعم عن تصريحاته الفيسبوكية قبل أيام !!
• سيخرج حزب البعث والذي بدأ في ترميم قنوات صرفه الصحي مع الحزب الشيوعي السوداني .. وسيدخل حزب الأمة مع العهد لشراكة العسكر والمدنيين .. سيضحي حزب الأمة ببعض وزرائه الذين علا صوتهم وسيغادر محطة الرباعي الذي سيوالي كثير من رموزه الصراخ وعلي رأسهم وجدي صالح .. فمن يصرخ أخيراً .. سيصرخ كثيراً !!