حسين خوجلي يكتب:
حمار القحاطة على اعتاب كوبر ( قصة قصيرة)
حاج يعقوب رجل صالح، حافظ لكتاب الله وله أسرار وكرامات. كل ما يملكه من حطام الدنيا حواشة صغيرة بغرب القاش، يفلحها بنفسه ويعيل منها أسرته، وينفق منها على خلوة القرآن التي يعلم فيها ابناء القرية بلا أجر إلا دعوات القرويين البسطاء.
ومما شاع بين الناس من كراماته أن أي شي يسرق منه لا يستفيد منه السارق، ويضطر أخيراً لاعادته سراً او جهراً وهو نادم.
وروي أن أحد الغرباء كان حديث الاقامة بالقرية لم يعرف قاطنيها ولا اسرارها بعد، احتاج يوما لركوبة تقله الى قرية مجاورة فمر بالقرب من (قطية) الفكي يعقوب فوجد حماراً طليقا فامتطاه من غير إذن وذهب الى القرية المجاورة. وحين وصل كانت دهشته بل فجيعته كبيرة حيث لم يستطع أن يترجل من الحمار وباءت كل محاولاته بالفشل وظل يتجول به من الصباح الى المساء دون جدوى.
واخيراً ذهب الأ احد معارفه فنصحه بأن يذهب الى (قطية) حاج يعقوب ويطلب منه السماح عله يستطيع أن يترجل وتنحل عنه كربته. وفعلا توجه الرجل الملتصق فى حمار الرجل الصالح وطرق الباب بعصاه وصاح بصوت مترع بالتضرع والانكسار قائلا: (لقد احضرت الحمار يا شيخنا)
اجاب الفكي يعقوب: (غفر الله لك وبارك فيك، ارجو أن تربطه فى جذع شجرة السنط المجاورة)
فرد الرجل الملتصق باكيا: ( الربط ساهل يا شيخنا كدي تعال نزلني) وصارت عبارته مثلا سائرا بالقرية يتعزى به الناس.
ولأن الحكاية تشابه وضع الحكومة الانتقالية التي امتطت حمار الأزمات فإننا من باب النصيحة نوجه التنبيه التالي لمدير سجن كوبر:
عزيزي سعادة اللواء علمت مصادرنا للتو أن كبير القحاطة بحماره على أعتاب بوابة السجن، فالرجاء تسهيل أمره ليطرق زنزانة الفكي يعقوب.