سلمى حمد تكتب :
عريساً في الجنان
أبو هريرة حسين وزير العشرة أيام .
أبو هريرة حسين وزير العشرة أيام آخر وزير رياضة في حقبة الانقاذ . صاحب نهضة ملاعب وفرق الناشئين في مرحلة من مراحل مشواره مع الوسط الرياضي ..
اعتقلوه عريساً في زهوة شبابه وكامل عافيته ..اعتقلوه عقب زواجه بأيام فقط ..
اعتقلوه دون توجيه تهمة .. وتطاول اسره دون ان يتم فتح بلاغ ضده ودون ان يتم التحقيق معه ودون ان يحاكم تحت اي جنحة أو جناية … كان اسيراً لدى التتار ولم يكن معتقلاً في بلاد المسلمين …
كان مصاباً بداء السكر فمُنع من تلقي العلاج ومُنع عنه الغذاء الصحي ولم يكن يتلقى هو وبقية الأسرى سوى وجبتين بائستين ولم يسمح له التتار بوجبة عشاء طوال فترة اسره ومرضه .. تدهورت صحته واصيبت اصابع قدمه بالغرغرينا واصيبت عينيه وتدهور بصره حد الإظلام .. وحينها فقط عرضوه على الطبيب وتم انقاذه من الغرقرينا و اوصى الطبيب بضرورة وسرعة علاج العيون وإلا فالعمى امر حتمي كما امر بمواصلة العلاج والغذاء الصحي ولكن هيهات .. اعادوه الى الأسر مرة اخرى بلا علاج ولا طعام ولا اهتمام .. ولا تهمة ليجتهد في دحضها وتفنيدها بالحجة والقانون … اعادوه الى السجن ولم يعبأ واسرته واهله واصدقاءه يطرقون كل باب ويناشدون كل ضمير ليُنظر في اسر ابنهم ومرضه .. عقدت اسرته و اسر المأسورين لدى ( قحت التتار) مؤتمراً صحفياً حملوا فيه قحت ولجانها الفاسدة الظالمة وكل اتباعها واشياعها مسؤليتهم الكاملة عن ما حدث أو سيحدث لأبو هريرة ورفاقه المأسورين في سجونهم .. وشرحوا فيه حالة ابنهم الاسير حينها الشهيد اليوم أبو هريرة حسين لكل صاحب ضمير حي ولكل منظمات حقوق الانسان الكاذبة المسيسة ولكل لجان الاطباء الزور ولكل دعيّ ناعق بإسم الحرية والعدالة والسلام زوراً وبهتاناً وكذباً اهل في تلفون رجل رشيد ولكن لم تمس صرختهم قلوب وضمائر التتار واشياعهم فضمائرهم ماتت وتعفنت و دفنت في نفوسهم الخراب ..
وزاد تدهور صحة أبو هريرة وانتكس ليصاب هذه المرة بالاضافة لعلة بصره بالفشل الكلوي وتسمم الدم وينقل من سجن كوبر الى مستشفى علياء في حالة حرجة ويعيد الاطباء توصيتهم بعلاجه في الخارج أو اطلاق سراحه بضمان لتتكفل اسرته بعلاجه ويصر زبانية قحت وظُلّامها على الرفض الغير مبرر وحياة الرجل على المحك و هو غير متهم في اي بلاغ وليست هناك تهمة واحدة ضده ولم يحقق معه أو يمثل أمام نيابة أو قضاء طوال هذه السنوات .. ويستمر سجنه وظلمه ويستمر تدهور وضعه الصحي حتى يفوت الاوان أو يكاد … ثم وحين تكاد اسرته ان تفقد الأمل وتوقن ان من يأسر ابنها لايملك عقلاً يميز ولا قلباً يرحم لا تيأس من رحمة الله و تظل ترفع يديها للسماء فتأتيها رحمة السماء بوساطة من الرئيس اليوغندي يوري موسفيني الذي سمع بمحنة أبو هريرة وهو يتذكر له انه قد انقذ العلاقة بين البلدين ذات مرةٍ عندما نسى مذيع المنصة ذات احتفال ان يرحب بموسفيني من ضمن الروؤساء فغضب موسفيني وتوتر الجو حتى انقذ أبو هريرة الموقف وذهب الى المنصة ونبه المذيع على المنصة فتدارك الموقف وحيا يوغندا ورئيسها بما ارضاهم ورفع عنهم الحرج …
استجابة لوساطة موسفيني تم اطلاق سراحه وربما لم يكونوا ليستجيبوا لولا أنهم يعلمون أنَّ أوآن شفائه قد فات ولا بد ..
سافر أبو هريرة لمصر لتلقي العلاج ولكن تأخر العلاج واستفحال المرض حالا دون ذلك .. وانتقل ابوهريرة الى رحاب الله حيث الرحمة والسلام والعدالة ..
اللهم اجعل مرضه وابتلاءه ترقي في باب الصبر والاحتساب .. واجعل كل ظلم وافك اصابه ترقي في باب مكفرات الذنوب وترفيع الدرجات .. واجعل ظلمه واسره ترقي في باب الاصطفاء والمحبة .. واجعل موته ترقي في باب الشهادة ومعية الشهداء…
ولا حول ولا قوة الا بالله وانا لله وانا إليه راجعون .
اللهم انتقم لأبو هريرة واقتص له من كل من آذوه وظلموه وسجنوه وامرضوه وقتلوه ..
اللهم عجل بخلاص السودان واهله من طغمة قحت الظالمة الفاشلة واعوانها واشياعها …