حجوة ام ضبيبينة
سلمى حمد تكتب :
في طفولتي حيا الله تلك الأيام الزواهر .. كنت عندما الح على جديّ رحمه الله ان يحكي لي حكاية كان يضحك ويقول(( ح احكي ليك حجوة ام ضبيبينة اقول ليهو احكي لي .. يقول لي احكي لي .. اقول ليه يا ابَّة يلا قول لي القصة .. يقول لي يا ابَّة يلا قول لي القصة .. اقول ليه يا ابَّة ما تحاكيني .. يقول لي يا ابَّة ما تحاكيني .. اقول ليهو أنا بتكلم جد يا ابَّة .. يقول لي انا بتكلم جد يا ابَّة. )) ويستمر جدي في محاكاتي الى ان ايئس من الحكاية وينتهي الحاحي بالضحك ويشاركني اياه جديّ الحبيب .. واليوم تذكرني حكومة حمدوك وردها على مطالب الشعب بحكايتي و جديّ … يطالب الشعب بتنفيذ بنود الوثيقة الدستورية فترد حكومة حمدوك بالمطالبة بتنفيذ الوثيقة الدستورية .. يطالب الشعب بدولة القانون والعدالة والمؤسسات فيطالب حمدوك وحكومته بدولة القانون والعدالة والمؤسسات .. يظن الشعب انهم لم يفهموه فيفصِّل في مطالبه ويقول اُريد منك يا حكومة محكمة دستورية و اُريد مجلس تشريعي و اُريد حكومة كفاءات مستقلة و اُريد انتخابات فيكتفي حمدوك وحكومته بخطاب يرددون فيه كصدى الصوت ذات المطالب .. ثم يضحكون وحدهم على حجوة ام ضبيبينة التي يحكونها للشعب كل ليلة فلا تضحكه ، ولا تنسيه مطالبه ، ولا تسليه عن جوعه او تأمنه من خوفه ..
و عندما حسم الشعب أمره وجد جده وتنادت كياناته المختلفة وجموعه المتنوعه وقبائلة المتعددة من كل حضرهُ وبواديهِ ومدنهُ واريافهُ للخرج والاعتصام ضد فشل الحكومة (واستهبالها) السمج كان رد فعل الحكومة ان دعت لخروج واعتصام !!! ……..
ومازالت حجوة ام ضبيينه هي رد الحكومة على كل طلب أو سؤال ..
وأختم بالاعتذار لجديّ في علياءه ان تمثلتُ شئياً من ذكرياه وحكاياه وهو الرجل المهيب في سمتهِ الوقور الحكيم الذي لا يدانيهِ امثلهم طريقةً لا حكمةً لا رحمةً لا عدلاً ..
…