قحت والشارع…طلاق دون رجعة!

حينما طرد الثوار رئيس حزب الأمة مبارك الفاضل من اعتصام القيادة قبل ثلاث أعوام كان التأكيد على عدم مشاركة حزبه وغيره من الأحزاب في المرحلة الانتقالية وكان بمثابة طلاق باين بينونة صغري بين شباب الثورة وبعض المكونات السياسية،وعقب قرارات القائد العام للجيش الفريق اول عبدالفتاح البرهان بدأ نفس السيناريو يتكرر مع اختلاف المسرح والأطفال ففي المسرح الأول مبارك الفاضل والأحزاب التى شاركت الانقاذ السلطة وفي المسرح الأخير كان البطل هو قادة قوي الحرية والتغير الذين لفظهم الشارع الثوري على ضوء ماحدث في ندوة شمبات وماتكرر في ذكري الثورة امس الاحد حيث طرد الثوار بعض قادة قحت،
فيما اعتبر مراقبون تطورات الشأن السياسي في البلاد باشتباك لجان المقاومة مع الحرية والتغيير بميدان الرابطة بشمبات ورفضهم لإقامة ندوة سياسية وطرد بعض قادة قحت في مليونية ١٩ديسمبر ليس ناتج من فراغ وإنما هو انعكاس وتعبير عن ماوصلت إليه العلاقة بين الشباب و قحت التي سرقت ثورتهم وهو ما يعني دخول الصراع مرحلة جديدة .
في وقت حذر مراقبون من خطورة ما وصلت إليه الأوضاع في البلاد كونه ينذر بالانزلاق نحو الفوضى وان نذر الحرب الأهلية بدأت تلوح في الأفق.
ولم يستبعد الخبير والمحلل السياسي الدكتور ياسر محمد احمد تخطيط قحت للانتقام من شباب لجان المقاومة خاصة مجموعات ملوك الاشتباكات وغاضبون وتروس الارض او مايعرفون بالشباب الثوري التي ساهمت في نزع وجودهم في الشارع وعزلهم عنه بعد ملاحقتهم بالهتافات وتعريتهم وسط الشارع مثل (بكم بكم بكم قحاتة باعوا الدم) (تجار الدم) (البلد دي حقتنا وقحاتة سفنجتنا) وغيرها من الهتافات والتصرفات التي ارعبتهم.
وأوضح أن ماحدث في ندوة شمبات سيكون مقدمة لأعمال عنف لاحقة ربما تجر البلاد إلى الهاوية إذا لم يتم تداركها.
فيما يري المحلل السياسي والخبير الأمني اللواء معاش زين العابدين الصديق إن المخططات المرسومة لجر السودان إلى العنف قد بلغت مداها الآن بدليل فض الندوة بشمبات وطرد بعض القادة في ذكري الثورة وأضاف أن البلاد باتت مفتوحة على كل الإحتمالات جراء حملات التصعيد التي تقودها جهات داخلية وخارجية لها مصالح في انزلاق السودان إلى الفوضى كما حدث في بعض الدول العربية.
وأشار إلى أن سيناريو الفوضى أصبح جاهزاً الآن وقد اكتملت حلقاته.
ونبه الشعب السوداني وقواه السياسية كافة التي تريد مصلحة الوطن إلى ضرورة الوقوف ضد هذه المؤامرات وفضحها قبل فوات الأوان.
ولا يخفى الخبراء أن إطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع على ندوة سياسية من جهة مجهولة تقف وراؤه جهات
تسعى إلى زعزعة الأمن والاستقرار.
وشددوا على ضرورة بناء جسور الثقة والطمأنينة مقابل الخصومة والشيطنة المصبغة بالنمطية الزائفة والساعية لتفاقم الأوضاع وزيادة حدة الأزمة بتضليل الرأي العام ونشر فيروسات الميول الجارف والدوافع المنحرفة في الإتجاهات المتباينة كبذرة لأزمات الغد بتغذية انحراف التصرفات السلوكية التي تتدرج حتى تصل إلى العنف، كمقدمة لتدمير
فيما دعا مراقبون قادة القوى السياسية السودانية أن تكون دائماً جسور للتواصل والإصلاح و أن لا تكون سبباً و حاجزاً يفرق بين الناس في هذا الوطن الغالي المكلوم.
حسنا..ان المشهد السياسي بتفاصيله الأخير يشير الي انتهاء أجل قوي الحرية والتغير دون رجعة مرة اخري بعد ان تزعزت ثقة الشارع فيها ،في انتظار مشهد وواقع جديد ليخرج البلاد من أزمة الانتقالية الي انتخابات المدنية الكاملة

          
قد يعجبك ايضا
تعليقات
Loading...