صديق دلاي يكتب:من سيفوز في الإنتخابات القادمة؟
نبدأ من حزب بالأمة كما يقال دوما اكثرهم جاهزية وتنظيم وجماهير , فهل كل شئ باق منذ منتصف الثمانينات وبالأمس خرج السيد برمة ناصر علي الثوار يسألهم بإحتجاج معلوم الخفايا (أنتو طلعتوا لشنو) والرجل بعيدا عن حزبه صار قريبا من البرهان حينما ردد يقول بأن البرهان خانق علي ود الفكئ وطرح فكرة الإعتذار وغنا للوطن بتلك المثاليات فهل كان دوما يشاور حزبه
صار منزل عمنا برمة يعج بالزوار السياسيين بينما حزبه ينقسم في المواقف جزء منه مع حمدوك والذي يناسب عبد الرحمن وصديق إسماعيل جهة البرهان والسيد الصديق مع الحرية والتغيير ومريم بعد خروجها من وزارة الخارجية تذكرت حزب الأمة وعادت بقوة تفرض حجتها بينما الواثق المتناقض في معظم تصريحاته يخسر الكثير في المعركة القادمة وسيكون اول ضحايا التغيير القادم
برحيل الرجل العظيم الإمام الصادق كما قلنا من قبل وقد أنطفأ مصباح عجيب في عالم الأنصار وحزب الأمة وكنا نظن أن تأثير وظلال الغياب ربما سينعكس علي ما يسمي بالتأسيس الرابع بملء فراغ الإمام بقيادات ظلت مغيبة او محبوسة او مبعدة لطبيعة قيادة الإمام للحزب ومع ذلك بقي كل شئ في مكانه
الصغار في الحزب هم أزمة حقيقية وهناك وحل منتظر في المؤتمر العام القادم والإمامة كما تمثل رئاسة الحزب معضلة كبيرة وتحدي معقد , هل ستخرج الرئاسة من الأسرة ويتقدم نوع جديد من السياسيين لقيادة الحزب , و كيف ستحدث هذه المفارقة وما قيمة الجماهير الحية في النقلة القادمة
الصحيح أن حزب الأمة هو بالفعل الأكثر إلتزاما بالتحول الديمقراطي وحتي علي أيام الإمام كان يجرئ محاولات التأسيس وبناء المؤسسات مهما كان أثر الإمام عظيما , والإعتماد علي دور الحزب في إثراء المناخ الديمقراطي مؤكد لو تخلص من الصراعات الصغيرة ولعل أكبر تأبين للراحل هو إعمال بناء مؤسسات ديمقراطية من جماهير الحزب
لابد من الحديث بصراحة وطرح أزمة حزب الأمة القادمة بكونها جزء من قضايا الديمقراطية والإنتقال , فلا أحد يستطيع حرمان عائلة الإمام حقها الخاص بالعمل علي منع عودة مبارك الفاضل للحزب مع التأكيد أنه أنسب من يقود الحزب لو تخلي عن مزايا سالبة ظل يحملها في مشواره السياسي ولو توافق الجميع وتركوا المعارك الصغيرة في سبيل ريادة الحزب
بحكم ظروف البلد السياسية والإقتصادية فقد تأخرت مظاهر التأسيس الرابع وبنا شوق لمشاهدة القيادات المعطلة والجيل السياسي علي هدئ المجال الفسيح للحركة سيما وأن أختيار المكتب السياسي والرئيس وبقية المكاتب سيكشف لاي درجة أن للحزب مستقبل في إثراء الإنتقال الديمقراطي لو خاض معركته كما ينبغي
القيادة الحالية للحزب تسير في طريق سجن الحزب في مربع مغلق نحو الفراغ والكل يخاف نتائج الديمقراطية الحرة وهي بالطبع جزء من المشاكل القادمة ولن تنتج مؤسسات ديمقراطية لو سارت بهذا النهج والتكتل والأجندة الأنانية وستضيع من الساحة السياسية فرصة نادرة لتمرير تجربة بناء مؤسسات حزبية بديمقراطية
قرار الأسرة مهم , وإمكانية عودة مبارك الفاضل مهم بينما مصير برمة معروف معه الواثق وأخرين وربما تقدم الصفوف قيادات سنتفاجأ بها من حيث القدرات , وستكون رحلة إختيار الإمامة قصة متقاربة من مزاج الحزب ولعل دور ومصير عبد الرحمن الصادق أيضا لن يكون بعيدا ونتمني أن تكون النتائج بعيدا عن إنقسام أو تشظي لهذا الحزب المهم في الديمقراطية القادمة إنتقالا وممارسة