الطريق إلى تحرير وأفرقة السودان يمر بالكرملين أيضا بقلم….. الرفيع بشير الشفيع ٢٦ يناير ٢٠٢٢
الزرقاء ميديا
هذا السرد التاريخي الذي يسبر غور الأسباب الجيوسياسية والديينية والتاريخية ، لأسباب شعار تحرير وأفرقة السودان، يعتمد أيضا دور بعض الزعماء الافارقة ، في مشروع أفرقة السودان وليبيا وغيرهما من الدول الإسلامية ، الأفرو-عربية ، والضغط عليها لتخليها عن خلاسيتها في الهوية المشتركة والتخلي عن عنصرها العربي ، والإسلامي ، ونتاج ذلك هو ما نراه يحدث في ليبيا والسودان.
ويبين أيضا دور الحزب الشيوعي السوداني منذ العام ١٩٨٣ ، مصحوبا ببقية احزاب اليسار في دعم فكرة أفرقة السودان وتحريره ( شعار أفرقة السودان ، بدأ بشعار تحرير السودان الذي رفعته حركة تحرير السودان بقيادة السيد جون قرنق بالتحالف مع الحزب الشيوعي وبقية احزاب اليسار ، وبعض قادة الاحزاب التقليدية التي أنشأ الحزب الشيوعي داخلها التجمعات المعروفة.
مفهوم البانآفريكانيزم Africanism او الأفرقة ، بمعناه الواسع هو توحيد أفريقيا على الهوية الأفريقية الجامعة.
في اوائل السبيعينات سافر هيلاسي لاسي الى قارة امريكا الجنوبية( السوداء) وعلى اثر النزاع بين الامريكان البيض والسود في شأن الكنيسية ،بدأ البحث عن الجذور الحضارية الأفريقية من الأمريكان السود ، وقد إنتهز هيلاسي لاسي في زيارته الفرصة لكي يحدثهم عن أن أصل الحضارة الأفريقية ومهدها، هي الحضارة الإثيوبية (ancient Ethiopian civilization cradle) ، وعلى ذلك غيرّ إسم الحبشة abyssinia (التي كانت تمثل محافظة في الحضارة الكوشية على ارض اثيوبيا القديمة ،السودان ، حتى استضاف السودان بواسطة الهكسوس والمصريين وقيام مملكة أكسوم وغزو السودان بواسطة عيزانا)، وعلى هذا تتم تتويج هيلاسي لاسي (إلها) قامت على اثر ذلك الديانة الحبشية ، الراستفاريانزم Rastafarianism ، ورمز لهيلاسي لاسي برأس الأسد وأصبحت قريته في الحبشة مزارا دينيا وانتشرت ديانة الراستفارينزم ، ونشأت الكنيسة الأفريقية التي تبنت دينيا البحث عن أصل الحضارة الافريقية ، والتي أوهمهم فيها هيلاسي لاسي على ان مهدها هو إثيوبيا الحالية( الحبشة في الأساس).
على اثر ذلك قامت فكرة الهوية الأفريقية الجامعة البانآفريكانيزم والتي تبناها القادة الافارفة ، الذين قادوا حركات التحرر الافريقية اثناء الاستعمار الأوروبي لافريقيا ( هيلاسي لاسي ،ونكروما ، وموغابي ، وكنياتا ، ومانديلا ، ونيريري وبوكاسا والقذافي، المحجوب وغيرهم).
بدأ المرحوم محمد أحمد المحجوب مع ثلاث قادة أفارقة البحث في فكرة هذه الوحدة الأفريقية ، قامت على أثرها منظمة الوحدة الأفريقية.
تكرم المرحوم القذافي بعد تبنيه توجيه ليبيا أفريقيا وتتويج ملوكها وترصيعهم بالذهب على أنهم ورثة الحضارات الافريقية القديمة التي أثرت في العالم ، وأنهم أحفاد كوش وهانيبآل الذي أسمى إبنه عليه وللغلو في الأفرقة كان القذافي، قام القذافي بالتبرع بالترويج للتاريخ الكوشي ، والليبايمي (ليبايم مؤسس الحضارة الليبيبة القديمة والاخ الاصغر لكوش ( مؤسسة الحضارة الإثيوبية القديمة التي تمثل جغرافيا السودان الحالي ، ومصراييم الأفريقي ، مؤسس الحضارة المصرية القديمة، وبوت مؤسس الحضارات الأفريقية عبر شرق افريقيا الى غربها وجنوبها).
بدأ القذافي ومنذ أن إنقلب على عروبته ، وثقافته الإسلامية، يحيي فكرة إعادة كتابة التاريخ الأفريقي على أساس الواقع الجيوسياسي القديم ، لكي يساعد في عملية بناء الهوية الافريقية الجامعة بتغيير اسم منظمة الوحدة الأفريقية للإتحاد الأفريقي الحالي ، وقد قام بمساعدة اليونيسكو بعقد عدة مؤتمرات تبحث موضوع إعادة كتابة التاريخ الأفريقي على خلفية هذا الزخم في الحراك السياسي والوحدوي الافريقي.
منذ بداية الثمانينيات وبالتحديد في ١٩٨٣ (بعد إعلان الرئيس جعفر نميري الشريعة الإسلامية ) قام الحزب الشيوعي، الماركسي بالتحالف بين ماركسيي الشمال والجنوب بقيادة جون قرنق ، لمحاربة الشريعة الإسلامية ، ليست لأنها تمثل نقيض ايديولوجي فحسب ،بل لانها مع الإثنية العربية في السودان تمثلان سبحا عكس تيار الهوية الأفريقية الجامعة ( البانافريكانيزم).
إتجه الحلف الماركسي السوداني بهذا التحالف نحو أفريقيا ورفع على إثر ذلك شعار (تحرير السودان كشعار لحركة تحرير السودان في الجنوب والتي على إثرها تكونت كل او جل الحركات المسلحة السودانية رافعة نفس الشعار، تحرير السودان)
في لقاءات ذلك الحلف مع القادة الافارقة الذين يمثلون قادة الاتحاد الافريقي ، كان خطاب الحلف الماركسي السوداني بقيادة جون قرنق وحلفائه من الماركسيين الشماليين ، يتحدثون للقادة الافارقة عن تحرير السودان ،بإعتبار أنه نوع من الابارتايد ، العربي ،المسلم كنوع من الإستعمار لواحدة من أهم الدول الافريقية ، (السودان الذي يمثل مهد الحضارة الافريقية القديمة التي قامت على اثرها الهوية الافريقية الجامعة ، البانافريكانيزم والتي قامت على اثرها ، منظمة الوحدة الافريقية والاتحاد الافريقي) الذي يتبنى قادته من عظماء افريقيا من الرعيل الاول ورياديي حركات التحرر الافريقي مسألة التحرير الافريقي ، الذي يعتبر السودان في ظل الاستعمار العربي ، الإسلامي ،الإرهابي هم دولة يجب التحالف لتحريرها)، وعلى إثر ذلك تم فصل جنوب السودان، وتمت قبله احتلال اقليم بني شنقول الذي يقام عليه سد النهضة renaissance Dam وعلى إثر ذلك حدثت الضغوط على حكومة الإنقاذ وعلى المركز وقامت كل الحروب على السودان الشمالي العربي المسلم ( الذي يضم الشمال والشرق والمركز ومسلمي دارفور ، خصوصا العرب بمن فيهم الدعم السريع).
وعلى إثر ذلك قامت الثورة البلشفية في شمال السودان في العام ٢٠١٩ ، وصنعت الوثيقة الدستورية وتم السكوت عن تحرير السودان في اغلب شعارات الحركات المسلحة التي تمثل الجناح العسكري للحلف الذي تمت صناعته (افريقيا وأمريكا وبلشفيا)، وتم ترحيل حركات التحرير المسلحة للمركز والشمال، وعلى إثر ذلك ومواصلة لدور الامم المتحدة الذي تزامن بالضغط الاقتصادية ورمي السودان الشمالي بالإرهاب ، وايواء الحركات الإسلامية العالمية ، وعلى اثر ذلك تم تغيير الطابع الحربي للحركات المسلحة ، لتسمى حركات النضال، وعلى إثر ذلك ما يزال الحزب الشيوعي ،(يترس الشوارع ) ويواصل غلي رأس السودان الشمالي لمواصلة ثورته حتى هدم بنية القوات الامنية ، ليبدأ مشروع تحرير السودان عمليا بالتهجير والتغتيل والإغتيالات للعنصر العربي والمسلم حتى في دارفور او يتم أفرقة الطابع الإسلامي في دارفور ، ثم ينفذ المشروع العالمي الذي تسبب في كل تلك الفوضى الخلاقة ومنذ العام ١٩٨٣.
لو يعلم العرب والدول العربية ما يضمره اليسار السوداني والدول الافريقية ودول الاستكبار من الغرض في تقسيم السودان ، وتقليص حجم وأثر العروبة في افريقيا ولو يعلمون أن ذلك سيعود بالضرر المباشر لكل دولهم خصوصا مصر التي تمت تهيئتها منذ العام ٢٠١١ للتماهي مع مشروع تدمير السودان ولو يعلمون الخطر الماحق والقريب والذي سيحل بديارهم (لا قدر الله)، من التحالف الشيعي ، الشيوعي والتحريري لأفريقيا ، لما توانوا ساعة في دعم الجيش السوداني وقوات الأمن واحرار السودان في شماله وشرقه ووسطه وغربه ، حتى يعززوا الوجود العربي ، المسلم في أهم دولة افرو-عربية.
نحيي ونؤيد وقوف بعض الدول العربية مع السودان للأحتفاظ بأرضه وخلاسيته العربية ، الافريقية ، وبمعادلته الجيوسياسية ، وموازنته للهوية العربية الافريقية ومواصلة لعب دوره العربي الافريقي ، ودفاعه عن الدول العربية ومواصلة مساهماته في افريقيا، نحيي قادة تلك الدول على الوعي الإستثنائي الذي دفعها للتحالف مع الجيش والقوات الامنية السودانية، والدعم السريع .
والله من وراء القصد
الرفيع بشير الشفيع
٢٦ يناير ٢٠٢٢