محمد حامد جمعه نوار يكتب : بعض النشيد والنشيج

الزرقاء ميـديا

محمد حامد جمعه نوار يكتب :

بعض النشيد والنشيج

اخرت مكتوبي عن الفقيد المجاهد الشيخ جعفر بانقا ؛ الذي حينما بترت سيوف ما أكف الرجال عن (الراية) احتضنها بعضديه ؛ فظلت مرفوعة يرد الرجل عنها بقوى الهتاف والمدافعة والقناعات ؛ وبحماسة كأنما ذاك البتر أنبت في دواخله الف ساعد ؛ وشد عليه شديد العزم والعزيمة فقويت مركوزة ترمق الأفق البعيد . ما سقطت وما تعثر صاحبها وما تحرف . القول قوله ذاته ؛ والذيوع الجهير كما إعتاد . تاخرت في التعليق والوداع ؛ شخصيا سئمت اللطم والنواح وعارض الحياة التي صارت لا تعود إلا في حضرة جثمان مسجى او حزن مديد ؛ او عبرة تخنق الأنفاس والفؤاد ؛ اقسى ما فيها عندي يقين بالفقد الذي لا يعوض ؛ وكأنما الأقدار تكفلت بقضم بقية صف الرجال الذين أعجبهم ما فيهم ؛ أنهم سادة مجالس الأخفياء الأقوياء الأتقياء ؛ ثلة ممتدة ؛ و(مشرورة) مثل ضوء البشارات من (جلب) الى (لبس) ثم (جعفر) ؛ راق لي وصفهم بالساكنين في ارشيف الزمان في بند العوام . واعظم مقامات الرجال فيه
يجلسون حيث ينتهي بهم المجلس لا يتخطون الرقاب ؛ ساكنون بالسكوت لا يمسون الحصى ؛ لكنهم كل الحقيقة ومنتهى البيان بالعمل ؛ خفاف عند الفزع ؛ ثقال عند الطمع ؛ أحب كل منهم وطنه بطريقته الخاصة ؛ وعرف ولزم فما ضره من تخلف او سقط في الفتنة ؛ نظرهم للأمام وراسهم مرفوعة وقلوبهم عامرة بما شهدوا وحفظهم وأجسادهم لها في كل موطئ طلب أثر ؛ وفي كل مغرس خير سبق وفي ظهر صائل وسم وعلامة ؛ هم كالوعد النقي ؛ حيثما توجهوا كانوا دلائل الخيرات ورسل المكرمات
2
جعفر بانقا ؛ حالة خاصة من الوفاء والولاء والنزاهة الباهرة ؛ رجل توفرت له كل تجارب ومتاحات الصعود فأثر ان يكون سلما للعابرين ؛ ثم هبط الى دار في (عد حسين) مواطن ؛ له قبلا في خدمة الوطن والشعب عرق وانفاس لاهثة ؛ إن فزع اليه صديق اعان ؛ وان راي خطلا تفجر غضبه الذي مرات (يدرش) تحت هوجته حتى يفارق اطراف الرفق ؛ ثم يعود بعدها ذاك الناظر لعموم المصلحة ؛ يناقشك بشدة ثم يلتقيك في وسط الطريق برفق والمسافات الفاصلة بالاراء بود عزيز وذاك من خصائص دواخلة التي تحب الخير والصحيح ولا ترتد لما وراء ذلك من عسر فهم او تلبسات أفهام .
فقد الاسلاميون رجل صلب وجسور ؛ ومبدئي قوي الشكيمة ؛ وفقدت البلاد احد من احبوها بصدق وخدموها وحموها ؛ وفقد اهل البنادق والخنادق ؛ الصدوق على ظهورهم والأمين على روعات الأيام والشجاع فيها . حسرتي عليهم انه مثل كرام سبقوا ؛ ماتوا وفي دواخلهم ذاك الأسى على أيام مضت للنور ؛ فقابلها الظلام . وحيرة السكوت في موجب الإبانة وعزائي الوحيد ان الله ربما أراد بهم خيرا فقبضهم في أكفان حضورهم المجيد ليدخر للاشقياء امثالنا …سنين المسغبة والتخذيل العريض . نجر الذيول من عزاء الى مجلس يمضغ المرارات وبعض القصص القديمة في انتظار صيحة ناع ؛ او نظرة وداع . تنتهي بإنتهاء مراسم الدفن وبعض النشيد النشيج . رحم الله (جعفر) وغفر له وأنزله منازل الصديقين والشهداء والسابقين

          
قد يعجبك ايضا
تعليقات
Loading...