صدر الكتاب في شهر آب هذا العام عن دار شوركامب ويقع في ١٤٤ صفحة موزعة على ٦ فصول ومقدمة. يعد الكتاب أقرب لأطروحة أكاديمية تنطلق من فرضية انفراط عقد النظام السياسي الذي حكم المنطقة منذ الحرب العالمية الثانية وحتى اليوم، وتحاول البحث عن بدائل لهذا النظام المنهار أو استشراف المآلات المتوقعة.
يبدأ الفصل الاول باستعراض الخلفية التاريخية التي أسست للواقع السياسي المتداعي اليوم في الشرق الاوسط ثم تشرح الظروف والبيئة المرافقة للتحولات السياسية الراهنة في المنطقة. فيوضح الكاتب أن أربعة أو خمسة أجيال في المنطقة نشأت على كراهية اتفاقية سايكس بيكو واعتبارها أحد رموز الامبريالية التي لازالت آثارها باقية في المشرق، الامر الذي جعل النضال لإنهاء النظام المترتب على هذه الاتفاقية أمرا محمودا وغاية نبيلة. إلا أنه وبخلاف مرحلة انهيار الدول العثمانية، فإن القوى العظمى اليوم لا تظهر أية رغبة في التدخل المباشر لصناعة نظام جديد في الشرق الاوسط، رغم أنها تتدخل من خلال تكتيكات محدودة للدفاع عن مصالحها، ولكن دون أن تتورط في تدخل شامل قد يتطلب منها تصميم نظام سياسي جديد يعيد التوازن السياسي للمنطقة. كما أن الدول الاقليمية والقوى المحلية تبدو فاقدة للمبادرة ولا تملك تصورات ناضجة عن شكل النظام البديل. وفي غياب الاستقرار السياسي في المنطقة سيكون من الصعب تبلور هويات سياسية مستقرة للمكونات العرقية والطائفية والدينية في المنطقة وبالتالي سيكون التعايش السلمي بين هذه المكونات غير ممكن. وحتى ظهور منظومة سياسية جديدة في المنطقة ستعاني الشعوب من آثار الفوضى والاقتتال الداخلي.
القادم
قد يعجبك ايضا
تعليقات