تحركات “حركة الشباب الصومالية” تثير مخاوف دول شرق أفريقيا.
دعت مجموعة أجهزة المخابرات لدول منطقة شرق أفريقيا “السيسا” التي تضم كينيا، الصومال، يوغندا، السودان، جيبوتي، إثيوبيا، وروندا، إلى اجتماع طاري قبل أيام لمناقشة تطورات الأوضاع الأمنية في “الصومال” بعد سيطرة حركة الشباب المصنفة إرهابياً على منطقة “بلعيد” التي بعد 40 كيلو فقط من العاصمة مقديشو، وكيفية التعامل مع السيناريوهات المتوقعة جراء المهددات التي سوف تتعرض لها منطقة دول شرق أفريقيا حال فرضت حركة الشباب سيطرتها على “بلاد الصومال”.
حيث تظل دول منطقة شرق أفريقيا تدعم قوات البعثة الأممية، الأفريقية المشتركة “اميصوم” منذ العام 2007 بالسلاح والمؤن، فقد بلغ تعداد تلك القوات حتى منتصف العام 2021 “8” آلاف مقاتل من مختلف الدول.
ولكن الناظر لمجمل العمليات العسكرية، التي تقوم بها هذه القوات لم تستطع طوال تلك السنوات الحد من تمدد عناصر حركة الشباب نحو الأراضي الصومالية والسيطرة على نحو 40% منها مما شكل مهدداً للحدود المتداخلة ما بين “الصومال” ودول كينيا، إثيوبيا، وجيبوتي.
وتتخوف دول “شرق أفريقيا” من أن تحدث حركة الشباب تحولاً على مستوى انسياب التجارة الإقليمية، وأيضاً ازدياد أنشطة عمليات القرصنة على المياه الإقليمية وخليج عدن، إضافة إلى “تحول الصومال إلى بقعة جغرافية تنطلق منها الجماعات الإرهابية والمتطرفة لتنفيذ مشاريعها العدائية، بحق دول الجوار الصومالي باستهداف بعض قواعد القوات الدولية، وتبني عمليات التفجيرات واختطاف البواخر”.
ويقول الكاتب الصحفي عبدالقادر كاوير في حديث لموقع “أفريقيا برس”، إن مخاوف دول منطقة شرق أفريقيا، تظل مشروعة لكون ارتباط الأمر بأمن المنطقة التي تُعدُّ غنية بالموارد، ومساراً للملاحة الدولية من “باب المندب” و”خليج عدن” و”البحر الأحمر”.
كذلك زحف حركة الشباب نحو الأراضي الصومالية بهذه الصورة، أمر يتطلب التوقف قليلاً عن الأسباب التي كشفت عجز القوات الحكومية الصومالية أمام عناصر الحركة، مما جعلها تتراجع أمام المعارك التي خاضتها مؤخراً وأسفرت عن سيطرة “الشباب” على ثلثي مساحة الأراضي.
في تقديري ضعف نظام الحكم وإبعاد المركز عن رئاسة الأقاليم الصومالية أثّرا كثيراً في تحقيق النتائج المرجوة على مستوى المعارك التي يخوضها الجيش الوطني، وقوات البعثة الأممية “اميصوم”.
حيث من المتوقع أن تقوم دول منطقة شرق أفريقيا خلال الفترة بالدفع بمزيد من التعزيزات العسكرية حفاظاً على أمن الحدود المشتركة التي تجمعها مع “الصومال” في محاولة للحد من تحركات عناصر حركة.
ويوضح الكاتب الصحفي راجح عمر في حديث لموقع “أفريقيا برس”، أن دول منطقة شرق أفريقيا المسماة بمجموعة “إيقاد” على ما يبدو باتت تتحسب لسيناريو قادم قد تتعرض له الصومال تتغير من خلاله موازنات المنطقة “السياسية، الأمنية، والاقتصادية”.
مع وجود دول لطالما سعت إلى بسط سيطرتها والهيمنة على نظام الحكم في”الصومال” وحال تغير هذه الوضعية يعني فقدان قدر من الموارد والقرار لدول مثل “كينيا وإثيوبيا”.
وطبقاً لـ “راجح” فقد شكلت حركة الشباب، مهدداً حقيقياً لهذه الدول، فهو تنظيم يظل يحمل أفكار وقناعات التطرف والغلو، ومن الصعب التعامل معه سياسياً للوصول إلى صيغة تسوية مشتركة تكفل عدم تعرض أمن منطقة شرق أفريقيا لمهددات، وأعتقد أن هذا ما تريده دول “الإيقاد”.
لذلك عليها دراسة تنظيم “حركة الشباب” بواقع القراءة المستقبلية الصحيحة للواقع الجديد متى ما تحول التنظيم المتطرف إلى نظام حكم.