عبدالرحمن عبدالله سيد احمد يكتب: سنوات الفرص الضائعة
في فبراير من العام الماضي (٢٠٢١ ) تشرفت بتقديم محاضرة للإخوة قادة مجموعة الصناعات الدفاعية في الخرطوم تحت عنوان “اقتصاديات ما بعد الكرونا”.
حاولت تسليط الضوء على الخلاف الناشب بين الدول الصناعية الكبرى ودول العالم الثالث على خلفية التوزيع غير العادل للقاحات الكرونا. حدثتهم عن الجشع الذي دفع دول امريكا الشمالية الى الاستحواذ على لقاحات تعادل ما نسبته ١٢٠٪ من عدد السكان. في حين ان اللقاحات التي تحصلت عليها افريقيا لم تتجاوز ال ٢٠٪ من عدد السكان.
تطرقت الى الضغوط الكبيرة من منظمات المجتمع الدولي وال WHO على الشركات المنتجة للقاحات الكرونا، للتخلي عن حقوق ملكية انتاج اللقاحات، و إعطاء التكنولوجيا اللازمة لدول العالم الثالث حتى تتمكن من انتاج لقاحاتها محليا. ذكرت لهم ان هذه الضغوط والتي بدأت فعليا في احراج دول ال G7 وال G20 غالبا ما سيكتب لها النجاح.
اقترحت عليهم التركيز على هذا الملف، حيث ان البنية التحتية للصناعات الدفاعية قد تؤهل السودان الى ان يكون احد المراكز الاقليمية لإنتاج لقاح الكرونا.
واليوم، اعلنت ال WHO اختيار كل من مصر، نيجيريا، كينيا، تونس، جنوب افريقيا والسنغال كمراكز اقليمية لانتاج ال mRNA Vaccines وهي احدى التقنيات المستخدمة في انتاج لقاحات ال COVID 19. الجدير بالذكر ان ال WHO تعهدت بتزويد هذه الدول بالتكنولوجيا (الاجهزة والتدريب) اللازمة لإنتاج اللقاحات.
لا اظن ان الاخوة قادة المجموعة اخذوا مقترحي على محمل الجد، كما ان الهجمة الشرسة التي تعرضت لها الصناعات الدفاعية داخليا، والتشويه الممنهج لسمعتها خارجيا (من قبل حفنة من ابناء السودان في الخارج) كان كفيلا باستبعاد السودان من منحة ال WHO.
متى نتجاوز حالة الاستقطاب السياسي، ونعمل جميعا لمصلحة الوطن؟!
هيوستن، تيكساس