الجبهة الثورية تكسر حاجز الصمت وتقدم مبادرة
انخرطت قيادات الجبهة الثورية السودانية في اجتماعات مكثفة بإقليم النيل الأزرق على مدى يومين متتاليين لتشريح الأزمة الاقتصادية، وانسداد الأفق السياسي وتقييم تنفيذ اتفاق جوبا لسلام السودان توطئة للخروج بموقف واضح وصريح لتخاطب الجهات الضامنة لسلام جوبا.
ومن المتوقع ان يخرج مؤتمر الجبهة الثورية السودانية بإعلان مبادرة تسهم في تحريك المياه الراكدة وتفتح مسارات الحوار بين شركاء الفترة الانتقالية في السودان ووقف ما آل إليه الحال الاقتصادي في البلاد بسبب الأزمة السياسية وتوقف الدعم الخارجي العالمي والإقليمي وعجز الدولة عن الإيفاء باستحقاقات سلام جوبا.
ويرى الخبراء أن عضو المجلس السيادي رئيس الجبهة الثورية السودانية الهادي إدريس قال لدى مخاطبته الجلسة الافتتاحية لمؤتمر الجبهة ان البلاد تشهد حالة انسداد ولابد للجبهة أن تسهم بمبادرة لحل الأزمة بالرغم من الشكوك من بعض الجهات حول أسباب قيام الجبهة الثورية بالدعوة لهذه المبادرة في هذا التوقيت الحرج.
ويقول المراقبون للمشهد السياسي الراهن في السودان أن الجبهة الثورية وضعت نفسها في موقف لا تحسد عليه حيث شاركت بعض قياداتها في اعتصام القصر الرئاسي، وقبلت ان تكون جزء من قرارات 25 أكتوبر الماضي وارتضى قادتها بالمناصب التي فصلتها من قواعدها وصارت لا تلتفت للأحتجاجات الشعبية والاعتقالات التي وقعت بحق السياسيين لكن في نفس الوقت هي الخيار المقبول لحلحلة انسداد الأفق السياسي بين المكون المدني والمكون العسكري بالرغم من انقسام الشارع، وتشظي قوى إعلان الحرية والتغيير والميثاق الوطني.
ويمضي الخبراء ان كل المؤشرات تؤكد ان الجبهة الثورية إذا تقدمت بمبادرة لحل الأزمة ستجد القبول على الصعيدين الإقليمي والدولي والمحلي لأن الجمرة بتحرق الواطيها، وهي أول من تدفع ثمن الانفلات الأمني في إقليم دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق وشرق السودان ومناطق التماس.
ويؤكد الخبراء أن انعقاد الجبهة الثورية مؤتمرها بإقليم النيل الأزرق لتقييم تنفيذ اتفاق جوبا لسلام السودان والتداول حول الخطاب السياسي وانسداد الأفق السياسي والاقتصادي وتفاقم الفوضى والعنف وانعدام الأمن، بمثابة رسالة للأحزاب السياسية المتشاكسة ولجان المقاومة بأن الوقت آخذ في النفاذ ولابد من تصفير العداد، لحل الأزمة بالأيدي بدلاً من الحل بالأسنان.
ويعتقد الخبير في إدارة الأزمات وفض النزاعات دكتور على يحى ان اجتماعات الجبهة الثورية بالدمازين في هذا الوقت بالذات يعكس الرؤية الثاقبة لشركاء العملية السلمية في تحمل المسؤولية التاريخية بان الوطن فوق كل المطالب.
ويرى الخبراء ان بيان الجبهة الثورية السودانية سيرسل عدة رسائل من النيل الأزرق للشعب السوداني بان اللعب بالنار تحت شعار حرية سلام وعدالة يجب أن ينزل علي أرض الواقع وبناء تحالفات سياسية جديدة، وتعديل الوثيقة الدستورية لتواكب التطور على الصعيد الداخلي والخارجي لاستكمال الفترة الانتقالية والترتيب إلى الانتخابات ورسم سياسية خارجية واضحة.
وفي ذات السياق من المنتظر ان يشخص البيان الختامي لمؤتمر الجبهة الثورية رسائل مبطنة قيد الكتمان لترتيب البيت الداخلي للجبهة من جديد ليطمئن أصحاب المصلحة انها لم تكن جزء من المشكلة؟