المنتظر من اجتماعات وزراء المالية العرب بجدة
د/ عادل عبد العزيز الفكي
adilalfaki@hotmail.com
يُعقد في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية يوم الخميس الموافق 7 أبريل 2022، اجتماع الدورة الاعتيادية الثالثة عشر لمجلس وزراء المالية العرب، في إطار الاجتماعات السنوية المشتركة للهيئات المالية العربية. يشارك في أعمال الدورة وزراء المالية في الدول العربية. كما يحضر الاجتماع بصفة مراقب كلٍّ من جامعة الدول العربية، والصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي، والمديرين التنفيذيين العرب في كلٍّ من صندوق النقد الدولي ومجموعة البنك الدولي. تجدر الإشارة إلى أن صندوق النقد العربي يتولى مهام أمانة المجلس منذ إنشائه.
يمثل السودان في الاجتماعات كل من د/ جبريل إبراهيم وزير المالية والاقتصاد الوطني، والسيد يحيى حسين جنقول محافظ بنك السودان المركزي.
يتضمن جدول أعمال الدورة عدداً من المواضيع المهمة، التي تشمل تقريراً من الدكتور عبد الرحمن بن عبد الله الحميدي، المدير العام رئيس مجلس إدارة صندوق النقد العربي. كذلك سيناقش المجلس التطورات الاقتصادية الإقليمية والدولية، والتحديات التي تواجه اقتصادات الدول العربية لدعم مرحلة التعافي من تداعيات جائحة كورونا.
سيتم في هذا السياق مناقشة عدة أوراق عمل ومواضيع، منها: ورقة العمل حول “تحديث دور الدولة لتحفيز النمو المدفوع من القطاع الخاص” المقدّمة من صندوق النقد الدولي، والتقرير حول “تحديات تعثر قطاع الصحة على التحولات الاقتصادية الكلية في المنطقة العربية” المقدّم من مجموعة البنك الدولي، ودراستين من صندوق النقد العربي حول “استراتيجيات التحول الرقمي في أسواق الأوراق المالية الحكومية في الدول العربية” و “رقمنة التحصيل الضريبي في الدول العربية”.
وبلا شك سوف تهيمن الأوضاع الدولية الناجمة عن الحرب الروسية الأوكرانية، وأثرها البالغ على إمدادات الغذاء والطاقة على الاجتماعات. ونتمنى أن تخرج الاجتماعات برؤية عربية موحدة لمواجهة التحديات الكبرى التي تواجه المنطقة، وعلى رأسها أزمة الغذاء المتوقعة خلال الفترة القريبة القادمة.
نتمنى كذلك أن يأخذ السودان زمام المبادرة بإعلان استعداده لتغطية حاجة الدول العربية من المواد الغذائية الرئيسية، وعلى رأسها القمح واللحوم والألبان والزيوت والسكر، فيما لو وجد التمويل المناسب للمشروعات الزراعية القائمة والمخطط لها في السودان.
الدول العربية وصناديقها المختلفة قدمت للسودان – في أوقات سابقة – تمويلات سخية لمشروعاته، أفلح السودان في سداد جانب من هذه التمويلات، غير أن الجزء الأكبر منها ظل دون سداد. فوفقاً لبيانات وحدة الدين الخارجي ببنك السودان المركزي، جملة مديونيات الدول العربية وصناديقها على السودان تبلغ 4599 مليون دولار، سدد السودان منها 936.1 مليون دولار فقط.
في أوقات الحصار الأمريكي القاسي على السودان قامت الدول والصناديق العربية بتمويل إنشاء سد مروي، وتعلية خزان الروصيرص، وإنشاء سدي أعالي نهر عطبرة وستيت، مع الشبكات الكهربائية لكل هذه المنشئات. بما يستوجب شكر السودان لها.
من المتوقع وعلى هامش هذه الاجتماعات أن يوقع محافظ بنك السودان المركزي مع محافظ البنك المركزي السعودي على اتفاق لدعم احتياطيات بنك السودان المركزي بوديعة إضافية ربما تبلغ مليار دولار، سوف تسهم هذه الوديعة – بلا شك – في استقرار سعر الجنيه السوداني أمام العملات الأجنبية الأخرى.
والله الموفق.