اعادة تدوير الازمات

تنظير
أمنه السيدح
اعادة تدوير الازمات
منذ فتره وانا اتابع الراهن السياسي وقد توصلت لأنه عملية إعادة تدوير فقط ليس فيها جديد وان الساسة السودانيين وضعفهم وعدم قدرتهم على إدارة الأزمات بكل أنواعها و و وجودها على الرصيف دائما جعلها تمتهن المعارضة فقط وحتى هذه فشلت فيها.. نعم فشلت الأحزاب السودانية في المعارضة كما فشلت في حكم البلد فالتاريخ يوكد أن كل الانقلابات العسكرية والحكومات الشمولية كانت صنيعة السياسيين وكل انقلاب حدث حزبي – والقوات المسلحة كمنظمة بريئة منه – ويمكن وصفه بأنه مولود شرعي لفشل الأحزاب في ممارسة الديمقراطية التي تتغنى بها وكيف لا إذا كانت هي نفسها لاتمارس الديمقراطية داخل اجسامها لتنقل ذلك المرض للخارج حينما تصل للحكم فالاقصاء هو السمه المميزة للديمغراطية المفترى عليها .
ودونكم ما حدث طوال حكم الإنقاذ كمية من التحالفات والتجمعات والكيانات ظلت تعارض الإنقاذ بقوه وشراسه ولكنها تتكسر وتتلاشا بسبب الخلافات بداخلها .. صدقوني إذا قلت لكم أنني لم أجد أيا ممن عارضو الإنقاذ طوال ثلاثون عاما في الحكومة الانتقاليةاو حتى في حاضنتها الا القليل منهم وهم أقل من أصابع اليد الواحده بكثير رغم انهم اكتسبو خبره كبيره بالمعارضة والحكم لانهم مارسو الحكم والمعارضة سرا وعلانيه حتى وإن أنكرت الآلة الإعلامية ذلك.
واذا نظرنا لتاريخ الربيع العربي الحديث نحد أن الدول التي تمتلك جيوش قوية وأحزاب سياسية متوازن استطاعت أن تعبر بدولها لبر الأمان وان كل من حاق بها الخراب والدمار وتحولت لميدان للمعارك وحروب التحالفات وتصفية صراعاتها العسكرية كانت تمتلك جيوش ضعيفه وأحزاب أضعف أو معدومه واظن أن قوة القوات المسلحة السودانية وخبرتها استطاعت أن تعبر بالسودان لبر الأمان بالرغم مما يحدث الآن وظني أن هذا لم يعجب الكثيرين لأن أصحاب الأجندات يريدون ليبيا أخرى فطفقوا يعادون المؤسسة العسكرية ويكيلون لقادتها السباب ويدعون انهم لايقصدونا بل يقصدون قادتها الحاليين ناسيين أو متجاهلين التراتيبية التي تعمل بها أمثال تلك المؤسسات وبقصد أو بدون قصد انجرف الكثيرين خلف تلك الشعارات رغم أن ثقة الشعب في القوات المسلحة مطلقه حتى أنهم لجأو إليها في اعتصامهم لإسقاط الإنقاذ وقد وفت بقسمها وانصفتهم وانحازت إليهم وساعدتهم في وضع حد لحكم تتطاولت اعوامه وكان صعب وخطر على الجميع إسقاطه كان عليهم الاعتراف بذلك ورفع القبعات لها خاصه إذا كانو الأمنية لحكومة الإنقاذ لكنهم فضلو الانحياز للشعب وبرو كما قلت بقسمهم ولم يفعلو كما فعل البعض و رفعو أيديهم عن خدمة الشعب في مدرسة اوجامعة أو مستشفى والغريب انها ترفع من ألمؤسسات الحكومية التي يتلقى الشعب أو المواطن المغلوب على أمره فيها الخدمات لتواصل عملها في القطاع الخاص حيث يتواجد الاغنياء وأبنائهم.. ضف إلى ذلك التروس والمتاريس في الشوارع العامه والتي تازى المواطن من إغلاقها لأن الحكام المقصودين بالفعل لا يمرون بها وفي هذه الأثناء تمارس الحكومة الانتقالية حجوة( ام ضبيبنة) وتدور في ساقية من يحكم السودان وليس كيف يحكم لأن المعلوم بالضروره أن الفترات الانتقالية محددة المهام ومعروفة الخطى ولا أظن أن ما يحدث الآن وقبل وما سيأتي بعد له علاقه بما يسمى بالفتره الانتقالية لأن من يديرونها الان ومن كانو من قبلهم بل حتى من يعارضونها الان يتعاملون معها على أنها حكومة مثلها مثل الحكومات السابقه لها ما لها وعليها ما عليها ناسين ومتانسين أن هذه الفتره انتقالية أن من يديرونها الان سيغادروها ولكن بعد أن يجلس كل في مكانه- الأحزاب للبناء التقاعدي والجيش للسكناته- ولكن ما يحدث الآن لايمكن وصفه الا بساقية جحا.
سادتي ما يحدث الآن في بلادنا سيحول تسميتها لبلد المليون مبادرة وأعتقد ان كثرة المبادرات يعتبر دليل دامغ على وجود عله كبيره ولا يشير للتعافي ابدا فكل من يقدم مبادره يتمترس عندها ويعتز بها ولايقدم هو التنازلات ويدعو الآخرين للتنازل.. كما أن حالة الإقصاء والاستقطاب السياسي قد وصلت زروتها ومن ليس معي فهو ضدي . وفي ظل كل ذلك تظهر حالة الخوف و كل الخوف من التدخلات الاجنبية الصارخة وسقوط الاقنعه كما حدث في أوكرانيا واظنكم قلتم لماذا لم امثل بدول الربيع العربي وقلت اوكرانيا لأن السودان يشبهها في الموارد والثروات فقط هي صاحبة الثروات المستخرج والتي يتنازع عليها العالم والسودان يعتبر مخزون العالم الاستراتيجي ومن يسيطر عليه سيملك العالم في مقبل السنوات والغريب أن كل السوداني ن يعلمون ان بهذه الأطماع الخارجية فقد اصبحت معلنه وصارخه الشي الذي يحتم على الجميع معرفة الأرض المتحركة التي يقفون عليها وان ذلك يجبرهم على التراضي والتوافق والتنازلات وعدم التمترس خلف الأشياء التي تزيد المواقف صعوبه.

لكل ذلك نقول ان التراضي الوطني القادم يجب أن يستصحب معه كل المشاكل وان يحدد كيف يحكم السودان اولا بدلا من وضع الدستور وتغيير المناهج والتطبيع والتشريع وغيرها من القضايا التي تحسمها البرلمانات والحكومات المنتخبة واخيرا يجب على الجميع رفع المنشار من العقده و ليتركو المركب تعدي وعندها سيصل السودان لبر الأمان.

          
قد يعجبك ايضا
تعليقات
Loading...