بخيمة الصحفيين قضايا التعليم العالي بين مداخل الأزمة ومخارج الحلول!!
—
استمراراً لفعالياتها اليومية وتناول القضايا المختلفة، ناقشت خيمة الصحفيين التي تنظمها (طيبة للإعلام) أمس الأول السبت 23 أبريل 2022م الموافق 22 رمضان 1443هـ، موضوع (قضايا التعليم العالي.. مداخل الأزمة ومخارج الحلول)، بمقر الفعاليات بمعهد جوتة الألماني، وسط حضور أثرى النقاش مع المتحدثين د. خالد محمد الحسن الأستاذ بالجمعة الأهلية، د. أمجد عثمان الأستاذ بجامعة الخرطوم، المهندس هشام بشير رئيس قسم الحاسوب بالجامعة الأردنية سابقاً، بمشاركة الفنان عاطف عبدالحي، ومن بين موضوعات التعليم التي ترمي بأثرها البالغ على الطلاب تعطيل الدراسة بالجامعات السودانية لمدة ٢٨ شهراً خلال الفترة الماضية.
سستم وبحوث
ابتدر الحديث د. خالد محمد الحسن نافياً توقف الجامعات بسبب مطالب أو أجندة سياسية، مبيناً أن التوقف تم بسبب انقلاب البرهان على السلطة المدنية الانتقالية في ٢٥ أكتوبر، وذهب في ذات الاتجاه د. أمجد عثمان، موضحاً أن التوقف كان مطلبياً ومن بينه الهيكل الوظيفي والراتبي، وألقى أمجد اللوم على عدم تطبيق الهيكل الذي أجيز لأربع فئات بينهم أساتذة الجامعات والفئات التشريعية والقضاء والنيابة العامة.
والدكتور أمجد أشار إلى أن سستم التعليم العالي في السودان يحتاج لإعادة نظر في جوانب كثيرة غير أجور الأستاذ الجامعي تتمثل في عدم الاستفادة من مصادر الدخل الأخرى من بينها البحوث العلمية.
تسرُّب الأساتذة
فيما أكد المهندس هشام بشير عن وجود إفراط في تسييس الجامعات، بينما ذهب أمجد عثمان إلى أن مسببات التوقف لم تكن سياسية، ومن بين مسبباتها فترة جائحة كورونا التي أدت لتوقف الجامعات ولم تكن ظروفها طبيعية، إلى جانب مجريات الثورة بعد ٦ أبريل التي أدت لتوقف الدراسة بجامعة الخرطوم لوجودها في محيط الاعتصام.
في جانب حالات تسرب أساتذة الجامعات والاستقالات التي شهدتها الجامعات السودانية بين المتحدثين أن الاستقالات لم تكن من الجامعة، بل من المناصب وهي خطوة أخلاقية نهجها الأساتذة والعمداء وهيئات التدريس بعد قرارات البرهان التي أعادت عناصر الإنقاذ بتعيينات لرموز النظام السابق، أما في التسرب وهجرة الأستاذة فأشاروا الى أنه نسبي ومتعارف عليه من خلال الانتداب بين الجامعات العالمية في الخليج وغيرها، ويعيب د. أمجد السستم والنهج المتبع لدى دول الخليج الذي لا يمكن الأستاذ من تطوير نفسه محدداً بقوله: الأستاذ البيمشي السعودية أو دول الخليج لأجل كسب المال وليس للتطور الذاتي، كاشفاً عن إحصائية بينت سفر ١٢٥ أستاذ جامعي خلال الفترة الماضية من بين ٢٠٠ أستاذ من كلية واحدة في جامعة الخرطوم، كاشفاً عن وجود شح في جانب الإقبال على وظائف التدريس بالجامعة معزياً ذلك إلى راتب مساعد التدريس الذي لم يتجاوز مبلغ ١٢ ألف جنيه، مبيناً أن راتب مدير الجامعة لا يتعدى راتب الـ٧٥ ألف.
إهمال حكومي
يرى هشام بشير أن الأستاذ الجامعي السوداني مرغوب فيه والأمر يستدعي التفكير في استجلاب الطلاب الوافدين للجامعات السودانية بدلاً من إيفاد واستقطاب الجامعات الخارجية لأساتذة الجامعات السودانية، مبيناً أن الجامعات الخارجية فيها الالتزام بالإحساس بالمسؤولية تجاه الرسالة التعليمية، ويشخص د. أمجد أزمة التعليم بأنها نتاج واضح لإهمال كل الحكومات أمر التعليم، مبيناً أن للتعليم حقوق وواجبات يجب أن تلتزم بها الدولة، المهندس هشام بشير قال إن المناشط اللاصفية يجب أن تكون دون الإضرار بالتعليم، داعياً الجامعات السودانية إلى التفكير داخل الصندوق بدلاً عن خارجه ومن بين ذلك التفكير في الاستفادة من البحث العلمي الذي وصفه بالكنز المهمل، موجهاً إلى الاستفادة من التفاهمات بين الجامعات السودانية والخارجية مستدلاً بجامعة غرب كردفان.
سُكوت وصوم عن المواقف
وقال الأستاذ بشرى الصائم: خلال مداخلته إن أول إضراب للطلاب تم في عام ١٩٣٠م، وبين أن الجامعات واحدة من المؤسسات التي أسهمت في استقلال السودان، وكذلك تعليم السودانيين السياسة، كاشفاً بقوله: خلال فترة نميري تم تجاوز تعيين مدراء الجامعات من قبل مجلس الأساتذة وتعيينهم بقرار مباشر من الدولة وهو توجه سياسي.
أما د. أمجد، فشدد على أن توقف الدرسة أو تعطيلها لأسباب منطقية ولا مجال لربطها بالسياسة، وحول دور نقابات أساتذة الجامعات في القضايا والظروف التي تمر بها البلاد هو دور يبرز موقفها دون السكون والصوم عن مجريات الراهن السياسي وغيره، وأدار منصة تقديم الأمسية بحنكة واقتدار الصحفي علي فارساب.