مستوردون سودانيون يحذرون من ندرة السلع
حذر مستوردون في السودان من ندرة في بعض السلع خلال الفترة المقبلة، ووصفوا حركة الاستيراد الحالية بشبه المتوقفة، وقالوا إن معظم عمليات الاستيراد القائمة تعود إلى تعاقدات سابقة. ويشكو المواطنون من تصاعد أزمة شح السلع الأساسية من المحروقات والقمح خاصة، بسبب عدم استيراد الكميات اللازمة بموازاة تراجع سيولة النقد الأجنبي.
وأصدر بنك السودان المركزي إجراءات وضوابط جديدة للاستيراد، سمح بموجبها باستخدام كافة طرق الدفع عدا الدفع المقدم واستثنى استيراد الأدوية والمستلزمات الطبية والمواد الخام للصناعة ومواد التعبئة للأدوية إلى جانب السلع التي تتضمن عقودها شرط سداد جزء مقدم بالدفع المختلط.
وأبلغ عدد من المستوردين “العربي الجديد” توقفهم نهائياً عن الاستيراد بسبب تقلب أسعار الصرف خاصة. في المقابل لا يزال بعض التجار يشكون من تحديات استيراد السلع بسبب الإغلاق الذي تم بالشرق خلال الفترة الماضية وفقدان ثقة الشركات العالمية لتخوفها من عودة إغلاق ميناء بورتسودان مجدداً وارتفاع تكاليف الترحيل.
وقال المستورد وعضو الغرفة القومية للمستوردين الأسبق قاسم الصديق لـ “العربي الجديد” إن سعر الصرف هو السبب الأساس في الركود العام وتراجع القوة الشرائية، كما أن الزيادات المتصاعدة بسعر صرف العملات الأجنبية أمام الجنيه كانت وراء الخسائر الكبيرة للمستوردين. وأكد الصديق أن تصاعد أسعار الصرف يربك حركة البيع في الأسواق، خاصة أنه بالتزامن مع الغلاء والتضخم يبقى دخل المواطنين ثابتاً فيضطر المستهلك إلى شراء الحاجات الأساسية فقط وفق قائمة أولويات.
ولفت إلى أن ذلك يفضي إلى بقاء بعض السلع حبيسة مستودعات المستوردين متأثرة بحالة ركود عارمة، بينما يضطر المستهلك إلى خفض كمية الشراء حتى للسلع الضرورية. ولفت إلى أن الانخفاض المفاجئ لسعر الدولار أيضاً يربك عمليات توزيع السلع، حيث تكون البضائع المستوردة بأسعار دولار عالية فيمتنع التاجر عن بيعها، ومع استمرار هذه الحالة تشهد الأسواق نوعاً من الركود غير التضخمي.
وأشار إلى أن كثرة أعطال الميناء تؤدي إلى طول فترة التخليص ودخول المستورد في خسائر بسبب الغرامات التي تُفرض عليه من وكلاء البواخر وهيئة الموانئ البحرية، بالإضافة إلى أنه في كثير من الأحيان تلجأ البواخر للتخلص من الحاويات المتجهة إلى ميناء بورتسودان بإنزالها في ميناء جدة، وتنتظر تلك الحاويات دورها في رحلتها الجديدة إلى بورتسودان بعد أن تتعرض الشحنات للتلف، خاصة المواد الغذائية.