كتاب “بالسيارة إلى السودان” من تأليف الأمير المجري لاسلو ألماشي
عصام السيد:
يتناول كتاب “بالسيارة إلى السودان” الرحلة المثيرة التي قام بها الكونت لاسلو ألماشي ورفيقه الأمير أنطال أسترهازي إلى السودان عام 1926 والتي قاما بها بواسطة السيارة، وهي أول رحلة سفر بالسيارة بين بلدين. كما يتطرق المؤلف إلى مغامراته في الصيد في أدغال السودان وبراريها ويتناولها بالتفصيل الدقيق. ولقد كان الدافع في كل ذلك هو عشقه وولعه بالسيارات وكذلك بصيد الحيوانات البرية، فضلا عن رغبته في التعمق في أدغال أفريقيا المجهولة.
يعكس الكتاب كذلك نظرة الأوروبيين العنصرية لسكان السودان المحليين من العرب والزنوج آنذاك، والتي رفضها الكاتب بشدة في أكثر من موقف في هذا الكتاب. وأثنى في مقابل ذلك على السودانيين الذين لم يكونوا فقط حريصين على سلامته خلال رحلته المحفوفة بالمخاطر في الأدغال الأفريقية، بل كانوا يغرضون أنفسهم للخطر حتى يكون الأمير المجري في مأمن، وهذا إنما يعبر عن كرم الضيافة والأخلاق الحميدة التي يتمتع بها أبناء عروبتنا على مر العصور.
لا يخلو الكتاب من جو المرح والفكاهة أيضا، ففي أحلك المواقف وأشد النوازل يمر المرء بمواقف قد تنسيه همه وتسليه، ولو لبرهة من الزمن، وتلهمه فكرة قد تكون سببا في حل مشكلته. ولا شك أن هذا مكفول في هذا الكتاب، خاصة إذا كان بطله أوروبي ويقوم بمغامرته على أرض عربية، مصر والسودان، ويتعامل طوال هذه المغامرة مع مصريين وسودانيين، فاختلاف الثقافات هنا يضمن حدوث مفارقات مضحكة وطرائف عديدة.
الكتاب من تأليف الأمير المجري والرحالة ورائد الطيران الشراعي والمستكشف والجغرافي الشهير لاسلو ألماشي الذي كان يعشق مصر وكان له علاقات وطيدة بالملك في ذلك الوقت حتى قيل إن مطار “ألماظة” في مصر قد سُمي باسمه ولكن تم تحريف الاسم من “ألماشي” إلى “ألماظة”
تصدر الترجمة العربية الأولى للكتاب من المجرية، عن الدار المصرية للترجمة والطباعة والنشر بالقاهرة، بترجمة الدكتور عبد الله عبد العاطي عن النجار.