لجان المقاومة والآلية الثلاثية.. بين التسوية واللاءات الثلاث!!
تباينت آراء لجان المقاومة حول قبول الدعوة التي وجهتها الآلية الثلاثية، المكونة من الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي ومنظمة «إيقاد»، التي تسعى لحل أزمة الحكم في البلاد، واستجابت ـ أمس الأحد لجان “بحري وتجمع أحياء الحاج يوسف وشرق النيل جنوب وجنوب الحزام” لدعوة الآلية الثلاثية لحل الأزمة السياسية في السودان وسجلت حضوراً في الاجتماع الذي عقد أمس ضمن لقاءاتها التي ابتدرتها الخميس مع القوى السياسية.
وأثارت الخطوة جدلاً كثيفاً بين التنسيقيات المنظمة للعمل على مستوى لجان العاصمة علاوة على أنها تمثل تضارباً في الموقف المعلن للجان المقاومة، حيث رفضت تنسيقيات لجان الخرطوم شرق وأم درمان الاجتماع، بينماوفقت لجان أخرى.
—–
فلاش باك
كان موقف لجان المقاومة السودانية الواضح هو رفض أي تفاوض أو حوار مباشر أو غير مباشر مع القادة العسكريين، مطالين بإنهاء توليهم للسلطة وعودة الجيش إلى الثكنات وتسليم السلطة للمدنيين.
وما زالت لجان المقاومة ترفع شعار (لا تفاوض، لا شراكة ولا شرعية) مع النظام العسكري الحاكم في البلاد، ودشنت لجان المقاومة في ولاية الخرطوم الأسبوع الماضي ما أسمته “ميثاق تأسيس سلطة الشعب” الذي يشدد على إنهاء الانقلابات العسكرية في البلاد، وإبعاد الجيش عن العمل السياسي، وتصعيد المقاومة السلمية، عبر التظاهرات والعصيان المدني لـ(إسقاط العسكريين) من السلطة، ومحاسبة المشاركين في الانتهاكات ضد المتظاهرين، كما جاء في الميثاق إلغاء الوثيقة الدستورية السابقة، ووضع ترتيبات دستورية جديدة مثل إعلان دستوري مؤقت، يستند إلى الميثاق الذي أعلن عنه، ليُطرح تساؤلاً جديداً على الساحة، فحواه: “هل يخدم قبول لجان للدعوة مسار عودة المسار الديموقراطي عبر التوافق؟”.
رفض الدعوة
وفي وقت سابق من مطلع الأسبوع قالت لجان المقاومة في الخرطوم إنها تدرس دعوة وصلتها من الآلية الثلاثية لحل الأزمة السياسية في السودان لاجتماع عقد أمس الأحد ضمن لقاءاتها التي ابتدرتها الخميس مع القوى السياسية، بينما حددت تنسیقیات لـجـان مقاومة المربعات والبنك العقاري وأم درمان والخرطوم شرق وشمال موقفها من دعوة الآلية الثلاثية للحوار المكونة من الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي ومنظمة الإيقاد وأعلنت عن رفضها للحوار وجــددت تمسكها بــالــلاءات الـثـلاث “لا تــفــاوض، لا شراكة، لا شرعیة”، كما أعلنت تنسیقیة لجان مقاومة الخرطوم شمال رفضھا للحوار أو الجلوس مع المكون العسكري واعتبرت أن الآلیة الثلاثیة تسعى لشرعنة الانقلاب وقالت: (نحن طالبنا بالتسلیم الفوري للحكم المدني الدیمقراطي وإبعاد المكون العسكري مــن المشھد الـسـیـاسـي والــعــودة للثكنات، والعدالة الانتقالیة)، وأكدت التنسيقية استمرار الحراك الثوري لمناھضة الانقلاب.
قبول الدعوة لا يعني التفاوض
وبحسب مصادر مطلعة تحدثت لـ(اليوم التالي) فإن تجمع أحياء الحاج يوسف وشرق النيل جنوب وبحري وجنوب الحزام استجابت لدعوة الآلية الثلاثية لحل الأزمة السياسية في السودان وسجلت حضوراً في لاجتماع الذي عقد أمس الأحد ضمن لقاءاتها التي ابتدرتها الخميس مع القوى السياسية.
وناقش لاجتماع المشترك تطورات الأوضاع السياسية وآراء وتوجهات اللجان حول تطورات العملية السياسية، كما جاوبت الآلية على تساؤلات أعضاء اللجان.
وبحسب عضو الجان المقاومة بحري محمد جاد السيد فإن قبول الدعوة مبدئياً لمعرفة ماذا يجري ومن يحضر إلى الاجتماع على حد قوله، مضيفاً في حديثه لـ(اليوم التالي) أن لجان المقاومة بحري لديها نقاط واضحة من انقلاب أكتوبر ويجب توضيحها وأن قبول الدعوة لا يعني التفاوض مع العسكر. وجدد حسن عدم موقفهم برفض التفاوض مع الانقلابيين، وقال: “بعد إعلان ميثاق سلطة الشعب أصبح لدى لجان المقاومة سند سياسي قوي وحجة ويجب توصليها لكل العالم”. مؤكداً أن الفعل السياسي مستمر متمثل في ميثاق تأسيسي لسلطة الشعب وتغيير طرق المقاومة في الميدانية، وأضاف: ستشهد الفترة طرق مقاومة أخرى.
انقسام لجان المقاومة
واعتبر المحلل السياسي الرشيد أبو شامة أن قبول جزء من للجان المقاومة، ورفض آخرين يضعف من اللجان المقاومة، وتحسب خطوة جيدة في صلاح فولكر بيرتس، مشيراً في تصريح لـ(اليوم التالي) أن فولكر يحتاج إلى 60% من القوى السياسية لتشكيل الحكومة، واستطرد أبوشامة بالقول: “بعد التشكيل سترفع أمريكا العقوبات عن السودان وهذا سيضعف من المقاومة المستمرة في الشارع”، للانفراج الاقتصادي الذي يمكن أن يلمسة المواطن علاوة على الاستقرار السياسي والأمني بشكل كبير، وأشار إلى أن ذلك سيخدم التسوية الذي يسعى لها فولكر لحل الأزمة السياسية في البلاد.