(آفريكا كونفيدنشيال): البرهان أعاد الإسلاميين.. تقرير بريطاني يكشف أسباب إقالة مديرة جامعة الخرطوم السابقة
كشف تقرير رئيس في نشرة آفريكا كونفيدنشيال البريطانية أن السلطة الحاكمة في السودان ووصفها بـ(المجلس العسكري) عادت إلى الاستعانة بالإسلاميين من جميع الأطياف لمساندة نظامهم.
وقال التقرير: “إن الإسلاميين وليس فقط أعضاء حزب المؤتمر الوطني الحاكم سابقاً، قد بدأوا يستعيدون امتيازاتهم، بل عادوا ليشغلوا مناصب حكومية مهمة”
وأوضح التقرير أن رئيس المجلس السيادي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان حاول بعد انقلاب ٢٥ أكتوبر تجريب خيارات مختلفة أشار إلى أنها فشلت جميعها رغم أنه حاول تعيين رئيس وزراء مدني، لكنه لم يتمكن من الحصول على إجماع بين مناصريه.
وأضاف: “قد حاول أيضاً دون نجاح بناء حزب سياسي مدني يمكن أن يكون قاعدة سياسية له”.
ونوه إلى أن البرهان أنفق وقتاً ومالاً للتواصل مع الحزب الاتحادي الديمقراطي وحاول بعد ذلك مع الفصائل المنشقة عنه، لكنه فشل في الوصول إلى اتفاق رغماً عن الدعم الذي قدمته مصر.
تعاون بين البرهان ود. فدوى
وكشف التقرير عن تعاون في مرحلة ما بين البرهان ومديرة جامعة الخرطوم السابقة د. فدوى عبد الرحمن علي طه، وقال إن البرهان كان مؤيداً لجهود مديرة جامعة الخرطوم فدوى عبد الرحمن علي طه وبعض زملائها لبناء جبهة من لجان المقاومة خالية من الشيوعيين وغيرهم ممن وصفهم التقرير بالمتطرفين، وأضاف: “لكن هؤلاء فشلوا في تنظيم تظاهرة تأييد عملوا عليها لعدة أشهر ثم تركوا الأمر”، وأشار إلى أنه بعد أسبوعين تم عزل مجلس إدارة جامعة الخرطوم بأكمله، وعين البرهان مجلساً جديداً دون أي تشاور مع موظفي الجامعة، ما تسبب في إثارة ضجة.
عودة الإسلاميين
ونوه التقرير إلى أن خيار البرهان بعد تردد أعطى مساحة أكبر لإسلاميي حزب المؤتمر الوطني، وأشار إلى القرار الذي اتخذ في أوائل أبريل بالإفراج عن مجموعة من الشخصيات الإسلامية الرفيعة بمن فيهم إبراهيم غندور، وزير خارجية البشير السابق وأحد زعماء حزب المؤتمر الوطني، ونبه التقرير إلى أن النيابة العامة أسقطت جميع التهم الموجهة إلى غندور وإلى إسلاميين آخرين ما اعتبره دليل على سيطرة رفاقهم الإسلاميين على مكتب النائب العام خليفة أحمد خليفة والمدعي العام عبد العزيز فتح الرحمن، اللذان تم تعيينهما في أواخر نوفمبر الماضي.
جولة محبطة
وأشار التقرير إلى أنه في منتصف مارس الماضي ابتدر البرهان جولة إقليمية وصفها بالمحبطة وقال إنه عاد غاضباً ومحبطاً بعد أن كان يتوقع أن تقوم الإمارات العربية المتحدة بتوفير الدعم له، وأضاف: “لكنه لم يحصل على شيء يذكر سوى شكاوى متعددة حول قيامه بالإفراج عن بعض الإسلاميين الذين كانوا رهن الاحتجاز، وتعيين آخرين في مناصب رفيعة”، وكشف التقرير أن البرهان وجد في القاهرة بعض المساندة من نظيره الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي أبلغه بأن مصر ليست لديها مشكلة في تعيين موظفين أكفاء في أجهزة الدولة حتى ولو كانوا إسلاميين ما دام واضحاً أن الجيش هو الذي يسيطر على الأوضاع.
وجود كرتي بالخرطوم
ونوه التقرير إلى تعيين بعض الإسلاميين المتشددين قبل ٢٥ أكتوبر، وقال: “على سبيل المثال يشغل المقدم مدثر عثمان منصب مدير مكتب البرهان في مقر قيادة الجيش منذ نهاية عام ٢٠١٩م وفي السابق كان في ذات الوظيفة مع وزير الدفاع ونائب الرئيس الفريق أول عوض أبنعوف”، وأضاف: “لعل ترقية مدثر الأخيرة جاءت لكونه صهر ــــ زوج ابنة ـــ علي أحمد كرتي”، وأشار التقرير إلى أنه يعتقد عند الكثيرين أن علي كرتي لا يزال في الخرطوم، وليس في إسطنبول مثل معظم القياديين الإسلاميين، وأضاف: “لعله كان من الممكن اعتقاله بسهولة، لولا صلاته الوثيقة جداً بالقوى الأمنية”.
حظوظ جبريل
وتحدث التقرير عن تضاؤل حظوظ زعيم حركة العدل والمساواة ووزير المالية، جبريل إبراهيم الذي كان ينظر إليه حتى أبريل على أنه شخصية قادرة على استقطاب جميع الإسلاميين، نظراً لنفوذه القوي في مجلس الوزراء حتى كاد يتم تعيينه رئيساً للوزراء في وقت كان يعد لبناء حزب إسلامي وطني جديد، لكن هذا الوضع لم يدم طويلاً لجهة أن المانحين الغربين، أو دول الخليج المحافظة أو حتى روسيا لم يقدموا أي دعم مالي بعد ٢٥ أكتوبر.