الجامعات تستأنف الدراسة في ظروف معقدة

استأنفت بعض الجامعات الحكومية في السودان الدراسة بعد فترات توقف متتالية، استمرت أحيانا لأكثر من 6 أشهر خلال الأعوام الثلاثة الماضية، وذلك بسبب الأوضاع السياسية والأمنية والاقتصادية المعقدة التي تعيشها البلاد.

ومن أبرز التحديات التي تواجهها الجامعات السودانية حاليا تراكم الدفعات التي وصلت إلى 3 في بعضها، إضافة إلى الارتفاع الكبير في تكاليف الدراسة والإعاشة والنقل.

وقالت جامعة الخرطوم، أكبر وأقدم جامعة في البلاد، في رسالة ترحيبية بطلابها، إن العملية التعليمية تواجه عثرات أبرزها تراكم الدفعات، بسبب تقلب الأحوال الصحية والسياسية.

وأشارت الجامعة التي عرفت سابقا بـ”كلية غردون التذكارية”، إلى أن الواقع المعقد يتطلب تضافر الجهود والمساهمة في وضع الحلول اللازمة لتحقيق الاستقرار الأكاديمي.

لكن في المقابل، شكك طلاب وأساتذة في إمكانية حدوث استقرار كامل للعام الدراسي، في ظل الأوضاع الحالية واستمرار الاحتجاجات في الشارع، التي يشارك فيها عدد كبير من طلاب الجامعات.

ويواجه الطلاب أيضا مشكلة ارتفاع تكاليف الإعاشة والنقل التي تضاعفت أكثر من 500 بالمئة بسبب ارتفاع أسعار المحروقات وانخفاض قيمة الجنيه.

ووفقا للطالبة انتصار التي تدرس في السنة النهائية بإحدى الجامعات في الخرطوم، وتعيش أسرتها في مدينة تبعد عن العاصمة نحو 600 كيلومترا، فإن احتياجاتها المالية للسكن والإعاشة ارتفعت بأكثر من 600 بالمئة مقارنة بالعام الماضي، مما يشكل ضغطا كبيرا على أسرتها.

وقالت انتصار لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن العديد من الطلاب، وخصوصا القادمون من خارج العاصمة، سيواجهون صعوبات كبيرة في التأقلم مع تكلفة الدراسة والإعاشة المرتفعة بشكل غير مسبوق.

وتلخص مديرة مركز الدراسات الدبلوماسية بجامعة الخرطوم تماضر الطيب، التعقيدات والتحديات التي تواجه الجامعات في عدد من الجوانب، أبرزها العامل الاقتصادي وانقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة.كما يبرز الوضع الأمني والسياسي كواحد من المهددات المحتملة.

وتقول الطيب لموقع “سكاي نيوز عربية” إن “الأمر بات مختلفا كثيرا حيث لا تتوفر الكثير من المتطلبات المهمة، وعلى رأسها السكن الذي أصبح مكلفا جدا بالنسبة للطالب”.

وترى أنه “رغم الصعوبات العديدة هنالك حرص من الأساتذة والطلاب على استمرار الدراسة، لكن الأمر يتوقف على توفير البيئة المناسبة التي تشجع على استمرارية الجامعات”.

وفي السياق ذاته، تشير الأستاذة في كلية الإعلام جامعة غرب كردفان هانم آدم، إلى تحد آخر هو “التراكم الكبير في الدفعات في العديد من الكليات والجامعات”.

وتقول لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن “المسالة تبدو معقدة للغاية، فحتى إذا استمرت الدراسة في الجامعات فإن الاحتجاجات والاضطرابات الأمنية المستمرة ستحد من قدرة الأساتذة والطلاب على الوصول إلى جامعاتهم”.

          
قد يعجبك ايضا
تعليقات
Loading...