خالد الإعيسر يكتب.. الحل في الحوار السوداني – السوداني

وصلتني صورة لكوادر أحد الأحزاب وهم في لحظة صفاء يحتسون فناجين من القهوة مع دبلوماسي أجنبي أمام أحد المراكز الشهيرة والمهمة في الخرطوم، وكانوا منهمكين في حوار عميق، وقيل أن الصورة التقطت تزامناً مع مواكب أمس، “ولأكون موضوعياً يجب القول أنني لا أدري حقيقة هذه الصورة”، لكن خلال تواجدي في الخرطوم رأيت مشاهد مماثلة رأي العين.
المشهد السياسي السوداني الحالي بتعقيداته الأمنية والاقتصادية والسياسية، وتقاطع المصالح الإقليمية والدولية وتشابكها، أكبر كثيراً من أن يستوعبه طفل عمره 8 أعوام لم يبلغ سن الرشد، ومع ذلك يستدرجه البعض للتظاهر ليحصب القوات الأمنية بالحجارة بأمر من سياسي إنتهازي أو آخر عميل لا يتورع من إحتساء القهوة والشاي “على عينك يا تاجر” مع صناع الأجندات الدولية الراغبين في قطع الطريق أمام التحول الديمقراطي الحقيقي “بفهم الاحتكام لإرادة الأغلبية”، وهؤلاء هم من يكيدون للوطن من بنابر ستات الشاي أو المقاهي الفاخرة في قلب الخرطوم.. أيضا الواقع الحالي لا يمكن أن يستوعبه طفل آخر لم يبلغ سن الرشد يترس في الطرقات أو يحرق الإطارات بأمر ديناصور آخر جالس في بيته مع أولاده وأسرته – أمامه كورة بلح وفول ومشروبات باردة وساخنة – وهو ماسكاً بالريموت كنترول يتجول بين تغطية القنوات المباشرة للمواكب ولا تزعجه رائحة البمبان، ولا دماء الشهداء، ولا الخوف من دمار البلاد بقدر ما يهمه تحقيق رغباته ومصالح حزبه الصغير.
والحال من بعضه مع بعض أفراد القوات الأمنية الذين يستخدمون العنف المفرط في التعامل مع هؤلاء الصغار “المغيبين” ولا يرجف لهم جفن.
مشاكل السودان تحتاج للحوار السوداني- السوداني الذي يجمع العقلاء الراشدين والوطنيين المخلصين قبل أن تنزلق البلاد في دوامة حرب المدن التي تريد إشعالها بعض الدول والمنظمات.
وهذه الحرب لو قدر لها أن تنشب “لا قدر الله” ستكون وبالاً “على الجميع” ولن تستثني أحداً وسوف تقضي على الأخضر واليابس!.

          
قد يعجبك ايضا
تعليقات
Loading...