علاء الدين محمد ابكر يكتب ✍️ *دعوهم وشأنهم فالمنظمات الانسانية ارحم بهم منا
تقرير ( لليونسيف ) صدر عام 2004 ان هناك حوالي (140مليون طفل في العالم ) فقدوا رعاية أحد أو كلا الوالدين, وفي دول العالم الغربي ترغب العديد من الاسر في تبني اطفال من قارات أفريقيا واسيا وامريكا اللاتينية وفي سبيل ذلك تسعي منظمات حقوق الانسان في اعادة توطين اطفال العالم الثالث في اوربا ولكن في العالم الاسلامي والعربي توجد العديد من العقبات و المتاريس التي تقف امام هولاء الصغار في ايجاد مستقبل مشرق لهم يتوفر فيه كامل العناية بدون عقد اجتماعية بمثل ماهو عليه الحال في العالم العربي والاسلامي حيث هناك جهات تقف ضد ذلك المشروع الانساني بحجة ان ذهاب هولاء الاطفال الي الغرب سوف يجعلهم عرضة لاعتناق الدين المسيحي وفي نفس الوقت لا تقدم لهم الحكومات المحلية راعية كافية خاصة في الجانب الاجتماعية بايجاد عوائل بديلة حتي يسهل اندماجهم في المجتمع فالتبني ممنوع في الاسلام لذلك تنعدم الرغبة في قبول هولاء الاطفال ضمن الاسر المسلمة بالتالي يكون الطفل عرضة للضياع وعلي ضوء ذلك يظل فاقد السند يعانون طوال حياتهم من عدم القدرة علي الحصول على وثيقة مواطنة وبالتالي يفقدوا حقهم في العلاج والتعليم وغيرها من الحقوق المدنية التي نص عليها العهد الدولي لحقوق الانسان
ان رفض المتطرفين تواصل المنظمات الدولية بالبلاد مع دور الاطفال فاقدي السند واطفال الشوارع ( الشماسة) لاجل اعادة توطينهم تعد جريمة في حق هولاء الصغار والتاريخ يحكي لنا نجاح بعض الحالات الاستثنائية التي سمحت لها الاقدار من العيش الكريم في دول الغرب فنجد في قصة بخيتة الطوباوية خير مثال لذلك وبخيتة الطوباوية التي ولدت بتقدير العمر فى العام 1869 / و من أسرة فى إحدى مناطق دار فور .. تم إختطافها بواسطة تجار الرقيق وهى دون السابعة .. تم بيعها وإعادة بيعها فى سوق العبيد فى الأبيض والخرطوم عدة مرات وبخيتة ليس إسمها الأصلى الذى ضاع فى أتون الرق ورعب والطفولة وأصبح إسم بخيتة ممنوح لها من أسيادها وفى سن الثانية عشر تم شرائها من القنصل الإيطالى فى السودان بان الاحتلال التركي المصري للسودان وفي هذه الفترة إستقرت حالة الإسترقاق بدون إذلال فى حياة بخيتة حتى تم طرد القنصل ” من السودان فى 1885 وذهب الى وطنه فى جنوة فى إيطاليا و تحت إصرار ضغوط زوجة صديقه تنازل لها عن بخيتة ..
وأصبحت بخيتة تابعة لهذه العائلة فى تجوالها..و عندما وضعت الزوجة طفلتها أصبحت بخيتة مربية لها
عادت العائلة للعمل فى أفريقيا لإدارة فندق جديد .. ألحقت إبنتها بمدرسة كاثوليكية فى فينيسيا “البندقية” بمرافقة بخيتة لرعاتها حيث قضت بخيتة شهور فى المدرسة وتعرفت على الديانة المسيحية بواسطة الراهبات وتعلقت بها وتم تعميدها فى يناير 1890 وأًعطيت إسم جوزفينا
عندما عادت العائلة من أفريقيا وأرادوا إستعادة إبنتهم وبخيت أبدت بخيتة رغبتها بالمكوث مع الراهبات فى المدرسة حيث لم تعارض السيدة فأسلمت صك العبودية للقضاء الإيطالى كعتق لها ..
فى 8 ديسمبر 1896 دخلت سلك الراهبات وعاشت حياة فخيمة فى خدمة الناس ونشر المحبة زهاء الخمسين عامآ .. فقد كانت محبوبة من الجميع وتُعرف بعذوبة صوتها الملائكى ويلتف الأطفال والناس حولها وهى تترنم بصوتها الجميل بنغمات سودانية متعلقة فى ذاكرتها .. وإشتهرت بإسم الأم السوداء توفيت القديسة بخيتة فى 8 فبراير 1947م، بدون شك لقد كانت الام بخيتة محفوظة وهي تجد في كنف تلك الاسرة الايطالية الرعاية والاهتمام ونفس الشي كان يمكن ان يتكرر في العام 2007م مع بعض الاطفال السودانيين، من ضحايا حروب دارفور ولكن تدخل الشرطة التشادية التي اوقف عملية نقلهم الي فرنسا حال دون ذلك وقد جاء في الانباء انذاك قيام عائلات من انحاء فرنسا وبلجيكا بدفع مبالغ كبيرة لنقل الاطفال جوا الى مطار في فارتي التي تبعد 120 كيلومترا شرقي باريس وقال الدبلوماسيون حينها ان منظمات دولية ستتولى رعاية هؤلاء الاطفال بينها اللجنة الدولية للصليب الاحمر وصندوق الامم المتحدة لرعاية الطفولة (اليونيسيف) وينتمي الفرنسيون التسعة إلى منظمة “لارش دي زو” ومعناها بالعربية (قوس الغابة)، وهي منظمة فرنسية غير حكومية أعلنت في وقت سابق من العام الجاري اعتزامها جلب أطفال أيتام من السودان لتبنيهم من قبل عائلات فرنسية، غير أنها لم توضح حينها طريقة إحضارهم إلى فرنسا
وبالمقابل فشلت العملية وضاع مستقبل الاطفال الذين هم اليوم في طور الشباب كان بالامكان ان يتمتعوا بالعيش الكريم والتعليم الجيد في حال قدر لهم السفر إلى فرنسا وكما قلت ان هناك جهات تقف ضد مثل تلك الحالات الانسانية خوفا من تنصير هولا الاطفال من فاقدي السند و ضحايا الحروب وابناء الشمس الحارقة في المدن السودانية( الشماسة)
وفي نفس الوقت يزعم هولاء المتطرفيين علي ان الايمان بالاديان مكتوب علي اللوح المحفوظ لكل انسان فيه تسجل كل لحظات حياته منذ لحطة. الميلاد و نوعية الدين المفروض ان يعتنقه الانسان ومتي يتزوج
اذا لماذا يخشي المتطرفيين من شي قد لا يحدث في حال سفر هولاء الاطفال او قد يحدث في حال مكوثهم هنا بالبلاد
ان السودان صار بلد طارد والعيش فيه ضرب من ضروب المستحيل ولا يوجد حتي بريق امل في غدا افضل لينصلح فيه الحال
اذا الحل هو في تسهيل امر الهجرة لجميع المواطنين كبار وصغار بما فيهم الاطفال فاقدي السند والشماسة فربما تكون في الهجرة خير لهم
اذا دعوهم وشأنهم فالمنظمات الانسانية ارحم بهم منا