مدمنو مخدرات يحكون تجاربهم
امراة مدمنة في العقد الثاني من العمر وست سيدات خرجن بعد تلقي العلاج
تحدّث في صمت وخوف شديد الشاب أ.م. قائلاً: إن الإدمان طريق لا أتمنى إلى أحد أن يسلكه، فهو ليس لديه علاج سريع وصعب، وقد يستيقظ المدمن على كارثة ينتهي به الأمر إلى قضاء باقي حياته بين قطبان الحديد، وقال: إن بداية إدمانه المخدِّرات وهي البنقو مع أصحابه بالحي بإحدى الولايات في الليل وعلى شاطئ البحر، وكانوا في رحلة في فصل الخريف، وفي ذلك اليوم قام صديقه بإعطائه واحدة، وقال لي: إنها على حسابه “اتفضل ولَّا ما بتقدر عليه خايف من منو” فقلت له إني لا أخاف من أحد فقمت بأخذه، فطريقته هذه استفزتني ومن ذلك اليوم أصبحت أشتريها بين الحين والآخر وبعد فترة قصيرة أصبحت يومياً وأنا أعمل بإحدى المحلات عاملاً وعندما تنتهي مصاريفي أصبحت اتسلَّف، علم أهل بيتي بإدماني المخدَّرات وفي إحدى الليالي لم أجد من يسلِّفني ولا حتى جنيه وأصبحت منفعلاً.
واكتشفني والدي وجئنا إلى الخرطوم عند عمتي، فأخذني للعلاج بالمركز، والحال أحسن، ولكن ما زلت تحت الرعاية وجلسات العلاج النفسي بين يوم والآخر.
امتلاء الجامعات
وحكى آخر -فضَّل حجب اسمه – أنه ما زال يتلَّقى العلاج بإحدى المراكز العلاجية، فقال إنه قد تعلَّم المخدِّرات مع زملائه بالجامعة، وأن نوع المخدِّر (بدرة وأحياناً بنقو) واستمر على هذا الحال لمدة عشر سنوات، وكانت سنوات مليئة بالتعب والمشاكل حتى مع أقرب الناس إليه، الأمر الذي دعا الوالد أن يبحث عن علاجه وتم إدخالي مركز علاج وجلسات خارجية مع دكتور نفسي بالرغم من توقفي عن التعاطي، إلا أنني بين الحين والآخر أرجع إليه، لأني لا أستطيع تركه خاصة أن أصحابي ما زالوا يتعاطون، وواصل حديثه قائلاً: إن العلاج لا يكتمل عند بعض المدمنين، لأن هناك من يقوم بإدخال المخدِّرات للمرضى، وهذا الأمر يحول بين علاجهم، قائلاً: إن العلاج رغبة شخصية في المقام الأول والأخير، إذ أن الكثير من الأخوان المدنين لايكون لديهم الرغبة، لذلك يسعى بأخذ المخدِّر وحتى في المراكز العلاجية أو أثناء علاجهم.
الي ذلك, قالت الاختصاصية النفسية د.منيرة مصطفى البدوي: إن مصحة مستشفى عبد العال الإدريسي، تعمل على استيعاب المدمنين للمخدِّرات من النساء والرجال، ويعمل وفق ضوابط ولوائح، إذ أنه يتبع للشرطة، موضحة أن نسب دخول النساء أقل بكثير من الرجال، إذ أن المستشفى به -الآن- حالة إدمان امرأة واحدة في العقد الثاني من العمر، بينما خرج من المستشفى بعد تلقي العلاج الكامل خمس سيدات، وبلغ عدد الرجال (126) رجلاً، خلال فترة الثلاثة أشهر الأخيرة، موجودة الآن (17) حالة، و(19 و 90) حالة، خرجت لقضاء إجازة ولم تعد مرة أخرى، لافتة إلى أن عنبر علاج إدمان الرجال عليه رسوم مالية، وأن جميع المدمنين يخضعون لعلاج متكامل طبي ونفسي واجتماعي وبإشراف استشاريين، مرجِّعة الأسباب إلى صداقة السوء وعوامل واضطرابات نفسية، وقالت: إن أنواع المخدِّرات المستخدم لمعظم المدمنين البنقو والحشيش والكحول والبدرة بمختلف أنواعها، وهنالك اشتراك في أنواع مختلفة لنفس المتعاطي، مشيرة إلى أن الإدمان ليس هو إلا مرض عقلي فهو ليس فاقد تربوي، فهو ينتج من إصابة الشخص ببعض الاضطرابات والضغوطات النفسية، وأحياناً ضعف الشخصية، وقد يكون هو نقص في العقل يتجه الشخص إلى استخدام مثل هذه الأنواع لتفادي وتغيير الواقع، ولكن الإدمان له عواقب وخيمة، قد تؤدي إلى ارتكاب الجريمة أو القتل في بعض الحالات، وفي حالات أخرى تؤدي إلى الإصابة بالأمراض النفسية والجنون، الأمر الذي يقود في نهاية المطاف إلى دخول المصحة ومراكز العلاج أو الأمراض العقلية.