العطش” بغرب كردفان.. نهاية مآسٍ وقصص

وزير المالية : استمرار التنمية وتقديم الخدمات لمواطني ولاية غرب كردفان بكافة أشكالها
والي غرب كردفان : إنهاء العمل من الخط الناقل للمياه نهاية لمعاناة المواطنين والقضاء على العطش
مواطنون : المياه ظلت معدومة و نقطع مسافات طويلة للحصول عليها
النهود : الخواض عبد الفضيل
صبيحة الاثنين الماضي بعد أن دقت عقارب الساعة السابعة تحركنا؛ وفد من الزملاء الإعلاميين متجهين إلى منطقة ام البدري التابعة لمحلية الخوي بولاية غرب كردفان؛ لحضور افتتاح الخط الناقل للمياه من أم البدري إلى منطقة “عيال بخيت “، عبر طريق النهود الخوي، ثم فارقنا عبر طريق رملي يتجه إلى الناحية الشمالية الشرقية لمنطقة ام البدري قطعنا خلالها مسافة استغرقت ثلاث ساعات، لافتتاح خط الناقل للمياه الذي يبلغ 70 كيلو متراً مربعاً يمر بحوالي ما يقارب (100 قرية وفريق ) تأتي أهمية الخط الناقل للمياه ام البدري عيال بخيت أنه يمد تلك المناطق بالمياه خاصة وأن هذه المنطقة تعتبر مناطق إنتاج الثروة الحيوانية، حيث ترفد الأسواق بكميات كبيرة من الضان الحمري للتصدير، وأهم مورد للسودان. وكانت هذه المناطق تعاني من العطش منذ السبعينات حيث بها أكثر من 18 ألف نسمة يتوزعون إلى مناطق مختلفة .

مشاهدات الطريق
وفي الطريق رأينا جموعاً من الأهالي يركبون الدواب والبعض الآخر مرتجلاً، وآخرين يركبون عربات مكشوفة لحضور حفل صغير يقام على شرف افتتاح الخط الناقل للمياه من ام البدري إلى “عيال بخيت” بتشريف وزير المالية د. جبريل ابراهيم بعد رحلة طويلة من المعاناة مع الكثبان الرملية وصلنا أم البدري مكان مصدر المياه لافتتاح الخط الناقل، وجدنا الأهالي في احتفال مصغر تداعت له كل أهالي تلك المناطق في انتظار وزير المالية جبريل ابراهيم بعد أن وردت أخبار عن اعتذاره لحضور حفل الافتتاح، وعند الساعة العاشرة صباحاً هبطت مروحيته بأم البدري حيث كان في انتظاره والي غرب كردفان وأعضاء اللجنة الأمنية ورجال الإدارة الأهلية وجموع المواطنين .
انتهاء معاناة
ويستقبل بالزغاريد والهتاف ونحر الإبل، واتجه نحو غرفة التحكم وضغط على زر معلناً مولداً جديداً للمناطق المتأثرة بالعطش، لينطوي ذلك الزمن، ويبدأ انسياب المياه لينهي شيئاً اسمه مثلث العطش – الخوي ادرية ام البدري النهود. بعد ذلك انتقل الجميع إلى مكان الاحتفال الكبير بمنطقة عيال بخيت في الاتجاه الشمالي الغربي . خلال المسيرة شاهدنا أعداداً كبيرة من القرى يمربها الخط الناقل للمياه، بالإضافة لبعض الفتيات يحملن الماء على الدواب وعلى الأكتاف، ورغم المعاناة لكنهن كن فرحات بالخط الناقل . يبلغ خط الناقل للمياه 70 كيلو متراً مربعاً يمر بحوالي ما يقارب (100قرية وفريق ) تأتي أهمية الخط الناقل للمياه أم البدري عيال بخيت أنه يمد تلك المناطق بالمياه خاصة وأن هذه المنطقة تعتبر مناطق إنتاج الثروة الحيوانية للسودان. ، وصل الجميع إلى مكان الاحتفال بعيال بخيت وقد عمت الفرحة جموع الحاضرين الاحتفال الذي تجلت فيه كرم السودانيين بالذبائح والرقصات الشعبية التراثية، ثم بدأ الحفل بكلمات من الحضو رغم حرارة الطقس واشعة الشمس الحارقة في ذلك اليوم، إلا أن فرحة مواطني منطقة عيال بخيت بوصول خط المياه أنساهم كل ذلك، وينتظرون الساعات الطوال لحضور وفد المركز، بعد وصوله عبر مروحيتين ومنها مباشرة توجه الوفد إلى افتتاح الخط قبل أن يعود إلى موقع الاحتفال، حيث قال وزير المالية جبريل إبراهيم؛ استمرار التنمية وتقديم الخدمات لمواطني ولاية غرب كردفان بوقف كافة أشكال الاعتداءات القبلية ونبذ الاقتتال وتوفير الأمن . وقال لدى مخاطبته افتتاح الخط الناقل للمياه إن الحكومة تولي توفير المياه للمواطنين أولوية قصوى، والتزم بإكمال الخط الثاني للقضاء على العطش الذي يقع في مناطق عيال بخيت والخوي والنهود مثلث العطش، الذي تعاني منه المنطقة، ووافق على بناء حوض مائي بمنطقة عيال بخيت، واصفاً ما تم تنفيذه بالملحمة، داعياً للحفاظ عليه ويحتاج إلى تضافر الجهود من المواطنين والولاية، وخاصة المواطنين أصحاب المصلحة الحقيقيين.
وامتدح جهود شركة ويلز وكافة الجهات التي أسهمت في إنجاز المشروع، وقال إننا لن نقدم وعوداً، مؤكداً اهتمام الدولة بالتعليم والصحة، وقال سوف يتم التنسيق مع الوالي لدعم التعليم والصحة بالولاية، تابع.. من غير التعليم لن نمشي إلى الأمام، وتعهد لأهالي منطقة عيال بخيت بتحويل المركز الصحي إلى مستشفى كبير، حتى ينعم المواطنون بالخدمات الصحية، و أضاف “لابد أن كل سوداني يجب أن يتمتع بعلاج مجاني عبر بطاقة التأمين الصحي ، ووجه جبريل الشركة المنفذة بإكمال بقية المشروع.
تمزيق فاتورة
ومن جانبه.. اعتبر والي غرب كردفان خالد محمد احمد جيلي، إنهاء العمل من الخط الناقل للمياه، نهاية لمعاناة المواطنين والقضاء على العطش والنزوح، وتحقيق التنمية، مشيراً للميزات الاقتصادية التي تميز المنطقة، وطالب الوالي الحكومة الاتحادية صيانة الطريق القومي وإكمال الطرق التي تربط الولاية وإكمال شبكات الكهرباء والمياه وإدخال الطاقة الشمسية، فيما وصف المدير التنفيذي لمحلية الخوي احمد الرضي التهامي من منطقة طروم محلية النهود راعي ضان، حيث قال خلال فترات طويلة كانوا يعانون من العطش وكانت “البهائم ” تشرب بفترات متفاوتة تتعدى الخمسة أيام إلى سبعة أيام، وزاد.. كانت توجد بعض المضخات لكن تم تجفيفها على قلتها، كان الناس يجلسون بعض المرات إلى ثلاثة أيام حتى يتحصل الفرد على ثلاث جركانات فقط، وأضاف.. كان الرعاء يذهبون إلى مناطق بعيدة للحصول على المياه في مناطق مركب وهور ، وام قصة، ولفت إلى أن بسبب العطش تفرق الأهالي، هاجروا إلى مناطق توجد بها مياه وفيرة، وأضاف.. شح المياه وانعدامها جعل المواطن يتخلى عن الاستحمام إلى عدة أيام متتالية، وأكثر الفئات كانت تعاني من نقل الماء لمسافات طويلة – أكثر من ثلاثة كيلومترات – لكن بعد توصيل الخط تغير الحال إلى أحسن، وأصبحت المياه متوفرة في متناول اليد.
مسافات بعيدة
من جانبه أكد الراهيم السيد أحمد من ام رحيق التابعة لمحلية النهود، لافتاً إلى أن القرية كانت تعاني من العطش منذ السبعينات، و عدد سكانها أكثر من 18 ألف نسمة يتوزعون إلى فرقان، مؤكداً.. كان الجميع يشربون من مكان واحد مع الحيوان وجميع المخلوقات، وحتى إن توفرت في بعض الأماكن إلا انها تحتاج إلى الوقوف مدة طويلة او المبيت من أجل الحصول على بعض جركانات المياه، وأشار إلى أن بسبب وجود الماء في العراء والمناطق مكشوفة واستعمال مختلف المخلوقات نتج عن ذلك أمراض كثيرة ومختلفة أصابت المواطنين يصعب علاجها، خاصة وأن المنطقة لا يوجد بها أي رعاية صحية أو وقائية، النساء في تلك المناطق هن أكثر الفئات ضرراً من نقل المياه من مسافات بعيدة تمتد إلى 3 كلم؛ حملاً على الرأس أو على الدواب، حيث لا يخلو طريق من أن ترى فتيات أو نساء يحملن الماء على كتوفهن ة خاصة أن النساء هن اللائي يقمن بأعمال البيت من غسل وما إلى ذلك.
زغروة فرح
(اليوم التالي) تحدثت مع الحاجة فطيمة عيسى مستور، التي بدأت حديثها بزغرودة فرح، التفت لها الجميع ابتهاجاً بوصول المياه إلى عيال بخيت، حيث قالت بلهجتها المحلية “الحمدلله الموية وصلتنا” مؤكدة أنهم يعانون منذ الثمانينات من تعب المياه ونقلها على أكتافهن وعلى ظهور الدواب، وأضافت.. النساء هن أكثر معاناة، مرضن كثيراً منهن خاصة الحوامل؛ اللائي يحملن المياه لمسافات طويلة ونوهت إلى أن كل المنصرفات تذهب إلى شراء الماء بارتفاع سعر صفيحة المياه إلى 300يتقاسمونها أفراد الأسرة، إضافة ترشيد الاستهلاك الشديد والامتناع عن الاستحمام إلى مدة خمسة أيام وأحياناً إلى سبعة وأشارت إلى أن بعد أن تم توصيل الخط أصبحت المياه قريبة بإمكان الشخص أخذ حصته بارتياح كامل .
شح ومعاناة
في ذات الصعيد.. يروي لنا عبده حامد حقار، معاناتهم من شح مياه الشرب في إدارية عيال بخيت وما جاورها جزم بأن المياه ظلت معدومة داخل الإدارية ويقطعون مسافات طويلة للحصول عليها، مضيفاً أن هذه المعاناة موروثة من عهد بعيد، منذ صغرهم، وأشار إلى أن المقتدر يشتري المياه التجارية التي تجلب بواسطة أصحاب التناكر، و يصل سعر البرميل فيها إلى (2000ج) وغير المقتدر يقطع المسافات الطويلة لسد رمقه بصفيحتين من الماء وقال “الحمدلله ” الخط وصل، لكن شرب الناس بنسبة (50%)مع قربها مازال البعض يعاني بعدم اكتمال المشروع مع الشكر للقائمين على العمل، ولابد على الحكومة أن تسعى في إكمال بقية الخط وتوزيعه على المناطق، مع زيادة آبار المياه؛ لأن المنطقة بها موارد زراعية وثروة حيوانية كبيرة، وتعتبر أكبر المناطق إنتاجاً للثروة الحيوانية (الضان الحمري) لذلك من الأجدر هذه المناطق أن تنعم بالمياه لتغذية خزينة الدولة بالعملة الصعبة، وأشار.. من النواحي الأمنية للخط قال إن هنالك قلة قليلة متفلتة تعدت على الخط لكن بمجهود المواطنين والحكومة تمت السيطرة عليهم، لكن نناشد الحكومة بالتأمين الشامل للخط، بوصع قوة في مناطق متفرقة على الخط الناقل لتأمينه . للإدارة الأهلية دور محوري في منطقة مثلث العطش الخوي النهود وإدارية عيال بخيت، من أجل فض النزاعات المختلفة، وفي فناء الاحتفال بافتتاح الخط الناقل للمياه تحدث لـ(اليوم التالي) الشرتاي حامد احمد مراد، بمحلية الخوي، حيث دلف بأن الخط الناقل للمياه من ام البدري إلى منطقة عيال بخيت نعمة كبيرة على المواطنين، ووصيتي للأهالي المحافظة عليها خاصة وأن برميل الماء كان سعره ما يعادل (2200ج) في الفترة من شهر مارس إلى شهر يونيو، لكن بعد التوصيل انخفض سعر البرميل إلى (100ج) وزاد بأن في السابق كان دخل الأهالي من الزراعة الصمغ والفول السوداني والذرة والثروة الحيوانية يذهب إلى شراء الماء، مشيراً إلى أن الدخل سيوظف في تنمية وعمران لهم.

          
قد يعجبك ايضا
تعليقات
Loading...