أسامه عبدالماجد يكتب.. البرهان و(الحوار).. (9) ملاحظات
¤ *أولآ:* دق رئيس مجلس السيادة الفريق اول عبد الفتاح البرهان ، خلال خطابه امس قبيل انطلاقة الحوار دق ناقوس الخطر بان عدم التوافق في هذة المرحلة أصبح مهددآ لامن وسلامة الوطن والمواطن.. ثم اكد على رغبتهم في الحوار .. وفي ذات الوقت حمل حديثه انتقاد مبطن لقحت بعدم جنوحها للتوافق.. خاصة وانه تباهى بدعمهم للعملية التي دعت إليها الآلية الثلاثية وانهم قدموا التسهيلات اللازمة لتهيئة البيئة للحوار.
¤ *ثانيآ؛* بث البرهان تطمينات انهم كمنظومة عسكرية يجددون العهد بالعمل مع كل مكونات الشعب السوداني ، لبناء دولة الديمقراطية والكرامة.. دولة الحرية والسلام والعدالة.. وهي رسالة الى الغرب .. ان المنظومة العسكرية على استعداد للتعاون مع المكون المدني.
¤ *ثالثآ*: جدد البرهان الالتزام بتنظيم الانتخابات .. حنى انه قال ؛ (سنعمل مع الجميع حتى نصل بالمرحة الإنتقالية إلى نهايتها بأعجل ما يمكن وهي إنتخابات حرة وشفافة).. وبذلك يقطع الطريق امام دعاة تمديد الفترة الانتقالية .. ويوصد الباب امام المناهضين لقيام الانتخابات نفسها.. لكن هذا الموقف سيدخله في صراع – وإن كان مؤجلآ – مع تلك المجموعات.
¤ *رابعآ:* كان خطاب البرهان هادئآ .. لكن ختمه بعبارات كالرصاص بعد ان حيا الجنود البواسل
.. وكذلك من وصفهم بالمخلصين من شعبنا المؤمنين بعزته وكرامته.. وفي الختام قال (
الخزي والهزيمة لكل من يحاول أن يوقف مسيرة شعب بلادي) .. وهي رسالة لمجموعات اما مناوئه للقوات النظامية ،وهي معلومة لدى الكثيرين وترفع شعارات في الشارع متطرفة قي مواجهتهم.. او للتيارات المتشددة وسط الاسلاميين الرافضة لاي تقارب مع الجيش.
¤ *خامسآ:* لايزال البرهان متمسك بخيارين لا ثالث لهما بشان مستقبل البلاد .. وهما التوافق الوطني الذي تيسره الآلية الثلاثية أو الإنتخابات التي هي الأداة الشرعية لتداول السلطة – حد قوله – .. وهما خيارين مرفوضين لقحت غير الراغبة في التوافق خاصة بعد فتح ابواب الحوار الا لمن ابى ورفض مشاركة عناصر الموتمر الوطني.. وهذا يعني تجاوز الجيش لقحت.
¤ *سادسآ؛* اللافت في بيان البرهان، الثقة الكبيرة التي كانت بادئه عليه .. لذلك تحدث بجراءة ووضوح .. ومنها وضعه شروط المؤسسة العسكرية مثل تأكيده الحرص على النأي بها من المعترك السياسي، حال توفر المطلوبات لذلك.. وهذا عكس شعار (العسكر للثكنات).
¤ *سابعآ:* رغم عجز الحكومة في ايجاد معالجات للاوضاع الاقتصادية والتي ظلت منردية يومآ بعض يوم .. الا ان الهم الاقتصادي ظل حاضرآ لدى البرهان .. وهو مؤشر جيد رغم اشارتنا الى فشل الروشنة الاقتصادية التي تداوي بها الحكومة ، المواطن .. وقد تمنى البرهان ان يصل الحوار محطة الرفع عن كاهل الشعب ما أصابه خلال الثلاثة سنوات الماضية التي صبر وضحى فيها، بأغلى ما يملك شبابه وجهده – طبقا للبرهان – ،دون أن يحصل على مبتغاه. بل إزدادت معاناته وتعمقت جراحاته –
¤ *ثامنآ:* الخطاب اظهر ثقة مفرطة لدى البرهان وكأنه على دراية او توقع بمخرجات الحوار.. .. او توفعه ان تصب في مصلحة المنظومة العسكرية .. وهو امر وارد الى حد كبير .. من خلال عدم توافق السياسيين والمدنيين على قضايا البلاد .. او التفافهم حول جسم موحد .. ومن علامات التشظي انقسام قحت الى تيارين – على الاقل حتى الأن.
¤ *تاسعآ:* تاكد من خطاب رئيس مجلس السيادة رضاه التام عن عمل ونشاط الآلية الثلاثية .. عكس مايشاع عن توتر علاقتها بالعسكريين .. وربما كانت حالة القلق التي انتابت البرهان فترة ، كانت تجاه رئيس يونتامس فولكر بيرتس عندما كان يقود مبادرة منفردآ قبل احتمائه بالاتحاد الافريقي والايقاد.. وقد شكر البرهان الآلية الثلاثية .. وكذلك خص
بالشكر أصدقاء ودول الجوار التي قال انها تقف إلى جانب شعب السودان.
¤ ومهما يكن من امر فان البرهان رمى بالكرة تجاه ملعب المشاركين في الحوار والرافضين له .. وذلك يعني ان العسكريين في مأمن ما قد يدفعهم للانفراد بالسلطة والدعوة لانتخابات .. حال استمرت (جرجرة) المدنيين.