انطلاقة الحوار المباشر .. قوى تحضر وأخرى تقاطع

البعث: على المجتمع الدولي احترام إرادة شعبنا وتضحياته الغالية
المؤتمر الشعبي: من يرفض الحوار ليس بعاقل وغير واثق من نفسه
محلل سياسي: إذا لعن أبناء الوطن الشيطان وصاموا عن التنافس سيتفقون في 24 ساعة.
تقرير: الخواض – آفاق
انطلقت في العاصمة الخرطوم أمس أولى جلسات الحوار المباشر بين أطراف الأزمة السودانية، بدعوة من الآلية الثلاثية المشتركة بين بعثة الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية للتنمية بشرق أفريقيا (إيغاد).
ويشارك في الحوار المكون العسكري وأحزاب وقوى سياسية أبرزها “قوى الحرية والتغيير – مجموعة التوافق” الوطني والجبهة الثورية، وحزب الاتحادي الديمقراطي والمؤتمر الشعبي.
وأعربت قوى سياسية وثورية عدة مقاطعتها أو غيابها عن الحوار أبرزها “قوى الحرية والتغيير – مجموعة المجلس المركزي” ولجان المقاومة والحزب الشيوعي وتجمع المهنيين السودانيين و”حزب الأمة – مجموعة مبارك” و”قوى الحرية والتغيير- مجموعة القوى الوطنية”.
أبوراس: الجلوس مع هؤلاء هو خيانة لدماء الشهداء
في ذات السياق قال نائب أمين سر حزب البعث العربي الاشتراكي عثمان إدريس أبو راس في حديثه لـ(اليوم التالي) لم ولن نجلس مع من خانوا العهود والمواثيق وتلطخت أياديهم بدماء شهداء مقاومة انقلابهم المهزوم والمفضوح قبل أن يذيع قائده بيانه الأول، وأضاف: الجلوس مع هؤلاء هو خيانة لدماء الشهداء والجرحي ويعد خطأ استراتيجياً لم يرتكبه حزبنا في علاقته بجماهير شعبنا منذ ميلاده، سيما في مواجهة أنظمة الفساد والاستبداد.. وتابع: لقد سبق أن أعلنا وما زلنا نؤكد بأننا لن نشارك مباشرة أو بطريقة غير مباشرة في أي عملية سياسية لا تفضي لإسقاط الانقلاب واجتثاثه من جذوره، والواضح تماماً أن ما تم هو من قبيل المحاولات البائسة لكساء الانقلاب ثوب المشروعية.
وأضاف: على المجتمع الدولي احترام إرادة شعبنا وتضحياته الغالية، بالكف عن تسويق الشراكة المستحيلة مع الانقلابيين.
وأن لا يكونوا على مسافة واحدة بين خندق الديمقراطية والدولة المدنية وخندق الانقلاب والاستبداد والفساد الذي تمثله طغمة الانقلاب ورواد الموائد المغمسة بدماء الشهداء.. إن كان هذا المجتمع الدولي صادقاً في دعمه للتحول المدني الديمقراطي، وفي كل الأحوال وقبل هذا وبعده فإننا من بعد عون الله لا نراهن إلا على وحدة قوى الثورة وهي تشق طريقها رغم الصعاب صوب بناء الجبهة الشعبية العريضة التي خطواتها النضالية باتجاه متصاعد يصل إلى إعلان الإضراب السياسي والعصيان المدني للإطاحة بالانقلاب.
الحرية والتغيير: ما يحدث هو انقلاب جديد على الثورة
فيما قال القيادي بالحزب الناصري العضو في الحرية والتغيير الدكتور عبدالناصر علي الفكي في حديثه لـ(اليوم التالي) إن الحرية والتغيير المجلس المركزي رأيها واضح في ما تم من حوار الآلية الثلاثية الموقف بأن إجراءات تهيئة المناخ. للعملية سياسية مع الانقلابيين. لم تتم وما زال القتل مستمراً الى صباح يوم الحوار وأعداد المعتقلين السياسيين في ازدياد واستمرار ممنهج في إعادة أعضاء النظام السابق الى الخدمة المدنية وإبطال قرارات لجنة إزالة التمكين، بل تضييق وفصل أعضاء الحرية والتغيير في الجامعات وبعض مؤسسات العامة في الدولة، وقال عبد الناصر إن مندوب الأمين العام للأمم المتحدة فولكرز ظل عاجزاً أمام انقلاب 25 أكتوبر وهو الذي جاء الى السودان بغرض حماية واستكمال الفترة الانتقالية وضمان وقف الانتهاكات الفردية والجماعية لحقوق الإنسان ودعم السلام وإصلاح مؤسسات الدولة .
الذي حدث اليوم (أمس) يجعل الحرية والتغيير المجلس المركزي والقوى الثورية ولجان المقاومة والحزب الشيوعي أكثر إصراراً وعزيمة على التصعيد الثوري السلمي وإسقاط الانقلاب عبر المد الشعبي.
أحمد عابدين: الذين حضروا الحوار خطفوا قفاز المبادرة
الباحث في العلوم السياسية أحمد عابدين في حديثه لـ(اليوم التالي) قال: الحوار الحالي والذي ترعاه الآلية الثلاثية لن تختلف نتائجه عن الماضي وقال: إذا لعن أبناء الوطن الشيطان وصاموا عن التنافس على السلطة وأجلوا صراع الأيدلوجيا لكلمة الجماهير سيخرجون بوفاق في ظرف أربعٍ وعشرين ساعة.
وتابع: غابت أمس أحزاب الحرية والتغيير فهي كعادتها تريد الظفر بكراسيها (وبعد تأكل تنادي على الحرس والسواقين ليطعموا من ما تبقى).
وزاد: كان من الأوفق حضور الكل وطرح الورق على التربيزة ولكنهم اختاروا المساومة والشروط وهذه عمرها لن تبني وطناً.
وأضاف: الذين حضروا انتزعوا قفاز المبادرة حتى وإن فشل الحوار وأظنه سيفشل وهذا ما يمهد للعسكر أتوقع إعلان انتخابات مبكرة تضع الجميع أمام الأمر الواقع وهكذا يعيد السودانيون فشلهم التاريخي في بناء دولة محترمة.
وتابع عابدين: أظن أن الآلية الثلاثية ذات نفسها غير متفقة، ففوكلر قلبه وعينه خارج القاعة وولد لبات أظنه ذكر بالقطع أن الحوار بهذا الحضور لن يحل مشكلة وهذا مدخل يمهد للمماطلة والتسويف وممارسة أستاذية من ما يسمى بالمجتمع الدولي وأعوانه وإملاء شروط ونقاط تؤسس لمزيد من التدخلات الخارجية.
ولفت عابدين الى أن الحل بيد المجلس السيادي الحالي فبقرار واحد ودون تردد يعلن حكومة مهام من الوطنيين وما أكثرهم تمنح وقتاً محدداً لإنجاز الوضع الاقتصادي وإكمال آليات تحقيق دولة القانون وتجهيز البلاد لانتخابات وعلى القوة الأمنية النزول للشارع لوضع حد للفوضى المصنوعة سياسياً وضبط الإجرام الطبيعي، وأشار الى أنه لابد من دعوة أطراف السلام لتسليم كشوفات الترتيبات الأمنية وإكمال عملية السلام فوراً.
أمين إسماعيل: مثلث الأزمة السودانية يتكون من ثلاثة أضلاع
بدوره أوضح الخبير الاستراتيجي والمحلل السياسي اللواء دكتور أمين إسماعيل مجذوب أن امتناع بعض الأحزاب وخاصة التي تشترك مع قوى الحرية والتغيير المجلس المركزي من الجلوس والتفاوض مع الحوار من الآلية الثلاثيية هو الرغبة في المقام الأول والعودة الى ما قبل 25 أكتوبر وهذا أمر مستحيل أن يعود نفس الأشخاص الذين تسببوا في الأزمة مرة أخرى، وقال في تصريح لـ(اليوم التالي) إن عدم حضور المفاوضات ربما يجعل الممتنع خصماً على المجتمع الدولي أو مجلس الأمن أو الأمم المتحدة باعتبار أنهم ينطلقون من فكرة ممانعة في الجلوس وتكملة الفترة الانتقالية مع المكون العسكري، ونفى اللواء مجذوب وجود عداء من المجتمع الدولي أو مجلس الأمن أو القوة العظمى، مضيفاً أن هنالك تنسيق وهنالك دوائر لا تريد أن يكون السودان مستقراً ودوائر لا تريد السودان أن يتنقل ديمقراطياً باعتبار أن مثل هذا الأمر يحدث بلبلة لبعض الدول سواء كان في الدول العربية أو الأفريقية وهنالك تنسيق مع مجموعات إقليمية ودولية لعرقلة الوصول الى اتفاق وربما الوصول الى إبعاد الغسلاميين من الحكم في السودان، وأضاف إسماعيل: إن من الصعب التنبؤ بنتائج هذه الجلسات لأنها الى الآن هي حوار غير مباشر بمعنى أن مثلث الأزمة السودانية يتكون من ثلاثة أضلاع الحرية والتغيير والمكون العسكري ولجان المقاومة، لذلك يصعب التنبؤ للنتائج..
أبوبكر عبد الرازق: الحوار هو قناة من قنوات التعبير
وقال أبوبكر عبد الرازق القيادي في المؤتمر الشعبي لـ(اليوم التالي): الذين لم يجلسوا للحوار هم يمتلكون المشيئة والإرادة أن يفعلوا ما يشاءون وأن يتخذوا ما يشاءون من القرارات وهي تلك أصول الحرية في التأسيس للحياة فهم أحرار أن يقاطعوا أو يشاركوا، الكل يقف للحيثيات التي يؤمن بها وتابع: لكننا نؤمن وفقاً لإرادتنا وحريتنا ومشيئتنا أن الحوار هو قناة من قنوات التعبير عن الحرية ونؤمن بأننا لم ننحصر في التعاطي والأخذ مع أي حوار لأننا ندخل برؤية واضحة ومبادئ وفي نفس الوقت بمرجعية تعيننا على الأخذ والرد وزاد: لذلك نقدم ما يلينا من بضاعة فكرية وثقافية نعرضها على الآخرين في شكل منهج مكتوب نحاور فيها ونداوي من خلالها ونجتهد في إقناع الآخرين بما نحمل وأضاف: نحن أهل إبلاغ وإعلان وأولى بدعوتنا هذه هم المجادلون لنا فكرةً ومبدأً وندعو الى سبيل ربنا بالحكمة والموعظة الحسنة حتى أهل الكتاب بما نحسن من سياقة الأفكار وسموِّها نقدمها بين يدي الحوار بحجة قوية ومنطق معقول وأصيل له قدرة النفاذ والتأثير على الآخرين جازماً بأن من يرفض الحوار ليس هو بعاقل وتابع: إذا كان يثق في نفسه ليس هناك من سبب في التجافي عن الحوار والتولي عنه وزاد: نحن واثقون من أنفسنا في حزب المؤتمر الشعبي، وبما نحمل من فكرة ومنهج ورؤى مكتوبة قدمناها من قبل بين يدي الآلية وقمدناها بين يدي المجلس العسكري كما قدمناها لكل القوى السياسية فلذلك نحن واثقون بأننا نحمل بضاعة ثمينة تروج في سوق الحوار .

          
قد يعجبك ايضا
تعليقات
Loading...