سياسات (أردول)… تغلق عمارة الذهب
صائغ: ما زالت سياسات (أردول) في القبض على التجار مستمرة وبصورة يومية
تاجر ذهب: نفوذ الشركة السودانية للموارد المعدنية أعلى من الأمن الاقتصادي
صائغ: أغلب الموردين يهربون الذهب الى مصر وكسلا وبورتسودان
الأجهزة الأمنية التي تتبع للشركة السودانية عملت على زعزعة الثقة
الخرطوم: فايزة أباهولو
أغلق أمس تجمع الصاغة والمعدنين عمارة الذهب وسط الخرطوم لمدة يوم بسبب سياسات الشركة السودانية للموارد المعدنية وقرار تفتيش جميع الأشخاص داخل العمارة واتهموها بالتسبب في زيادة تهريب الذهب.
وهدد تجار الذهب، بالتصعيد في حال استمرار سياسات الشركة السودانية للموارد المعدنية في تفتيش الأفراد عند دخولهم العمارة بغرض الشراء أو العمل كما طالبوا بإلغاء الرسوم المفروضة من الشركة أو إغلاق عمارة الذهب.
وقال الصائغ عبدالعزيز ود أبوك إن سبب الإغلاق أمس الأربعاء لعمارة الذهب التضييق على العاملين بتفتيش الأفراد وهي سبب سياسات مدير الشركة السودانية للموارد المعدنية مبارك أردول الأمر الذي أدى لتراجع الوارد من الذهب من قبل المعدنين إلى عمارة الذهب بالخرطوم .
وقال عبد العزيز لـ(اليوم التالي): لم يكتفِ بالتفتيش فقط للفرد عند العمارة، بل يتم تفتيش الخزن بداخل الدكاكين مما تسبب ذلك بالخوف على أي معدن يأتي الى العمارة خوفاً من القبض عليه .
وقال عبد العزيزإنه بسبب كثرة وجود منسوبي الشركة أمام العمارة أصبحنا لا نفرق بينهم وبين اللصوص لعدم تحديد أشخاص بعينهم وارتدائهم الزي الرسمي مما تسبب في عدد من عمليات النهب والسرقة بالعمارة.
أصل المشكلة
قال الصائغ عمار إن بداية مشاكل عمارة الذهب منذ القرار الصادر من الشركة السودانية للموارد المعدنية الذي أفضى إلى تخفيض الرسوم من (1000) إلى (400) جنيه لكمية أي ذهب خام من الخارج الى عمارة الذهب.
وقال إن هناك إجراء آخر من قبل الشركة السودانية للتعدين باستخراج استمارة الى أي كمية ذهب تخرج من العمارة بغرض المعايرة للمواصفات أو الى المصفاة، ووافق جميع الصاغة على القرار وتطبيق أخذ الاستمارة، ولكن هناك (جرجره) حسب قوله من مكاتب الشركة السودانية للموارد المعدنية بإغلاق المكتب يومياً وعدم ووجدهم مسبباً لهم تعطيل العمل “.وقال عمار إن نفوذ الشركة السودانية للموارد المعدنية التي يقودها أردول أصبح أعلى من الأمن الاقتصادي.
وأضاف: هناك مشاكل سببتها سياسات أردول ووجود مكتب للشركة السودانية للموارد المعدنية داخل العمارة موضحاً وجود أفراد يتبعون للشركة مهمتهم تفتيش أي شخص داخل العمارة وعند القبض عليه والعثور على ذهب يؤخذ من الشخص الذي قبض عليه نسبة 20% من قيمة الذهب تذهب 10% للشركة السودانية للموارد المعدنية و10% للشخص الذي ألقى القبض على الذهب.
وقال عمار تم الاتفاق بين الشركة السودانية للموارد المعدنية ومع اتحاد الصاغة بعدم إلغاء القبض أو الاعتراض على أي شخص بداخل عمارة الذهب الا أن سياسات أردول ما زالت في القبض على التجار أو أصحاب الذهب مستمرة بصورة يومية لتتم عمليات التفتيش بالعمارة مما ساعد على عمليات تهريب الذهب خوفاً من مصادرته أمام العمارة.
وقال إن الذهب مورد قومي ويصب في مصلحة الاقتصاد القومي، وأصبح أغلب الموردين يهربون الذهب الى مصر وكسلا وبورتسودان.
وأوضح أن الذهب كان الغرض منه التصدير والشراء والغرض لتوفير احتياطي لبنك السودان المركزي، وأشار إلى أن سياسات أردول خلقت العديد من المشاكل التي تواجه الصاغة والمصدرين.
خوف وهلع
من ناحيته قال الصائغ أيمن محمد إن سياسات الشركة السودانية للموارد المعدنية لم تسطحب الجهات المختصة لوضع حلول كافة القضايا التي تجابه العمارة سواء كانوا لتبديد العوائق والمشاكل التي تعترض القطاع، أو طمأنة الصاغة والمعدنين والتجار، بل أصبح مبارك أردول مصدر خوف وهلع بقراراته التي يتخذها منذ توليه الشركة السودانية للموارد المعدنية.
وقال إن الأجهزة الأمنية التي تتبع للشركة السودانية عملت على زعزعة الثقة وأصبح هناك عدم تعامل في مجال الذهب من قبل الصاغة بسبب تعامل الأفراد الذين ينتمون الى الشركة وتعاملهم مع الصاغة والمعدنين بصورة غير لائقة ولا تمس كرامتهم.
وقال بعد أن تم الاتفاق بين اتحاد الصاغة والشركة السودانية بعدم التعرض لهم وتفتيشهم الا أن التفتيش عاد مرة أخرى.
وأشار إلى أن السياسات الأخيرة لأردول هي التي أدت لتدهور الجنيه أمام الدولار، لأن في السابق يصدر كميات كبيرة ويعود بحصائل صادر.
وقال أيمن إن سعر الذهب هو الذي يحدد قيمة الجنيه السوداني، إذا ارتفع سعر الذهب انخفض الدولار، ولكن هذه القاعدة منعدمة تماماً في السودان، إذ يرتفع الدولار بارتفاع سعر الذهب، لذا كانت هذه الشركات تشتري الذهب بأعلى الأسعار وتربح في الوارد، وكانت هذه بداية السقوط موضحاً أنه في السابق الصادر كان (15) طن أو أكثر، ولكن الآن أصبح قليلاً جداً، بل يكاد ينعدم وقال: سبب مشاكل العمارة إذا استمرت أكثر من ذلك ستعلن العمارة عن إضرابها الشامل وقال: “إذا أغلقت العمارة ٣ أيام سيجوع السودان”!!
وكان المدير العام للشركة السودانية مبارك أردول افتتح مكتباً خاصاً للشركة بعمارة الذهب في إطار ما أسماه استراتيجية الشركة لتقليل الظل الإداري ومعالجة المشكلات التي تواجه الصاغة والمعدنين وتجار الذهب ميدانياً في إطار سياسة النافذة الموحدة، وقال أردول إن الموارد المعدنية تسعى من خلال مكتبها بعمارة الذهب إلى التعاون مع شركائها من الصاغة والمعدنين بما يسهل من الإجراءات ويدفع بمسيرة القطاع مشيراً إلى التنسيق المشترك مع اللجنة التمهيدية لتجمع اتحاد الصاغة والمعدنين وتجار الذهب لتحقيق الأهداف المشتركة والتي تدعم مسيرة الاقتصاد وتنهض بقطاع المعادن في البلاد.
وكان تجار البورصة التقليدية بعمارة الذهب طالبوا بضرورة قصر شراء الذهب على التجار وإبعاد كل من لا علاقة لهم بالمجال ولا بقطاع الذهب ممن ليسو معدنين ولا تجاراً ولا صاغة، والعمل على تحسين الأوضاع البيئية وتكثيف التأمين ومنع الوجود المكثف بمداخل وممرات العمارة ممن يشكلون ازدحاماً غير مبرر.
وإضراب أمس الأربعاء لم يعد هو الإضراب الأول فقد سبق وأن دخل تجمُّع الصاغة والمُعدِّنين وتجار الذهب في إضراب عن العمل بعمارة الذهب العام الماضي في الخرطوم وعدد من أسواق ومواقع إنتاج الذهب بالولايات، للمطالبة بإلغاء قرار الشركة السودانية للموارد المعدنية القاضي بتحصيل ألف جنيه على كل جرام من الذهب، كما قاموا بتنظيم وقفة احتجاجية أمام مجمع الذهب في الخرطوم.