بعد لقاء طرفيها.. هل تتوحد “قوى تحالف الحرية والتغيير” في السودان؟
يبدو أن الهوة بدأت تضيق بين الأجسام السياسية لقوى تحالف الحرية والتغيير الذي قاد الثورة السودانية إلى حين إسقاط نظام الرئيس المخلوع عمر البشير في أبريل/ نيسان من العام 2019، حتى الانقسام الشهير الذي دفع قائد الجيش الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان إلى الإطاحة بشق الحرية والتغيير – المجلس المركزي- إلى خارج السلطة بإجراءات 25 أكتوبر/ تشرين الثاني الماضي والإبقاء على الشق الآخر من قوى الحرية والتغيير- الميثاق الوطني- بحجة الالتزام باتفاق السلام لكون الفصيل يشمل حركات مسلحة موقعة على اتفاق سلام أكتوبر 2020.
وبدأ التقارب من جديد بين المكونين في لقاء جمع بين حزب الأمة القومي وهو أكبر الأحزاب السياسية في السودان مع قوى الحرية والتغيير- الميثاق الوطني، الخميس، ما طرح سؤالا مهما حول ما إذا كان اللقاء خطوة ستقود إلى مصالحة بين شركاء الأمس وفرقاء اليوم في تحالف قوى إعلان الحرية والتغيير ضمن ترتيبات شاملة لحل الأزمة السياسية في البلاد.
ردود أفعال
تباينت ردود الأفعال حول لقاء فرقاء السياسة السودانية، وسط رواد مواقع التواصل الاجتماعي، بعد تداول صور للقاء الذي جمع بين قيادات حزب الأمة القومي الذي يمثل ”مركزية التغيير“ في اللقاء، وقوى إعلان الحرية والتغيير – مجموعة الميثاق الوطني- إذ سخر البعض من اللقاء، واعتبروه هبوطا ناعما لحزب الأمة خاصة وأن مجموعة ”التوافق الوطني“ متهمه بدعمها للعسكريين في السلطة، فيما أثنى آخرون على اللقاء باعتبار أنه قد ينهي الأزمة السودانية في حال توحيد قوى إعلان الحرية والتغيير.
خطوة صحيحة
واعتبر رئيس الحزب الوطني الاتحادي، القيادي بقوى الحرية والتغيير، يوسف محمد زين، أن ما جرى خطوة نحو الاتجاه الصحيح.
وقال محمد زين لـ ”إرم نيوز“، إن الخلافات والتباعد ما بين مكونات القوى الثورية هو أحد أسباب إطالة عمر ”الانقلاب“، مؤكدا أن أقرب الطرق لاستعادة التحول الديمقراطي يتمثل في الوحدة.
عملية سياسية
ورأى حزب الأمة القومي، أن خطوة اللقاء بينه والشق الآخر من قوى الحرية والتغيير، تأتي في إطار المساعي الداعية لتوحيد الجبهة المدنية السودانية، وارتكازا على خريطة الطريق لمواجهة المخاطر التي تحدق بالوطن وتأسيسا على خطواته السابقة من أجل إنهاء انقلاب 25 أكتوبر بالتواصل مع القوى السياسية السودانية.
ولفت الحزب في بيان له ”الخميس“، إلى أن اللقاء تناول الوضع السياسي الراهن وضرورة إنهاء الانقلاب عبر عملية سياسية صادقة.
وأكد الحزب تمسكه بتحقيق مطالب الثورة، ودعمه لمساعي الآلية الثلاثية، وحرصه على استعادة الحكم المدني عبر خريطة الطريق والرؤية المشتركة مع الحرية والتغيير.
ترتيب أوضاع
وأكد حمزة فاروق، نائب الأمين السياسي لحزب المؤتمر السوداني، على أن قوى إعلان الحرية والتغيير متوحدة وتعمل على مزيد من ترتيب أوضاعها الداخلية في كل ربوع السودان.
وأشار فاروق لـ ”إرم نيوز“ إلى أن التحالف يعمل أيضا على المساهمة في تكوين أكبر جبهة مناهضة للانقلاب من أجل ذلك ينسق مع تنظيمات قوى الثورة الأخرى على جميع المستويات.
وتأتي هذه التطورات في وقت تشهد فيه الساحة السياسية السودانية تطورات متسارعة، إذ عقدت قوى الحرية والتغيير – الميثاق الوطني، الثلاثاء، اجتماعًا مع سفراء القارة الأفريقية بالخرطوم، لمناقشة الأوضاع السياسية.
وسبق ذلك لقاءات مستمرة جمعت بين الحرية والتغيير – المجلس المركزي- بالمكون العسكري بعد وساطة ”أمريكية- سعودية“ في مسعى لإيجاد حل للأزمة السياسية المزمنة في البلاد.
توافق جزئي
ويستبعد المحلل السياسي، راشد التيجاني، أن يؤدي اللقاء بين طرفي قوى إعلان الحرية والتغيير الذي جرى الخميس، إلى لم شمل التحالف من جديد بشكل مباشر، خاصة وأن جزءًا من مركزية التغيير ممثل في حزب الأمة التقى بالميثاق الوطني.
وتوقع التيجاني في حديث لـ ”إرم نيوز“ أن يكون هنالك توافق في بعض القضايا بين الطرفين، مبينا أن ذلك قد يحدث شرخا داخل مركزية الحرية والتغيير التي ترفض مسار حوار الآلية الثلاثية.
وعلقت الآلية الأممية الأفريقية، جلسات الحوار المباشر، لحل الأزمة السودانية، وسط مقاطعة الحرية والتغيير وقوى أخرى، فيما نجحت لاحقا وساطة سعودية أمريكية في تقريب وجهات النظر بين المكون العسكري، والحرية والتغيير، من خلال عقد اجتماع مشترك.
تجاوز التحالف
وأشار مصدر بارز في قوى الحرية والتغيير لـ ”إرم نيوز“، إلى أن اللقاء تم بدعوة من حزب الأمة القومي.
وتوقع المصدر ذاته، أن يكون الحزب بهذه الخطوة يمضي في اتجاه توحيد قوى الحرية والتغيير بعد انشقاقها إلى ثلاثة تحالفات مؤخرا.
وأشار إلى أن الخطوة قد لا تساهم في حل الأزمة السودانية، خاصة وأن توحيد التحالف لم يعد ذا اهتمام للقوى الثورية التي قال إنها تجاوزت الحرية والتغيير.
وأعلن الاتحاد الأفريقي، الثلاثاء، تعليق مشاركته في جهود الوساطة لحل الأزمة السياسية بالسودان، منتقدًا تحويل العملية إلى حوار ثنائي بوساطة جديدة.
وقال سفير الاتحاد الأفريقي بالخرطوم، محمد بلعيش، في مؤتمر صحفي مشترك مع الحرية والتغيير – التوافق الوطني، إن ”الاتحاد الأفريقي لا يمكن أن يشارك مستقبلاً في مسار لا يتحلى بالشفافية والصدق وممارسة الإقصاء، واحترام كل الفاعلين ومعاملتهم باحترام تام وعلى قدم المساواة“.