رئيس تحالف ولايات الوسط د. عبد القادر العشاري: اتفاقية جوبا استمعت لصوت السلاح أكثر من صوت المنطق والعدالة ليست لدينا علاقة بمسار الوسط.. نحن والمسار خطان متوازيان
لا نجلس لأي حوار إلا في إطار شامل يضمن لنا الحكم الذاتي
تحالف ولايات الوسط اختصاراً بـ(jsn)، وهو تحالف يضم بين ثناياه العديد من الكتل والأجسام المهنية والمطلبية والإدارات الأهلية والطرق الصوفية، وبعض المفكرين والعلماء من أبناء الولايات الوسطى (الجزيرة، سنار، النيل الأبيض).. (اليوم التالي) مع رئيس التحالف د. عبد القادر العشاري، لاستجلاء عدد من القضايا والمواضيع التي حدثنا في تفاصيلها بكل صراحة وشفافية، فإلى مضابط الحوار..
حاوره: محمد الأمين
الفكرة والدافع وراء قيام تحالف ولايات الوسط، هل السبب الرئيس اتفاقية جوبا للسلام، وظهور مسار الوسط كما يوحي للبعض؟
فكرة قيام تحالف ولايات الوسط هي منذ قبل سقوط نظام البشير، وهي كانت جزءاً من الجبهة الوطنية العريضة بقيادة الأستاذ الراحل علي محمود حسنين، واعتقلت بسبب انتمائي للجبهة الوطنية والتي كان تحالف ولايات الوسط أحد أركانها، لمدة ثلاثة أشهر في زنازين النظام السابق، ولم يطلق سراحي إلا بعد سقوط النظام وبيان ابنعوف، كذلك بسبب الظلم التاريخي الذي تعرض له الوسط، والجزيرة على وجه الخصوص – من كافة الحكومات – منذ الاستقلال إلى اليوم، وهذا ما دفعنا إلى قيام التحالف الذي يضم كافة الفئات المهنية وطرق صوفية، وإدارات أهلية وعلماء ومهندسين إلخ.. ومن أهداف التحالف المطالبة بالحكم الذاتي للأقاليم، واستقلال ثروات الإقليم في التنمية، في الصحة والتعليم إلخ.. والإقليم الأوسط يساهم مساهمة كبيرة في إيرادات الدولة، ولكن بالمقابل العائد على التنمية صفر، ولأجل ذلك نطالب بالحكم الذاتي والمشاركة في الخدمة المدنية والعسكرية واستيعاب أبناء الإقليم وحصر وظائف الإقليم على أبناء الإقليم.
إلى أي مدى وجد التحالف القبول والتأييد الشعبي؟
الآن التحالف يتمتع بقاعدة شعبية كبيرة منقطعة النظير خاصة من فئات الشباب، وجميع فئات الإقليم الذي شعر بالظلم والتهميش المتعمد من كافة الحكومات السابقة خاصة بعد اتفاقية جوبا. والآن 80% من أبناء الإقليم يلتف حول التحالف، ونحن نراهن على شعب الإقليم الأوسط في السند الجماهيري والشعبي، ومستعدون أن نخوض الانتخابات في أقرب وقت، ومستعدون أيضاً أن نلبي جميع تطلعات وأشواق شعب الإقليم.
هنالك بعض الاتهمات تطالكم بأنكم تنتمون إلى عناصر النظام السابق.. ما تعليقك؟
هذا اتهام غير صحيح، والدليل على ذلك نحن ناضلنا ضد النظام السابق، وكنت معتقلاً ولم يطلق سراحي إلا بعد سقوط النظام السابق. وهذا دليل واضح أن التحالف ليست له أي علاقة بأي تنظيم سياسي، ولكن في نفس الوقت نحن لا نحاسب أي شخص داخل ولايات الوسط بأفكاره أو معتقداته أو بقبيلته، ولا نقول هذا إسلامي أو شيوعي أو بعثي أو اتحادي أو غيره، وليس لدينا أي تحفظات على الانتماءات السياسية والفكرية، ونحن لا ننتمي إلى أي نظام سابق أو نظام قادم، ولا نهتم كثيراً بمن يحكم المركز، وإنما نهتم بحقوقنا، فالمركز لو حكمه شيطان رجيم وأعطانا حقنا، نعطيه له التحية وتعظيم سلام، ولو حكمه ملك منزل من السماء ولم يعطنا حقوقنا سنقاومه ونستخدم ضده كافة أشكال المقاومة السلمية.
هنالك عملية خلط ولبس في بعض الأحيان لدى بعض مواطني الولايات المذكورة، بين تحالف ولايات الوسط ومسار الوسط في اتفاقية سلام جوبا الذي يرأسه التوم هجو، ما العلاقة بينكم ومسار الوسط؟
هذا سؤال ممتاز وحقيقة الخلط موجود لدى بعض الناس، وتحالف ولايات الوسط تأسس قبل مسار الوسط، وساهم في الثورة، وتحالف ولايات الوسط(jsn) هو مناوئ لمسار الوسط وضد اتفاقية جوبا لأنها ظالمة ومجحفة في حق الإقليم الأوسط، والشمالي ومعظم الأقاليم، وبها تحيز واضح، ونحن ضد المسار ولا علاقة لنا به ونحن والمسار خطان متوازيان.
هل وضعتم شروطاً معينة للعضوية التي تنضم إلى هذا التحالف، أم هي مفتوحة للجميع بما فيها منسوبو حزب المؤتمر الوطني المنحل؟
من شروط الانضمام أن يكون مواطناً سودانياً، بالغاً يلتزم بالنظام الأساسي ولوائح التنظيم. والباب مفتوح للجميع بما فيهم منسوبو الأحزاب كافة شريطة الالتزام بالقوانين والنظام الأساسي للتحالف، بما فيهم عضوية المؤتمر الوطني المنحل، إلا إذا ارتكب جريمة تخل بالشرف والأمانة، خلاف ذلك ليست لدينا أي تحفظات.
ولكن الثورة قامت ضد المؤتمر الوطني، حتى وثيقة الفترة الانتقالية أبعدته عن المشهد، ألا ترون بأنه طعن لأهداف الثورة؟
هنالك فرق بين المؤتمر الوطني ككيان أو حزب، وبين الأفراد الذين ينتمون له، نحن لا يمكن أن ندعم المؤتمر الوطني كحزب ارتكب من الجرائم والموبقات في حق الشعب السوداني، فهو أسقطه الشعب لا يمكن أن نعيده إلى المشهد، هذا لا يمكن، ونحن لا نحاكم الناس بأفكارهم وانتماءاتهم السابقة، لا يستقيم هذا قانوناً ولا عدلاً ولا ديمقراطية ولا شرعية أن تحاكم الناس بأفكارهم السابقة.. نحن شرطنا أن يلتزم بميثاق التحالف ونظامه الأساسي ولوائحه، نحن نريد أن نجمع أبناء الإقليم دون تفرقة.
بعض المراقبين يرون أن فكرة الكيانات الجغرافية والمناطقية، ما هي إلا نواة وبذرة انفصال وتفتيت للدولة السودانية.. هل أنتم تطالبون بانفصال كامل عن المركز وقيام دولة مستقلة، أم هدفكم العودة إلى نظام الأقاليم؟
نحن هدفنا الرجوع إلى الحكم الذاتي للإقليم الأوسط وجميع أقاليم السودان، ونطالب بتطبيق الحكم الكونفدرالي هو إعطاء الحكم الذاتي لكل إقليم يحكم عبر أبنائه، وذلك للخروج بالسودان من هذا المأزق والرجوع بالسودان إلى صورته القديمة، ولابد من صيغة جديدة تتوافق مع تركيبة الدولة السودانية.. والنظام الكونفدرالي موجود في كثير من الدول وأثبت نجاحه، في الولايات المتحدة، إثيوبيا، ألمانيا، الإمارات، وغيرها وسينجح في السودان، لأن تركيبة السودان لا ينفع معها إلا النظام الكونفدرالي.
ولكن لديكم رمز وعلم غير علم السودان المعروف، ألا يعد هذا نية وعلامات الانفصال؟
هو رمز للتحالف وراية، وحتى إذا اختير أن يكون علماً سيأتي في الدرجة الثانية بعد علم السودان الأم، ولا توجد فيه أي حساسية، والعلم موجود في كل الاتحادات والتنظيمات، وموجود في كل أقاليم الدول الكونفيدرالية.
أنتم كثيرو النقد لاتفاقية سلام جوبا، بل طالبتم بإلغائها.. ألا ترون أن هذا ربما يهدد وينسف السلام والاستقرار في السودان؟
اتفاقية جوبا يمكن أن تؤدي إلى الحرب ولا يمكن أن تحقق سلام بالبنود الموجودة التي ظلمت أقاليم على حساب أقاليم أخرى، هذه الاتفاقية معيبة ويمكن أن تؤدي إلى نزاع، ولذلك لابد من إلغائها مع الاحتفاظ على مكاسب دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق التي تأثرت بالحرب، أو أن تفتح وتكون شاملة وتشمل الأقاليم الأخرى التي ظلمتها وأجحفت في حقها، فهي معيبة واستمعت إلى صوت السلاح أكثر من صوت المنطق والعدالة.
دار نقاش من التحالف بشأن سكن الكنابي، ما هي رؤيتكم لوضعها وطبيعتها الديمغرافية في ظل تحالف ولايات الوسط؟
الكنابي إذا رجعنا إلى تاريخها هم أناس زراعيين، وهذه الكنابي فرضتها ظروف معينة، وسكنهم كان في الأساس سكن مؤقت وكانت على أراضٍ بأصحابها، وهذه الأراضي هي أراضٍ زراعية غير سكنية، وهذه المشكلة يمكن أن تحلها الحكومة المركزية، بأن تسكنهم داخل المدن، ولكن أن تعوضهم بأراضٍ تنزعها من أصحابها هذا ما نرفضه، وأهلنا في الكنابي تعايشوا مع أهل القرى تعايشاً تاماً، لكن دخل عليهم ما يسمى (مؤتمر الكنابي)، استخدم خطاب العنصرية والكراهية ضد أهالي المنطقة، وهو الذي وقع باسم أهل الكنابي وهذه مشكلة في حد ذاتها.