عمار العركي يكتب: الجهاز ، بين الجاهزية والإجهاز

* اصدر اعلام جهاز المخابرات العامة بيانا بخصوص شهداء القوات المسلحة- لهم الرحمة والمغفرة –  تضمن نعى المدير العام لجهاز المخابرات العامة ونائبه وهيئة القيادة وكلّ منسوبي الجهاز من الضباط وضباط الصف والجنود شهداء القوات المسلّحة  بعد إعدامهم من القوات الإثيوبية.

* وأعلن جهاز المخابرات العامة – بحسب مكتبه الإعلامي –  عن وقوفه “عونًا وسندًا” للقوات المسلّحة ، ودعا جهاز المخابرات العامة الشعب السوداني بكافة أطيافه للوقوف صفاً واحداً خلف قواتهم المسلحة وسدا منيعاً في وجه كل من “تسول” له ” نفسه “العبث” بمقدرات الوطن.

* عند اعادة قراءة هذا البيان الاعلامى ، وإسقاطه على الأدوار والواجبات الوطنية السابقة لمؤسسة الجهاز  من خلال تقديم  “العون والسند والسد المنيع” فى حماية البلاد وإتقائها شرور دخول العدل والمساواة الخرطوم ، وويلات ما بعد وفاة جون قرن ، ومخاطر بؤر الارهاب والجماعات الارهابية والتهريب … الخ ، حينها كانت بيانات الجهاز توضيحية وتطمينية عقب إزالة التهديد والخطر ، حيث   يستعصي على المتابع “استيعاب” و ” هضم” البيان الاعلامي ،فشتان مابين بيان وبيان ، والقاعدة الفقهية تقول “السكوت فى معرض الحاجة لبيان…  بيان” .

*لا افهم كيف يكون جهاز المخابرات عونا وسندا للقوات المسلحة ، وهو بلا ادوات العون والسند وبلا محافير  – فمن دساها ليس له حق  طلب العون والمساعدة في الدفن –  اللهم الا يكون البيان فى إطار برنامج علاقات عامة وأداء واجب العزاء .
* كل الخبراء والمتابعين والمهتمين، أكدوا على أن كل المؤامرات والأزمات والمخططات التى تستهدف وحدة وأمن البلاد بصنيعة وتخطيط مخابرات اقليمية ودولية ، حتى أصبح السودان ” مولد ” وجهازه غائب، والذى يقع على عاتقه مسئولية  كشفها وابطالها قبل وقوعها وهى من صميم واجبات جهاز المخابرات – مثله مثل أي جهاز مخابرات في العالم – وحال وقوعها يجب مراجعة
أداء وجاهزية كل المنظومة الأمنية فى نطاق المسئولية وليس جهاز المخابرات وحده، وتحديد اوجه القصور والتقصير ومن ثم المعالجة، والشاهد فى الأمر تكرار عمليات الخطف ثم القتل من قبل الأثيوبين بسناريوهات متشابهة واسلوب واحد ومكشوف ومن داخل الآراضى السودانية والتى يبدأ منها دور وواجب الإستخبارات والمخابرات  وحرس وتامين الحدود فى الكشف والقضاء على الظاهرة وعدم تكرارها .
* السيد القائد العام للقوات المسلحة ، لديك قوة مسلحة بالخبرات التراكمية  والمهارات المهنية والمعلومات الإستراتيجية والعمليات النوعية – علنية وسرية –  شهد بها الأعداء قبل الأصدقاء ، ولا ينقص القوة “المحافير”.
* وإن كان ايام الهياج و التنفيس الثورى والسياسى  – الذى كاد أن يجهز على الجهاز بالحل ، ومن ثم تفريغ وتفريق ذاكراته الوطنية بين مكاتب المخابرات المتربصة و المتلهفة  – مانعا وحائلا دون أن ينهض الجهاز بمسئولياته ومهمه والتى تقلصت وتقازمت فى إطار جمع المعلومات ورفعها لمتخذى القرار.
* فى الآونة الأخيرة كثُر الحديث من قبل الحادبين والمستشعرين لحقيقة “نعمة فقدان الأمن” ، والمدركين لأهمية وجودجهاز فاعل قادر على مجابهة التحديات والمخاطر والمهددات الماثلة  تتطلب اعادة جهاز المخابرات العامة للعمل  وفق صلاحيات وقانون يمكنه من القيام بواجباته ، ولا نختزل دوره  فى التعزية بعد القتل ، طالما بامكانه – وبعون ومشئية من الله –  منع القتل.

          
قد يعجبك ايضا
تعليقات
Loading...