جمعة نوار يكتب: قراءة مختلفة لما حدث

 

قطع خدمات الإتصال والكهرباء خاصة مساء . ودخول العاصمة يوم أمس في عطلة قسرية ومظاهر الحرب الصامتة بقلة الحركة في الأحياء والطرقات العامة وشراسة الإشتباكات بين المتظاهرين والقوات الأمنية وحجم الضحايا والإصابات وإزالة بعض الحاويات من على الجسور كلها مؤشرات تدحض قراءات التقليل من هذا الحدث وتشير الى وجود مشكلة لن تحل بالجدل حول حجم الحراك قل او نقص . قدر الإعتراف بأن هؤلاء الشباب قادرين على الفعل والحضور . وأن تجاوزهم قد يخلق تعقيدات إضافية
واضح ان الشارع الذي يتحرك بالمواكب رغم تأثره ببعض الضعف لاسباب تتعلق بقواه السياسية المساندة وخلافاتها وبؤسها . إكتسب قدرات كبيرة على التحضير والتجهيز والتشبيك بين أطرافه وله القدرة على إرباك السلطة كما أنه يجيد التعامل مع التدابير الأمنية التي رغم تحركها الإستباقي عادة بالإعتقالات والإنتشار لا تؤثر على حيوية انشطته وأهم ميزة ذلك قدرته على الأقل حتى الان على الإيفاء بالظهور في كل موعد مضروب وكلها مؤشرات تصب في صالح الجهة الحاضنة لهذا الشارع . والتي ستكتسب المزيد من المساحات خاصة في ظل عدم وجود حاضنة موازية ذات أثر في الإستقطاب والحضور برؤى موضوعية تنافس او تمنح الكتلة الأعظم المحايدة محفزات للدعم . او الظهور المؤثر وبالتالي في حال إستمرار هذا الوضع فعلى الأرجح ان الطرف الذي يعتقد البعض انه يهدر دمه وعرقه بلا طائل سيكون هو الأقرب لتعديل المعادلة .
الإنقاذ نفسها وقعت في خطأ التقييم القاتل هذا . ركنت لفرضية انها تنازل قلة شبحية فإكتشفت في لحظة فارقة أن أغلبيتها الصامتة تلاشت وكانت هي الإشباح

          
قد يعجبك ايضا
تعليقات
Loading...