الأمم المتحدة تحضّ جنوب السودان على تطبيق اتفاق السلام قبل نفاد الوقت
حضّ رئيس بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان (يونميس) نيكولاس هايسوم على تطبيق اتفاق السلام الهشّ الذي توصّلت إليه الأطراف المتناحرة في البلاد، محذّراً من أنّ الوقت بدأ ينفد.
ومنذ استقلاله عن الخرطوم في عام 2011، شهد البلد أزمة تلو الأخرى وفيضانات وجوعاً وموجات عنف وخلافات سياسية، مما حال من دون تعافيه من الحرب الأهلية الدامية التي خلفت قرابة 400 ألف قتيل وأربعة ملايين نازح بين عامي 2013 و2018.
وقال هايسوم، المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة ورئيس البعثة الأممية في جنوب السودان، إنّ “هاجسي الأكبر يكمن في أنّ المرحلة الانتقالية توشك سريعاً على الانتهاء لكنّ التقدّم على صعيد تطبيق اتفاق السلام لا يزال بطيئاً”.
وأشار خلال مؤتمر صحافي في جوبا إلى أنّ هامش تطبيق المعايير الأساسية بدأ يضيق “مع بقاء ثمانية أشهر فقط”، داعياً القادة المتخاصمين إلى تقديم “التنازلات” اللازمة.
وتنتهي الفترة الانتقالية التي نصّ عليها اتفاق السلام والمحدّدة بسنتين في شباط 2023، على أن تجري انتخابات قبل ستين يوماً من هذا الموعد. لكنّ بنودا عدّة نصّ عليها الاتفاق لم تنفّذ بعد، بما في ذلك صياغة مسودة دستور دائم وقانون الانتخابات، وقد أشار هايسوم إلى تزايد صعوبة إجراء الانتخابات.
وحضّ المبعوث الأممي قادة جنوب السودان على مضاعفة جهودهم والاتفاق على خارطة طريق واضحة المعايير والأطر الزمنية والأولويات.
ومنذ استقلاله عن السودان في تموز 2011، يشهد جنوب السودان، وهو دولة حبيسة تمتلك احتياطيات نفطية كبيرة، أعمال عنف وأزمة اقتصادية نتيجة التضخّم المتسارع.
ووفقًا للأمم المتحدة فإنّ ما يقرب من تسعة ملايين شخص، من أصل عدد السكّان البالغ حوالى 11 مليوناً، سيحتاجون إلى مساعدات دولية هذا العام بسبب أزمة غذائية حادّة وتجدّد أعمال العنف.
وسبق أن وجّهت الأمم المتحدة انتقادات لقيادة البلاد، معتبرة أنها تؤجج العنف وتقمع الحريات السياسية وتنهب المالية العامة، وقد حذّرت في وقت سابق من العام الحالي من تجدّد النزاع في البلاد.
وبالإضافة إلى الأزمة الإنسانية الخطيرة التي يواجهها من جرّاء العنف، يشهد جنوب السودان كوارث طبيعية على صلة بالتغيّر المناخي على غرار الفيضانات والجفاف.