بيان من الإخوان المسلمين: نعم لحوار الأجندة الوطنية .. لا لتفاوض الشراكات السلطوية
يدين الإخوان المسلمون قتل الشباب المتظاهرين في شوارع الخرطوم كما أدانوا من قبل قتل أسرانا في أثيوبيا.
وفي تصريحنا بإدانة الاعتداء الأثيوبي بحق أسرانا السودانيين كنا قد رجونا أن يتوقف نزيف الدم السوداني الذي يراق بأيد سودانية و غير سودانية.
وقلنا إن هذا الرجاء لن يحققه إلا سعي جاد عاقل واجتهاد مخلص لاجتماع سوداني على كلمة سواء.
ولم يجف مداد تصريحنا حتى تجدد سيل دماء شبابنا في الشوارع مرة أخرى في حلقة جديدة من حلقات المآسي التي نعيشها مع حالة اضطراب أوضاعنا السياسية يأسف لها ويأسى كل صاحب قلب سليم.
إن الكشف عن الجناة في حوادث القتل ومحاسبتهم هو واجب الأجهزة الرسمية سواء كان القتل في الخرطوم أو الجنينة وإن إفلات الجناة مرة من بعد مرة في حوادث القتل هو دعوة رسمية للقتل.
الواضح أن القتل إن لم يحفز على مواصلة حراك الشارع فلن يوقفه ، والواضح كذلك أن هذا الحراك وحده لن يسقط الحاكمين الآن ، والذي لا يختلف عليه اثنان أن الاعتماد على الأجهزة الأمنية وحدها لا يستقر معه حكم نظام.
وفقا لهذا كله فالحوار هو وحده المخرج مما نحن فيه … لأن بديله فتح بلادنا أمام احتمالات كلها سوء ودمار … بديله أن ينحرف حراك الشباب السلمي إلى حراك مسلح في عالم مشجع على الاقتتال وعلى تجارة السلاح .. وبديله أن ينقسم المكون العسكري عندنا مع استمرار أوضاع عدم الاستقرار .. وبديله إكمال الأيادي الأجنبية بسط سلطانها وأجندتها علينا.
و الحوار الذي يمكن أن يجنبنا تلك الشرور جميعا هو حوار العقلاء الذين يعلمون ما يحيط بهم وينظرون بعيدا لا إلى أسفل أقدامهم ويتحررون من نزوات التطلعات السلطوية و من ضيق الأجندة الحزبية وقبلها من أسر الأجندة الخارجية إلى فسيح الأجندة الوطنية وعزها وتجردها واستقلالها.
الأستاذ/سيف الدين أرباب أحمد عمر
المراقب العام للإخوان المسلمين
السبت 2 يوليو 2022